المهزلة التي شهدتها مباراة الاهلي والمقاصة أمس الأول بالأسبوع الأخير من الدوري الممتاز لكرة القدم للموسم 2010 / 2011 وهي المباراة التي كان من المفترض أن تشهد مراسم تسليم الدرع للنادي الاهلي كشفت للمتابعين لأحوال الوسط الكروي عن قضية كان البعض يظنها أغلقت وهي الخاصة بملف مزايدة بيع حقوق الرعاية باتحاد الكرة.. فالخناقة التي وقعت بين الوكالة الاعلانية -برومو أد- الفائزة بشراء حقوق رعاية الاتحاد والوكالة الراعية لحقوق الاهلي - الأهرام- بسبب اعتراض الاهلي علي وجود شركات أخري بملعبه غير الراعية له جعلت البعض يعاود السؤال عن قضية المزايدة التي يبدو أنها لا ولن تغلق كما يؤكد بعض المقربين من مسئولي الجبلاية.. ويبدو أن الأمر فعلا كذلك حيث أنه بالبحث والتحري علمت أن المجلس القومي للرياضة لم يعتمد حتي هذه اللحظة ملف المزايدة الأخيرة التي فازت بها وكالة برومو أد وبلغت قيمتها خمسين مليون جنيه في عامين ونصف أي ما يوازي 20 مليونا في السنة، بل إن المهندس حسن صقر رئيس المجلس قام بتحويل الملف بالكامل إلي إدارة الشئون القانونية للتأكد من صحة الاجراءات التي اتبعها إتحاد الكرة لتنفيذ المزايدة وما إذا كان المبلغ الذي اشترت به برومو أد مساويا لنفس المبلغ الذي كان من المفترض أن تباع به الحقوق من قبل في المزايدة الملغاة وبلغ 162 مليون جنيه في أربع سنوات أي ما يوازي 40.5 مليون في السنة الواحدة.. وإذا كان مسئولو اتحاد الكرة يؤكدون أنهم حصلوا علي موافقة شفهية ببيع الحقوق لفترة تزيد علي الفترة القانونية المتبقية لهم بمجلس الادارة وهي عامين فقط لتكون الزيادة المطلوبة ستة أشهر فقط بما كان يعني أن الحصول علي موافقة المجلس القومي إجراء شكلي، إلا أن الأزمة التي وقعت باستاد القاهرة أمس الأول علي هامش مباراة الاهلي والمقاصة بين وكالتي الاهرام وبرومو أد من شأنه أن يثير مخاوف مسئولي المجلس القومي للرياضة ومن ثم تعود أزمة المزايدة الي المربع صفر.. فلعله ليس خافيا علي المتابعين ما يدور خلف الكواليس بالجبلاية في الفترة الاخيرة ان ملف المزايدة هو بمثابة القنبلة الموقوتة التي فشل مسئولو الجبلاية في نزع فتيلها منذ استقال المهندس محمود طاهر عضو مجلس الادارة اعتراضا علي محاولات بعض مسئولي الاتحاد لتوجيه المزايدة في اتجاهات مخصوصة، بل يزيد الأزمة تعقيدا هو تزامن خناقة الوكالتين للاحتفال بالدرع مع تعرض مجلس إدارة اتحاد الكرة لأكبر ثورة غضب من عدد ليس بقليل من الاندية الاعضاء في الجمعية العمومية والذين نجحوا مؤخرا في عقد اجتماع غير عادي للجمعية العمومية قرروا فيه وبالاجماع سحب الثقة من مجلس ادارة الجبلاية.. وعلي هذا الاساس فإن مسئولي الجبلاية يبذلون قصاري جهدهم من أجل احتواء تلك الأزمة والاسراع بإقامة حفل تسليم الدرع للاهلي برعاية من الوكالة الفائزة بالمزايدة الأخيرة حتي توحي الجبلاية للاعلام وللرأي العام بعدم وجود مشاكل أو أزمات حول هذا حقوق الرعاية والمزايدة المفخخة !!