يقدم الداعية الاسلامي عمرو خالد هذه الأيام ومنذ ما بعد ثورة 25 يناير نموذجا غير مسبوق للاعلام التنموي بمشاركة ايجابية وفاعلة من خلال الصحافة المكتوبة والمرئية في نشر أفكار عملية لتنمية المجتمع المصري. وقد تابعته خلال الأسابيع الماضية وهو يجول مع فريق برنامجه "بكرة أحلي " في انحاء مصر لا لعرض المآسي والكوارث وانما لتقديم صور مشرقة لمبادرات رائعة تستهدف تشجيع المصريين جميعا علي التكافل من أجل تغيير المجتمع نحو الأفضل . عمرو خالد لا يقدم السمكة لمن يحتاج اليها لكنه يبحث عن وسائل تعليم الانسان الصيد وتوفير وسيلة الصيد فهو يتوجه الي المناطق العشوائية ويحدد سبل الدعم المطلوب للمساعدة ليس فقط علي تقديم الدعم المادي لحل المشاكل ولكن من أجل الدعم المادي لتعليم الناس كيف يقومون بالاعتماد علي أنفسهم من خلال خلق فرص العمل والتعليم . ولا يكتفي عمرو خالد فقط بالتركيز علي المشروعات التي يديرها من خلال مؤسسته الاجتماعية بل هو يحرص علي الدعوة لتدعيم والمشاركة في المشروعات الأخري مثل مشروع المليار جنيه لتطوير المناطق العشوائية الذي أطلقه الفنان الكبير محمد صبحي . أعتقد أننا في حاجة شديدة هذه الايام الي هذا النوع من الاعلام التنموي حتي يشترك المصريون جميعا في التعرف علي مشاكلهم الحقيقية ويتعلموا بصورة عملية كيفية التعاون في حل المشاكل وتنسيق الجهود من أجل انجاح مثل هذه المشروعات العملية . ولأن شهر رمضان الفضيل اقترب فإنني أرجو من وسائل الاعلام المصرية أن تحذو حذو ما يقوم به عمرو خالد في مختلف القنوات الفضائية التليفزيونية لاستغلال المناخ الطيب لدي المصريين للمساهمة في اعمال الخير من خلال تدعيم المشروعات التنموية الكبيرة . لا تعجبني : حالة الاحتقان غير الطبيعية بين جماهير كرة القدم المصرية هذه الأيام. واعتقد أن وسائل الاعلام - وبخاصة الفضائيات الكثيرة - تتحمل المسئولية الأولي عنها من خلال التركيز المبالغ فيه علي كل كبيرة وصغيرة بحثا عن تحقيق أكبر قدر من الاثارة لجذب اكبر كم من الاعلانات . والغريب أن كل عناصر لعبة كرة القدم من أندية ولاعبين ومدربين وجماهير ووسائل اعلام وعمالة مباشرة وغير مباشرة عانت كثيرا وقت توقف بطولة الدوري الممتاز فان أحدا لا يفكر كثيرا في الدور المطلوب من الجميع في علاج حالة الاحتقان والعصبية الزائدة التي قد تؤدي الي توقفات أخري . وقد فوجئت بتفسير منطقي يطرحه مارك فوتا المدير الفني الهولندي الذي استضافته قناة "مودرن سبورت" لتحليل مباراتي المصري والزمالك والأهلي والاسماعيلي في الدوري الممتاز لكرة القدم لهذه الحالة . قال فوتا كلاما مهما للغاية في السياسة تعليقا علي زيادة حدة التعصب في ملاعب كرة القدم فهو يري أن الشباب المصري الذي شارك في ثورة 25 يناير وتظاهر وصرخ بأعلي الصوت حتي نجح في اسقاط النظام أصبح يظن أن الصوت العالي والعنف يمكن أن يحقق له أي شيء يريده وهذا أمر غير صحيح في عالم كرة القدم وليس صحيحا ايضا في غير كرة القدم. أعجبني : أن أجد مسئولا حكوميا يشاركني وجهة نظري حول ان الادارة بالحب هي الادارة التي يمكن أن تحقق المعجزات . فأنا من المؤمنين بأن جمهوريات الحب تنتج حبا وابداعا وأن جمهوريات الخوف لا يمكن أن تنتج الا رعبا وارهابا . وشاءت الظروف أن أتابع حالة من حالات اليأس والاحباط وخيبة الأمل التي عاشتها احدي شركات قطاع البترول في الشهور القليلة التي سبقت ثورة 25 يناير بسبب انتشار سياسة المحسوبية والشللية والتفرقة في التعامل من جانب القيادة السابقة لهذه الشركة التي ارتكبت الكثير من الأخطاء التي أدت بالعاملين في الشركة الي فقد أي نوع من أنواع الانتماء . ومنذ فبراير الماضي حدث تحول نوعي في الظروف في شركة صيانكو احدي شركات قطاع البترول بفضل القيادة الجديدة للمهندس عبد المجيد الرشيدي الذي تحمل فترة من الاحتجاجات العنيفة من جانب العاملين في الشركة بعد الثورة وبعد خروجهم من قمقم الظلم والتعسف . وفتح الرجل أبواب مكتبه لجميع العاملين وطلب من الجميع التقدم بما لديهم من اقتراحات للنهوض بالشركة . وسرعان ما بدأ ينفذ كل وعوده فأعطي أبناء الشركة الحق في ادارتها واختار المتميزين منهم وأولاهم ثقته الكاملة فأخرج أفضل ما فيهم من طاقة كامنة . ثم قام بمضاعفة الأجور والرواتب وقام بعمل عقود عمل دائمة تضمن حقوق العاملين وتؤمن لهم مستقبلهم ومستقبل أبنائهم . وعندما شاءت الظروف أن ألتقي هذا الرجل سألته عن السر وراء ما تحقق فقال إن السر الوحيد هو الحب بين الجميع بعضهم البعض وحبهم لشركتهم الناتج عن شعورهم بالمساواة بينهم. أعجبني : يبدو أن ثورة 25 يناير أطلقت الكثير من طاقات الشباب . وقد وصلتني عبر البريد الاليكتروني قصيدة من شعر العامية لشاعرة لا يعرفها أحد اسمها مروة نبيل وفاجأتني بموهبتها الناضجة . تعالوا نقرأ لها قصيدة بعنوان : (مصر تتحدث عن جرحها ) تقول فيها متحدثة باسم مصر التي تخاطب أبناءها: لوعايز تفضل ويايا او جوايا وتبقي ضنايا وتبقي لاسمي ورسمي مرايا أوعي تكون مشرط ومقص وإياك تفضل قالب جبس لما يكون دمي بيتمص واياك مين يأخدك في عبايته يبخ في ودنك تصبح مسخ بشعر ولبس واياك تفضل زي القشة عايم..او تتشال بمقشة واقف تصرخ جوا ميدان ثم وهي تخاطب أبناءها الشباب وتقول لهم : بس انا بيك علي طول مهمومة نفسي يا ولدي تقوملك قومه ما انت الباقي وأخرة صبري وأنا في الأزمة اوعي تشد عليا السلخ اوعي تزيد في جداري الشرخ روح اتعلم كيف تحب كيف تصدر حب وقمح