ساد التوتر جنوب اليمن أمس وخيم هدوء حذر علي جبهات القتال بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي من ناحية والقوات التابعة للرئيس اليمني »عبد ربه منصور هادي» في عدن، وذلك بالتزامن مع انطلاق وساطات سياسية لاحتواء الموقف المتفجر منذ أيام. ونقلت مصادر إخبارية عن مصدر رسمي أن الحكومة اليمنية »لا تزال محاصرة داخل قصر المعاشيق الرئاسي في عدن، مشيرا إلي أنه »لم يتم التوصل بعد إلي أي اتفاق مع أي طرف والوضع لا يزال معقدا»، وبانتظار وعود قوات التحالف بالتدخل. وأشارت المصادر المحلية إلي انتشار القوات الإماراتية حول مقر إقامة الحكومة بعدن لحمايته. وكانت قوات المجلس الانتقالي قد أعلنت في وقت سابق أن »من بداخل المقر في حكم الخاضع للإقامة الجبرية». وكانت تقارير إعلامية قد كشفت في وقت سابق عن بنود لاتفاق أولي للتهدئة، بين »تحالف دعم الشرعية في اليمن» بقيادة السعودية وقيادات »المجلس الانتقالي الجنوبي» لوقف القتال في عدن. وقال مصدر في الرئاسة اليمنية صباح أمس أنه لا توجد خطط لتغيير حالي في »الحكومة الشرعية» اوتغيير عدد من المحافظين، حيث يرفض مقاتلو المجلس الانتقالي الانسحاب من مناطق التصعيد، وأضاف المصدر »ننتظر نتائج لجنة التهدئة والوساطة التي يبذلها الأشقاء في دول التحالف والهادفة لتحقيق التقارب بين كل القوي السياسية تحت مظلة الشرعية». وكان الاتفاق الذي تم التوصل اليه برعاية سعودية قد نص أيضا علي انتشار قوات الحزام الأمني في كافة أرجاء عدن وحمايتها، واعتبار المجلس الانتقالي الجنوبي كيانا سياسيا ممثلا عن الشعب الجنوبي وقضيته وشريكا مع التحالف العربي. كما نص الاتفاق علي أن تشرف الإمارات علي إعادة تقسيم وتحديد المعسكرات ودمجها مع بعضها، وتشكيل نواة جيش وطني جنوبي ذي مهام أمنية وعسكرية محددة ولا دخل له بالخلافات السياسية، وكذلك الاشراف علي إعادة الحياة لعدن وملف الخدمات بالتعاون مع المجلس الانتقالي وحكومة الكفاءات. ووسط جهود التهدئة، ذكرت تقارير محلية أن لجنة بعثها القائد العام لجبهة الساحل الغربي »ابو زرعة المحرمي» للوساطة والتهدئة بقيادة »رائد الحبهي» و»حمدي شكري» وعدد من القيادات، وصلت إلي عدن. وتسلمت اللجنة اللواء الرابع حماية رئاسية بقيادة العقيد »مهران القباطي» قبل ان يجلسوا مع عدد من القيادات المتنافسة حيث دعوهم إلي إيقاف الاشتباكات. من ناحية أخري، أفادت مصادر محلية في عدن أن اتفاقا لتبادل الأسري برعاية لجنة التهدئة والوساطة نجح وتم تسليم كافة الأسري بين قوات الحماية الرئاسية والمجلس الانتقالي. وكان »عيدروس الزبيدي» رئيس المجلس الانتقالي قد أكد، في أول تعليق علني له منذ اندلاع القتال، أن الانفصاليين لا يزالون ملتزمين بأهداف التحالف العربي الرامية لطرد الحوثيين من صنعاء. وأوضح في مقابلة مع شبكة فرانس24 » لدينا مهام إلي جانب قوات التحالف العربي وعملية عاصفة الحزم والتي لديها أهداف واضحة» في طرد الحوثيين من اليمن. علي الصعيد الإنساني، أعلنت الأممالمتحدة أمس أن فرقها في عدن عاجزة عن ايصال مساعدات إلي 40 ألف نازح يمني فروا من معارك في غرب اليمن ليجدوا أنفسهم عالقين في حرب أخري في المدينةالجنوبية.