هكذا بدأت.. الشعب يريد إسقاط النظام.. متظاهرون.. قنابل.. رصاص مطاطي.. أمن مركزي رصاص حي.. شهداء.. حرائق الحزب الوطني.. حرائق أقسام الشرطة.. هروب مساجين.. الرئيس السابق أو المخلوع.. حكومة شفيق.. حكومة شرف.. موافقة. تغيير بعض مواد الدستور.. استفتاء.. موافقة.. ائتلافات بالعشرات.. حوار وطني لا ينتهي.. اعتصامات ووقفات لا تهدأ.. محاكمة فاسدين.. حبس هذا وسجن هؤلاء.. صحة الرئيس المخلوع.. ترشيحات الرئيس القادم.. إخوان مسلمين.. أحزاب بلا شعبية.. انتخابات برلمانية أو رئاسية.. الدستور أولا أم الانتخابات. توقف كل شيء عند هذا.. من أين نبدأ؟ شهورا عددها ستة.. أما الانجازت التي تحققت بعد يوم 11 فبراير فهي صفر. حكومة انتقالية تشعر بأنها مجرد سلمة تصعد فوقها حكومات أخري دائمة، عليها أن تفعل وتضع خططا مستقبلية للوطن.. أما هي فتسيير الأعمال مهمتها. حكومة تخشي اتخاذ قرارات، ربما كان مصيرها الإهمال أو أن تصبح الحكومة نفسها متهمة بأشياء كثيرة.. هكذا ارتعشت الأيادي. ومازالت الفضائيات تعيد وتزيد في أحداث ستة شهور مضت.. الصحف مازالت تحاسب الفاسدين علي صفحاتها، وتجري حوارات مع كل من كان مع النظام أو ضده.. الكل أصبح الآن ضد النظام السابق حتي لو كان ترسا من تروسه، ولو للناس ذاكرة وعيون. هكذا تستمر المكلمة وانجازات الحكومة لا تتعدي الأرقام التي شبعنا من عدها.. كام مليون للصرف الصحي.. شبكة مواصلات تتكلف كذا مليون.. تعاون مصري فرنسي في مجال الكهرباء والطاقة.. رئيس وزراء »....« يلتقي ود. شرف لبحث التعاون في مجال الزراعة.. مشروعات عملاقة بكذا مليون لاستصلاح الأراضي، أما المحصلة النهائية صفر. لا مشروع واحد بدأ تنفيذه.. ولا خريج وجد فرصة عمل، فلم ننجز من الثورة سوي اسقاط النظام.. أما الحرية فقد باتت فوضي، والعدالة الاجتماعية لسه بدري، والعيش مازالت طوابيره تمتد لعشرات الأمتار. متي ينتهي وقت الكلام ونبدأ التنفيذ؟.. الدستور أم الانتخابات ايهما كان أولا، فلنبدأ.. علي الحكومة عليها ان تنسي حكاية الانتقالية هذه وتتسم بالجرأة.. تأخذ قرارات وتنفذ.
بمناسبة الحكومة الانتقالية.. كابل التليفون الخاص بمنطقة الزهراء بمصر القديمة سرقه اللصوص منذ شهرين، والسنترال لا حس ولا خبر. واضعو امتحانات الثانوية العامة »المعصومون من الخطأ« ليس لديهم الا تصريح واحد.. الامتحان مطابق للمواصفات وفي مستوي الطالب المتوسط.. كل ما يخشاه الطلبة وأولياء الأمور ان تتعامل معهم الوزارة علي أنها انتقالية.