كانت عقارب الساعة تشير إلي العاشرة صباحا ، عندماارتفع حاجب دهشتي حتي لامس قفاي من هول مارأيته بأم عيني ، فركت عيني مرة ، عشرة ، لكن لشقوتي ما أراه ليس أضغاث أحلام ، ولا حتي فيلم هندي ، بل حقيقة تخرج لسانها لي وترفع ضغطي المرفوع أصلا : المشهد لعربة توزيع جرايد ، تتوقف في ميدان أحمد حلمي وينزل منها " شحط" ، ثم يرفع بخفة يحسد عليها بابها الخلفي ؛ لتنزل منها " جاموسة "أي والله وغلاوة المرتب وحياة الحافز " جاموسة" ! ورغم أن هذه الكوميديا السوداء مر عليها عشرون سنة أو يزيد ، واختفت من " ملفات" دماغي ، إلا أن مشروع قانون المرور الجديد ، القابع في أدراج البرلمان أعادها بالبطيء إلي شاشة ذاكرتي ؛ لتنهمر علي العبد لله علامات استفهام من عينة : " هل القانون الجديد به عقوبات رادعة لمن يوسوس له شيطانه فيري تحميل " الجاموس " بدل الصحف شطارة و" تسليك ورقة بمادنة "خاصة لو " النقلة" جاية من قبلي ؟ وماذا لو رأي " أحمد حلمي " مارأيت ، وهو أول صحفي مصري يدخل السجن دفاعا عن " كرامة الصحافة" والذي كتب بقلم " الشرفاء " مقالته الثائرة" يادافع البلاء" عن حادثة نشواي.. وهو بالمناسبة جد الشاعر الرائع صلاح جاهين ؟! الإجابة النموذجية : نعم .. القانون الجديد به عقوبات لمن ينقل " حيوانات" في سيارات ليست مخصصة لهذا الغرض ، وترخيصها لايسمح لأي " شحط " بذلك ، حتي قانون المرور الحالي يضيء ألف إشارة حمراء أمام هذا العبث ، لكن هل القانون وحده يكفي ، أم أن الأمر يحتاج لمنظومة مرورية متكاملة ولقناعة شعبية تجعلنا جميعا نحترم قواعد المرور ولو كره " الجاموس" ؟! وقبل أن أمضي في طريقي إلي الجريدة ، إذ بصوت " شعبولا " يجلدني من كاسيت زاعق بمقهي في الميدان : " أحمد حلمي أجوز عايدة ..كتب الكتاب الشيخ رمضان .. إيييييييه !