أكد السفير عبدالمحمود عبدالحليم سفيرالسودان بالقاهرة ومندوبه لدي جامعة الدول العربية أن هناك عزما جديدا في أوساط البلدين مصر والسودان قيادة وحكومة ومؤسسات ذات صلة، بضرورة التسامي،والتعالي فوق المنغصات،وجعل هذه العلاقات نموذجية. وأضاف في حوار ل »الأخبار» عقب عودته لأداء مهامه كرئيس للبعثة الدبلوماسية بالقاهرة عقب شهرين هي مدة سحبه علي أن دور الإعلام هام ومحوري، موضحا أن الإعلام لعب دورا في ذلك التشويش الفترة الماضية،لكن الكتابات التي ظهرت في الفترة الأخيرة،جميعها إيجابية لمصلحة هذه العلاقات وتحصينها من كافة الشوائب..وإلي نص الحوار: الكتابات الأخيرة في الإعلام جميعها إيجابية لمصلحة العلاقات وسنوقع وثيقة شرف إعلامي • كيف تري عودتكم للقاهرة من جديد؟ - أنا سعيد للعودة إلي القاهرة لقيادة البعثة الدبلوماسية من جديد بعد غياب شهرين، فأنا استدعيت 4يناير وعدت 4من مارس وآمل أن تشهد الفترة القادمة عملا متصلا، ليس لحل القضايا العالقة فقط وإنما لوضع العلاقات في إطارها الصحيح وتأسيس علاقات تقوم علي الشفافية والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. حراسة وتحصين أمر العلاقات بين البلدين، ليس أمرا خاصا بالحكومتين، وإنما أمر ينبغي أن تشارك فيه منظمات المجتمع المدني وجمعيات ومنظمات الثقافة والأدب والرياضة والفنون والبرلمانين في البلدين، والفترة القادمة إن شاء الله ستشهد انطلاق زخم شديد، نحاول أن نعالج من خلاله العوائق التي استوجبت استدعاء السفير، وبناء علاقات تكون نموذجا للعالمين العربي والإفريقي. ضرورة التسامي • مع عودتكم للقاهرة هل بدأت الشواغل بين البلدين تتبدد؟ - نعم هنالك عزم جديد في أوساط البلدين قيادة وحكومة ومؤسسات ذات صلة، بضرورة التسامي، والتعالي فوق المنغصات، وجعل هذه العلاقات نموذجية. لابد أن تزاح الأسباب والشواغل هنا وهناك التي تبطئ وتعوق بين الحين والآخر مسار هذه العلاقات، لكن الأصل في العلاقات السودانية أن تكون وفية للمشتركات التاريخية والثقافية، والرحمية بين البلدين والشعبين، ونري أن هنالك إمكانات هائلة للانطلاق بين هذه العلاقات ولا نجعلها أسيرة للمشكلات، لذلك فنحن نحرص من خلال الآليات التي تم ابتداعها، مثل اللجنة الرباعية وغيرها، أن تزاح هذه العوائق، وأن تزاح خلافات الأسرة الواحدة، فالسودان ومصر أسرة واحدة، فتزال خلافات الأسرة الواحدة حتي نتفرغ لهموم البناء والتقدم والازدهار والتنمية للبلدين. • بمجرد اللقاء الذي تم بين الرئيسين حدثت انفراجة في العلاقات كيف تري ذلك؟ - هنالك تقارب كبير جدا بين الرئيسين، ومودة لاتخطئها العين بينهما، هذا مؤكد، منذ التقيا لأول مرة في الخرطوم، عقب اجتماعات القمة الأفريقية في مالابو عندما زار فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي السودان. اجتماع الرئيسين في أديس أبابا يوم 8فبراير كان هاما لأنه وضع الحصان أمام عربة العلاقات الثنائية بين البلدين، لبناء علاقات وتأسيسها علي نحو يشرف تطلعات البلدين والشعبين ومؤسسة الرئاسة في البلدين لديها مسئولية كبيرة لرعاية الآلية الرباعية المكونة من وزيري الخارجية والمخابرات في البلدين، التي كانت باقتراح من القمة المصرية السودانية في أديس أبابا. التواصل الحميم ماذا عن اللجنة الرباعية بين البلدين ؟ - هذه الآلية هامة للغاية لأنها تضم المكون الدبلوماسي والمكون الأمني في لجنة واحدة، وذلك لأن غالبية الشواغل ربما تكون ذات منشأ أوطبيعة سياسية وأمنية ودبلوماسية، لذلك نحن نثق في التواصل بين الرئيسين، وتوجيهات مؤسسة الرئاسة في البلدين، ونثق أن ذلك سيعطي قيمة مضافة لكافة أشكال التواصل الحميم بين البلدين والشعبين. هل هذه اللجنة ستكون لها وقت محدد أم دورية؟ - هذه اللجنة هي أحدث أوجه التعاون وهي لجنة مستمرة ودائمة، وليست مرتبطة بزمن وأمد محدد، وستكون راعية للعلاقات في المجالات المختلفة وستعقد اجتماعاتها بصورة دورية كلما تطلب الأمر. قلت إن هناك اجتماعات ستتم بين الجانبين لحل الشواغل متي ستبدأ هذه الاجتماعات؟ - الاجتماعات بدأت بالفعل، وذلك بالاجتماع الذي تم أمس بين الأستاذ سامح فهمي وزير الخارجية المصري والبروفيسور إبراهيم غندور وزير خارجية السودان علي هامش اجتماعات المجلس الوزاري للجامعة العربية. بدأ هذا التواصل بالفعل، وتم بحث تنفيذ مخرجات الاجتماع الرباعي وإن شاء الله انطلاقا من الأسبوع القادم سوف نعزز التواصل ووتيرة التواصل مع الإخوة في وزارة الخارجية وغيرها من الأجهزة المعنية بجمهورية مصر العربية، لتنفيذ مخرجات الاجتماع وتنشيط الآليات التي أقرها ذلك الاجتماع الرباعي، وهي آليات متعددة، مثل اللجنة القنصلية، لجنة المعابر، لجنة التشاور السياسي، وخلافه. السفير الأثيوبي في القاهرة قال إنه لن يزور سد النهضة سوي المصريين والسودانيين..هل نستطيع إنه نقول هدأت النبرة بين الدول الثلاث في هذا الملف أوربما نصل لتوافق قريب؟ - نحن نثق في الإفادات التي يقولها الإخوة في أثيوبيا، وكذلك نثق في أن اجتماعات أديس أبابا الثلاثية بين الرؤساء الثلاثة أعطت زخما جيدا لمواصلة العمل والتفاوض حول القضايا والشواغل المختلفة بشأن سد النهضة. نحن إن شاء الله بمجرد انجلاء الأوضاع في أثيوبيا سوف نجدد الدعوة للجنة التي أقرها الرؤساء الثلاثة في أديس أبابا للاجتماع ومتابعة هذا الموضوع الهام. هل تمت مناقشة ملف سد النهضة مع مصر؟ - الأمر الخاص بسد النهضة ثلاثي بيننا والشقيقة مصر وأثيوبيا يعالج بالتوافق بين الدول الثلاثة، لكن المسائل الخاصة بالمياه بيننا وبين مصر نحن ملتزمون بها، وهذا الأمر أثير في الاجتماع الثنائي الأخير بين السيد سامح شكري والبروفيسور إبراهيم غندور علي -هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب-، وتم التأكيد علي أنه إن شاء الله بعد انجلاء الأوضاع سوف يقوم السودان بالدعوة للاجتماع علي النحو الذي حدده الاجتماع الثلاثي في أديس أبابا، والانطلاق في هذا الملف الهام. ونحن نؤمن بأنه ينبغي أن يكون النهر ساحة للتعاون وليس ساحة للصراع. ماذا عن تكريم الرئيس السوداني لكم الأيام الماضية؟ - لاأجد من الكلمات ماأعبر به عن تقديري لفخامة السيد الرئيس لما طوق عنقي به من تكريم، هذا وسام ليس فقط علي صدري إنما وسام علي صدر الدبلوماسية السودانية بكاملها، وهو أيضا يدل علي أن فخامة الرئيس يتابع أداء سفرائه ويتمني لهم النجاح والتوفيق في أداء مهامهم. كيف لمست رد الفعل في البلدين أثناء فترة سحب السفير؟ - رد الفعل هو إنشاء اللجنة الرباعية التي قامت بعمل جيد ستكون من أولي مهامي حراسة هذه المخرجات وتنفيذها والحرص علي إزالة الشوائب والغيوم التي ظهرت في سماء البلدين في الفترة الأخيرة. دور الإعلام ما الرسالة التي توجهها للإعلاميين في البلدين؟ - أولا نحن نؤمن بالدور الكبير والهام جدا للإعلاميين والصحفيين والإعلام في البلدين، ونؤمن بأهمية دور الإعلام، ونؤمن بالأثر الذي تحمله الكلمة المكتوبة، والصورة المشاهدة، لذلك نولي اهتماما غير عاديا بدور الاعلام كرافعة لعلاقات الثنائية، بين السودان ومصر، وجعلها علاقات نموذجية يحتذي بها، فدور الإعلام دورهام ومحوري، وفي غاية الأهمية، وإذا كنا نتحدث خلال الفترة الماضية، عماحدث من توتر، فإن الإعلام لعب دورا في ذلك التشويش، لكننا ننظر بثقة كبيرة جدا لمستقبل، ونحن نشيد بالكتابات التي ظهرت في الفترة الأخيرة، وجميعها إيجابية لمصلحة هذه العلاقات وتحصينها من كافة الشوائب. كيف سيتم توظيف إعلام البلدين في تحصين العلاقات بين الجانبين؟ - سنوقع وثيقة الشرف الإعلامي بين الجانبين، لكن هذا ليس المهم، المهم أن يتم الالتزام الشخصي والمهني قبل أن يكون الأمر توقيعا لاتفاقية قد تنسي بمجرد التوقيع عليها، فنحن نري أن المسئولية مهنية وشخصية من الصحفي والإعلامي، قبل أن تكون وثيقة يوقع عليها، فنحن نتفاءل بأن الإعلام يمكن أن يكون رافعة مهمة جدا للعلاقات وتحصينها للمضي بها قدما للأمام إن شاء الله.