انتشرت دبابات تابعة للجيش السوري علي مداخل مدينة حماة التي شهدت يوم الجمعة الماضي أكبر مظاهرات في سوريا منذ بدء موجة الاحتجاجات المناهضة للنظام. وذكر رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ضواحي المدينة تشهد حملات اعتقال شملت عشرات الأشحاص. واعتبر أن السلطات تميل علي ما يبدوا إلي الحل العسكري لاخضاع المدينة. كما أشار رئيس المرصد إلي سماع دوي اطلاق نار كثيف مساء السبت. وكان الرئيس السوري قد أقال أمس الأول محافظ حماة، في خطوة اعتبر احد الناشطين أنها محاولة من الأسد للبحث عن كبش فداء لعدم امتلاكه الأدوات التي من شأنها قمع المتظاهرين. في غضون ذلك، قال رئيس المرصد أمس أن وحدات من الجيش السوري مدعومة بآليات عسكرية تابعت تقدمها نحو قرية (كفر رومة) في ريف محافظة إدلب بشمال غرب البلاد، وذلك في إطار استمرار العملية العسكرية التي بدأها الجيش في تلك المنطقة منذ منتصف يونيو الماضي. وذكر ان 97 الية عسكرية بينها مدرعات وشاحنات وناقلات جنود تقل الاف العسكريين اتجهت مساء امس الاول السبت نحو تلك القرية الواقعة بين منطقتي (كفر نبل) و(معرة النعمان)، وأوضح أن "المئات من سكان القرية خرجوا ليلا للتصدي ومنع تقدم الاليات التي تابعت مسيرتها رغم ذلك لمباشرة العمليات العسكرية في تلك المنطقة. وأشار إلي حملات اعتقال قام بها رجال الامن في عدة قري تابعة لمنطقة جبل الزاوية، وإلي هدم منازل لناشطين في بلدة البارة التي شهدت أيضا "حملة مداهمات اعتقل خلالها العشرات". ولفت الي اعتقال 18 شخصا في (احسم) بريف ادلب و20 شخصا شاركوا في مظاهرات في داريا بريف دمشق. وتحدثت صحيفة الثورة الحكومية السبت عن عملية "نوعية" تمكنت خلالها الوحدات الخاصة يوم الجمعة الماضي من تحرير مجموعة من الضباط والافراد كانوا قد وقعوا في كمين نصبته عناصر "التنظيمات المسلحة" في جبل الزاوية. علي صعيد اخر، اعلنت وكالة تركية حكومية أمس ان عدد اللاجئين السوريين الذين عادوا الي بلادهم بلغ خمسة الاف شخص وان نحو عشرة الاف ما زالوا في تركيا. واوضحت الوكالة ان 343 لاجئا فضلوا العودة الي سوريا ليرتفع عدد الذين عادوا الي بلادهم الي 5001? في حين عبر عشرون لاجئا جديدا الي تركيا ليرتفع عددهم الاجمالي في تركيا الي 10227. في سياق اخر، أشار الناشط السياسي السوري خالد زين العابدين في تصريح خاص لقناة الجزيرة أمس إلي أن الحكومة السورية ترفض حتي الآن انعقاد مؤتمر الانقاذ الوطني الذي دعت إليه 50 شخصية وطنية سورية لحل الازمة من خلال مرحلة انتقالية تقودها حكومة انقاذ وطني تؤسس دستوراً خلال فترة محددة. وأوضح أن رفض الحكومة يرجع إلي أن ذلك المؤتمر لا يتوافق مع مصالحها. في تطور اخر، قطع موظفو أحد فنادق دمشق التيار الكهربائي أثناء اجتماع لمجموعة من الموالين للنظام السوري، وكان المشاركون في هذا الاجتماع- الذي قال مراسل وكالة الاسوشيتد برس ان الحكومة سمحت بانعقاده- قد دعوا الرئيس السوري إلي تنفيذ اصلاحات سياسية والتحدث إلي المتظاهرين المناهضين للحكومة. من جانبها، انتقدت صحيفة الوطن السورية شبه الرسمية اجتماعا مقررا اليوم في باريس تحت عنوان »وقف المجازر والأسد يجب أن يرحل« والذي ينظم بمبادرة من الفيلسوف الفرنسي برنار هنير ليفي. واضافت انه رغم نداء المثقفين السوريين وتحذيرهم من مخططات ليفي الذي وصفته الصحيفة بمهندس الحرب علي ليبيا- وأهدافه فإنه تمكن من الحصول علي دعم مما يعرف ب "المؤتمر السوري للتغيير" أو ب "مؤتمر انطاليا". وفي سراييفو، تظاهر نحو خمسين شخصا من اصل سوري وبوسنيون السبت امام المقر المحلي للامم المتحدة تأييدا للانتفاضة الشعبية ضد النظام السوري. وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية قد نددت في بيان اصدرته أمس الأول بالاسلوب الذي تتبعه الاجهزة الامنية السورية في قمع المظاهرات. وقالت ان "اجهزة الامن قامت بضرب المتظاهرين بالهراوات كما حطمت ممتلكات خاصة وقامت بمداهمة المنازل بحثا عن المتظاهرين".