كان لافتا منذ ان حسمت ثورة 52 يناير الامر لصالحها، ان الجهد الاساسي لاعداء الثورة في الداخل والخارج كان لاحداث »القطيعة« بين ثورة يناير وبين ثورة يوليو 2591. والترويج لفكرة ان النظام الذي سقط هو نظام يوليو وليس النظام الذي أقامه اعداء هذه الثورة العظيمة حين انقلبوا عليها منذ السبعينيات وسددوا لها ابشع الطعنات وحاولوا الانتقام منها وتشويه صورتها، وزوروا التاريخ حتي يخدعوا الاجيال الجديدة وحاولوا تصفية كل منجزاتها، وحولوا اعداء الثورة وأعداء مصر إلي حلفاء استراتيجيين، وحولوا جماهير الثورة من العمال والفلاحين والفقراء والطبقة المتوسطة إلي »اعداء« ينبغي ان يدفعوا ثمن السنوات العشرين التي عاشوها في ظل يوليو واحسوا فيها بالعدل والكرامة. ملايين الدولارات التي انهالت بعيدا عن عيون الدولة، والحملات المشبوهة لاعطاء دور لامريكا في ثورة يناير (!!) والمحاولات المحمومة لتقسيم الثوار واثارة القلاقل الداخلية.. كانت كلها لقطع الطريق علي الثورة الوليدة حتي لا يجد اعداء الوطن انفسهم في مواجهة مصر التي عرفوها قبل ذلك مع ثورة يوليو ولم ينسوا ثأرهم منها. الثأر من يوليو لم ولن يتوقف، لانه الثأر من مصر حين تنهض، وحين تملك القرار المستقل والمشروع الوطني وحين تسعي لبناء الدولة الحديثة، وحين تقود العالم العربي نحو الحرية والاستقلال، وحين تكون مركز ثوار افريقيا واحرار العالم، وحين تنطلق كل طاقات الابداع لدي شعب تعود ان يكون صانعا للحضارة.. وللتاريخ.. والثأر من يوليو ليس انتقاما من الماضي فقط، ولكنه خوف من المستقبل. فاعداء الوطن يعرفون جيدا ان ثورة يناير في حقيقتها هي »رد اعتبار« ليوليو قبل الانقلاب عليها. وان طريق الثورتين واحد لانه طريق الحركة الوطنية المصرية ونضالها العظيم وتضحياتها الهائلة من اجل استقلال مصر ونهضتها وتقدمها. تحية لثورة يوليو في عيدها، ولقائدها العظيم جمال عبدالناصر. ولا عزاء في نظام سقط بعد ان خان ثورة يوليو وباع الوطن، وانحاز ضد الفقراء واقام دولة للصوص والسماسرة، واهان مصر وافقدها مكانتها ودورها. تحية لثورة يوليو، ولوحدة الشعب والجيش التي ردت الاعتبار إليها بثورة يناير، وفتحت الباب لنستكمل المسيرة ونصحح الخطأ ونستوعب الدرس.. فنتمسك بالديمقراطية سياجا يحمي الثورة من أخطائها ومن مؤامرات الاعداء.