ما هذا الكم الهائل من المخدرات بمختلف أنواعها الذي ضبطته وتضبطه أجهزة الأمن المصرية منذ عودتها بدعم من قواتنا المسلحة.. عصابات تأتي إلينا من البحر، وأخري من البر.. أطنان من المخدرات يتم الكشف عنها في المحافظات، وأقراص مخدرة يتم ضبطها في الموانئ.. وشباب أغنياء وفقراء، طلبة في الجامعات، وأميون، يسقطون في بئر الإدمان!! العالم كله في حالة استنفار.. لأول مرة عمليات أمريكية روسية مشتركة في أفغانستان ترصد الزراعات، ومعامل التصنيع.. وتسفر العملية عن تدمير 002 مليون جرعة هيروين، وتكبد تجار المخدرات 053 مليون دولار خسائر، ويقول فيكتور ايفانوف مدير جهاز المكافحة الروسي ان تسع مروحيات اشتركت في العملية، دمرت خلالها معامل تصنيع المورفين في افغانستان التي يقدر انتاجها بنحو 06 مليار دولار بينما ميزانية افغانستان »الدولة« 31 مليارا!! كما يقدر حجم تجارة المخدرات في العالم بنحو 033 مليار دولار سنويا. وتؤكد التقارير الدولية أن حلف الناتو يشارك بقوة كبيرة في مكافحة غزو منابع المخدرات في أوروبا.. والتي يقدر حجم الهيروين المتداول بها 02 مليار دولار.. أما روسيا فهي تري ان المخدرات تستهدف شبابها، بعد ان قتلت منهم العام الماضي 04 ألفا.. أما أمريكا الشمالية فينتعش في أسواقها الكوكايين، وهي سعيدة جدا بتقرير الأممالمتحدة، الذي رصدت انخفاض الطلب نتيجة للتشدد في تنفيذ القانون والاقتتال بين العصابات والمافيا المتنافسة في المكسيك. كما يؤكد الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر أن أكثر من ثلاثة ملايين مدمن من بين 61 مليون متعاط للمخدرات بالحقن اصيبوا بمرض نقص المناعة »الإيدز« وكشف الاتحاد ارتفاع عدد متعاطي المخدرات الحاملين لفيروس الايدز في خمس دول هي، الصين وماليزيا وروسيا وأوكرانيا وفيتنام.. وتصل نسبة المتعاطين عن طريق الحقن والمصابين بالايدز إلي 06٪ في أوروبا الشرقية ووسط آسيا.. وعلي مستوي العالم هناك 05 مليون شخص مصاب بالايدز بزيادة عشرة ملايين عن العام السابق. وفي مواجهة الغزو بالمخدرات واستهداف مصر عبر أفريقيا تشهد البلاد حملة قومية للتوعية بمضارها خاصة في مواقع التجمعات، واستخدام المفاهيم المغلوطة، وفي المقابل نشطت الجمعيات الأهلية وصندوق مكافحة الادمان باستخدام أساليب غير تقليدية، أهمها توظيف من كانوا يدمنون المخدرات بالتوعية، والتأكيد علي ان المخدرات تدمر لخلايا المخ وان كل ما يثار حولها هو مجرد أوهام تتكشف للمدمن بمرور الوقت.. وبعد ان ارتفعت الأصوات منادية بمنع السجاير في الدراما، عادت من جديد، ومعها الشيشة.. وقد ساهم في زيادة عدد المتعاطين غياب دور الأسرة وانشغالها في وظائفهم خارج البلاد، وترك الزوجة تواجه ابنا يافعا، في سن المراهقة وهنا تعجز الأم عن متابعته والسيطرة علي سهراته مع اصدقائه.. ويحسب لصندوق مكافحة الإدمان تخصيص رقم للخط الساخن لتقديم المشورة، والعلاج إذا تطلب الأمر، ولكن تظل المشكلة بعد خروج الشاب من المستشفي، وعودته إلي رفاق السوء. ان مكافحة المخدرات منظومة مجتمعية، تقوم الأسرة بالدور الأول، وأجهزة الأمن بالمكافحة، والضبط لتجفيف منابع العرض، وزيادة عدد المستشفيات لعلاج المرضي والاستفادة من الخط الساخن ومعلوماته السرية تماما.. وقي الله شبابنا.. وبناتنا من كل مكروه، وأيقظ كل أسرة من غفوتها بحكم مسئوليتها.. كما يظل دور المسجد والكنيسة والاستفادة من الأطباء المتخصصين في دور العبادة للتوعية من هذا السم القاتل. جملة قصيرة: ضابط يضحي بحياته لاسترداد سيارة مسروقة.. لذا يستحق التكريم والدعاء له بالرحمة.. وضابط وزميلاه سرقوا اسلحة مديرية أمن السويس اثناء الثورة لبيعها للبلطجية.. لذا يستحقوا اقصي العقوبة والهوان. إذا طُعنت من الخلف.. اعلم أنك في المقدمة.
