قد لا يسعدنا أن تتعدد المنصات في ميدان التحرير، وأن تختلف الطرق بين من جمعتهم الثورة.. ولكن ما يطمئن أن الحوار لم ينقطع، وأن الرغبة في محاصرة الخلافات كانت تسيطر علي الجميع، وأن الصدام كان مستبدا، والإحساس بأن الثورة في خطر فرض علي الجميع أن يعودوا للميدان وأن يتذكروا أن ما تحقق من إنجاز رائع في ثورة مصر لم يتحقق إلا عندما كان الميدان »ايد واحدة«! أول أمس.. كان المشهد في ميادين التحرير في كل أنحاء مصر يوحي بأننا في يوم 21 فبراير! خمسة شهور مضت علي سقوط رأس النظام ومازلنا تقريبا عند نفس النقطة. الأمن الذي تآمر النظام السابق لتحطيمه حتي تغرق البلد في الفوضي، لم يعد حتي الآن! عجلة الإنتاج في المصانع مازالت دون المستوي! مهمة اسقاط النظام السابق تتعثر، ومازلنا مع كل جريمة جديدة في حق الوطن نتحدث عن »فلول النظام« وكأنهم »اللهو الخفي« الذي لا يظهر ولا يمكن الإمساك به أو الاقتراب منه! ودماء الشهداء مازالت تبحث عن القصاص الذي نريده عادلا ولكن نريده أيضا عاجلا وشاملا لكل المجرمين والقتلة! ومحاكمات المسئولين السابقين مازالت لا تريد أن تغادر منطقة الجرائم الصغيرة مثل اغتصاب كام فدان ونهب بعض الملايين وامتلاك فيللا بنصف الثمن وصفقة لوحات السيارات.. بينما محاولة قتل الوطن والفساد السياسي الذي أهدر مكانة مصر وسد كل طرق نهضتها وتقدمها، مازال بعيدا عن الحساب وعن المحاكمة!. خروج الملايين إلي ميادين التحرير أول أمس هو »نوبة صحيان« تقول بأعلي الصوت ان الثورة لابد أن تكتمل، وأن النظام السابق لابد أن يسقط، وأن من أجرم في هذا الوطن لابد أن يحاسب، وأن التردد وعدم الحسم يعطيان الفرصة لأعداء الثورة للانقضاض عليها، وأن الخلل في قيادة الفترة الانتقالية لابد أن ينتهي! الفترة الانتقالية لا تعني تجميد الأوضاع حتي يتم »التسليم والتسلم« بعد انتخابات قادمة! ولا تعني إدارة الأوضاع يوما بيوم وبنفس السياسات القديمة! إنها تعني برنامج عمل محدد تقوده حكومة ثورة حقيقية. ولأن ذلك لم يحدث، عادت الملايين إلي ميادين التحرير في »نوبة صحيان« تبحث عن بداية جديدة لفترة انتقالية تحقق أهداف الثورة.