الفاشية تلغي إرادة الشعب وتلجأ للقوة كخيار وحيد لفرض القانون وتتركز كل السلطات في أيدي السلطة التنفيذية. أما النازية فإنها ذات طبيعة شمولية تعتبر القائد هو الرب وهو الإله الذي يملك الحق في الأمر والنهي علي حد سواء. وإذا أسقطنا هذه المفاهيم علي النظام الأردوغاني سنجد ان هناك تطابقا تاما بل إن تصرفات إردوغان خلال الخمسة أعوام الماضية زادت في نازيتها وفاشيتها عن كل من هتلر وموسيليني، ويؤكد ذلك عدد من قتلهم من الشعب التركي خلال هذه الفترة والذين يزيد عددهم علي مائة ألف فضلا عن أكثر من ستمائة ألف معتقل إضافة إلي فصل اكثر مليون من وظائفهم ناهيك عن تشكيل وتمويل وايواء العديد من التنظيمات الإرهابية الإجرامية الدموية وعلي رأسها داعش. ونظرًا لتخاذل المجتمع الدولي وفي مقدمته التحالف الصهيوني أمريكي وروسيا تجاه تصرفات اردوغان فقد توسع في نهجه الفاشي والنازي خارج تركيا وبالنظر إلي مايجري في الشمال السوري سواء في عفرين أو منبج سنجد انه يخوض حرب إبادة شاملة ضد أكراد سوريا، والمصيبة أن ذلك يتم بمساعدة من التحالف الصهيوني أمريكي أملا في انضمام أردوغان له ضد التحالف الروسي الإيراني السوري، وقد أكدت تصريحات تيلرسون وزير خارجية أمريكا خلال زيارته يوم الجمعة الماضي لأنقرة هذا التوجه حيث أعلن أن هناك تطابقا في أهداف البلدين في سوريا في حين صرح نظيره التركي بأن انقرة تقترح نشر قوات تركية وأمريكية في منبج وبعد ان كانت روسيا تطالب باشراك الأكراد في مباحثات جينيف واساتانا تجاهلت روسيا حرب الإبادة التي يشنها أردوغان ضد الأكراد بل إنها سحبت قواتها من عفرين وذلك أملا في ضم أردوغان إلي تحالفها مع ايرانوسوريا وحزب الله ضد التحالف الصهيو أمريكي. الخلاصة مثلما ندم العالم علي عدم التصدي لكل من هتلر وموسيليني في بدايتهما سيندم العالم علي عدم التصدي لأردوغان.