زارني الصديق فولكهارد وندفور رئيس رابطة المراسلين الاجانب في مصر ومدير تحرير دير شبيجل الالمانية في الشرق الاوسط . وهو لمن لا يعرف يعيش في مصر منذ عقد خمسينيات القرن الماضي وحامل ليسانس الاداب جامعة عين شمس تخصص لغات شرقية، وحيث تمتد صداقتنا لاكثر من عشر سنوات منذ كنت اشغل وظيفة رئيس القطاع التجاري في هيئة سكك حديد مصر ثم نائبا لرئيس مجلس ادارة الهيئة وتعود هذه الصداقة لكونه رئيسا لجمعية اصدقاء السكك الحديد في العالم العربي وتنظيمه رحلات لرجال الاعمال والصحافة الالمان عبر قطارات السكك الحديد المصرية للترويج للسياحة والاثار المصرية.. ويعتبر الصديق فولكهارد عاشقا للسكك الحديدية منذ طفولته حيث كان يقطن مع اسرته في منزل يطل علي حوش السكك الحديدية الالمانية وخلال الحرب العالمية الثانية ولما كانت امه تخشي عليه من غارات الحلفاء وهو ينظر إلي معشوقته قطارات السكك الحديدية من خلال النافذة كانت تغريه بالابتعاد عن النافذة مصدر الخطر بانها تحضر له بالمطبخ شوربة السكك الحديد!! قال الصديق فولكهارد انه عائد لتوه من تونس الشقيقة سألته عن الاحوال هناك؟ قال انها ايجابية حيث تعلم التوانسة من احتكاكهم بالغرب سلوكيات جيدة يأتي في مقدمتها احترام المواعيد التي فيما بينهم والانضباط في العمل والانصراف عن الفوضي.. قلت هذا هو ما تحتاجه مصر الآن. لا مانع من المظاهرات السلمية في ايام الجمع للتأكيد علي مطالب الشعب .. لكن لابد ان ينصرف المصريون إلي العمل الجاد ورفع معدلات الاداء خلال ايام الاسبوع الستة الباقية.. فليس بالقروض الخارجية نبني الاوطان.. وهو اول درس تعلمناه من نظريات التنمية الاقتصادية اذ يشدد علماء التنمية الاقتصادية في مسألة التمويل علي الارادة السياسية للدول النامية وعزم الشعوب علي رفع مستوي الانتاجية وحيث تكثر الموارد المكتنزة والموارد المبددة، والانفاق البذخي لطبقة الاثرياء في المجتمع انظر حولك وحدث ولا حرج ومثل هذه الموارد الضخمة يمكن توجيهها لتمويل برامج التنمية.. ونعود للصديق فولكهارد قال لي انه يعتزم تنظيم رحلتين لرجال الاعمال والصحافة الالمانية عبر قطارات السكك الحديد: الاولي تبدأ من القاهرة - الاسكندرية - العلمين - مرسي مطروح ثم بالسيارة إلي سيوة ثم رحلة السفاري إلي مدينة البواطي عاصمة الخارجة ثم بقطار السكك الحديدية إلي محطة 6 أكتوبر لتنشيط السياحة والثانية من القاهرة إلي الاسماعيلية - القنطرة شرق - رمانة ثم بالسيارة إلي العريش تحت شعار تنمية سيناء.. خلاصة القول لكل الشرفاء في مصر.. اذا كانت هذه هي الروح الخلاقة من رجل الماني يعيش بيننا في مصر لاكثر من نصف قرن.. فمن الاولي ان تكون غيرة المصريين علي بلادهم حاضرا ومستقبلا اشد واعظم. انني أدعو أخوتي المصريين ائتلافات واحزاب وجماعات علي مختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم إلي تحويل التهديدات للاقتصاد المصري وللانسان المصري إلي فرص واعدة من خلال سيادة الروح العظيمة لثورة 52 يناير التي شهد لها العالم بأسره، الصديق والعدو علي حد سواء.