الزربا يتحدث لصناع مصر ورجال الاعلام بعدأكثر من 051 يوما علي الثورة المصرية جاء الوقت لطرح السؤال الأهم.. »ماذا تريد الثورة لمصر اقتصاديا واجتماعيا.. وكيف تحققه« اتحاد الصناعات المصرية اخذ علي عاتقه طرح السؤال والبحث له عن اجابة من خلال أول مؤتمر اقتصادي دولي بعد الثورة يعقد غدا.. الاتحاد استضاف مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا السابق وصانع معجزتها الاقتصادية كمتحدث رئيسي ليشارك مع الخبراء المصريين في وضع خريطة الطريق لمصر المستقبل. أول »خريطة طريق« للاقتصاد المصري بعد الثورة في السبعينيات من القرن العشرين كانت ماليزيا واحدة من افقر دول جنوب شرق أسيا. كانت تعاني من صراعات داخلية وأزمات خارجية تجعل من فكرة ظهورها علي الساحة العالمية كقوة اقتصادية فكرة مستحيلة.. ولكنهم صنعوا المستحيل. حددوا مصادر قوتهم وماذا يريدون ثم وضعوا خطة انتقال ذات جدول زمني محدد التزموا بها بحزم في مجالات التعليم والصحة والبنية الاساسية والتدريب والبحوث والتجارة الدولية وجذب الاستثمارات ونجحوا في صنع معجزة شهد بها العالم لتصبح ماليزيا احد اهم النمور الاقتصادية. جلال الزربا رئيس اتحاد الصناعات يقول في مؤتمر صحفي عقده أمس للترويج للمؤتمر: دعونا مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا السابق ليكون احد مصادر الالهام لنا لندرك ان ما حققته ماليزيا يمكننا ايضا ان نحققه خاصة ان مصادر قوتنا الآن كبيرة وتصلح لتحقيق طموحات عظيمة تتناسب مع ثورة مصر ومع موقعها الفريد في العالم ومع طاقتها البشرية وثرواتها الطبيعية والسياحية.. ولكن يسبق ذلك كله ان نحدد اولا.. ماذا نريد بالضبط.. ثم نضع البرنامج المناسب للوصول اليه.. وحتي نصل الي ذلك دعونا كل التيارات المعنية بالتنمية الاقتصادية لتشارك معنا في الحوار بحضور المجلس الاعلي للقوات المسلحة وجميع منظمات الاعمال المصرية والاجنبية وهيئات وبنوك الانماء الدولية ونخبة محترمة من خبراء الاقتصاد بالجامعات المصرية وقيادات الصناعة والمال والاعمال ودعونا معهم ممثلي شباب الثورة وممثلي التوجهات السياسية الهامة ووضعنا عنوانا كبيرا لهذا الحوار وهو »استثمار + تشغيل= عيش + حرية + عدالة اجتماعية.. وسيستمر المؤتمر يوما كاملا يبدأ من التاسعة صباح غد الثلاثاء وحتي الخامسة مساء وسيتضمن 4 جلسات عمل تتناول مصر ما بعد الثورة. والتحول الاقتصادي والاستثمار والتشغيل ورؤية لمصر عام 0302. وستكون الجلسة الختامية حول مصر المستقبل وسيتحدث فيها مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا الذي تحمس للحضور وأظهر سعادته بالثورة المصرية وعبر عن ايمانه بقدرة مصر الفائقة علي النهوض. أما توصيات المؤتمر فيقول الزربا انها ستكون في أمانة فريق عمل من الخبراء علي أعلي مستوي ليقوم بتحويلها الي خطة عمل واقعية وتتضمن تعديلات تشريعية وبرامج تنفيذية شاملة لآليات وتكليفات واضحة ومحددة للمجتمع الاقتصادي ككل. ويضيف الزربا: مصر محتاجة الآن لصحوة كبري. ولاستنهاض قدراتنا وطاقاتنا وحتي يصبح ذلك واقعا لابد اولا ان نحدد ماذا نريد. ثم نضع السياسات لتحقيقه وفقا لبرامج زمنية فتكون السياسات مرتبطة بالاهداف. والاسئلة كثيرة ومنها هل نحن جادون في تشجيع السياحة واذا كان عدد السياح حاليا 61 مليونا ونريد ان نصبح مثل اليونان التي يزورها 04 مليون سائح. فماذا نفعل؟ ثم هل نحن جادون في التوجه نحو التصدير. ونريد ان نرفع حجم الصادرات من 021 مليارا الي 002 مليار فما هي السياسات التشجيعية لذلك وكيف نذلل المعوقات. أهم ما أشار اليه الزربا ان توجهات الثورة السياسية اصبحت الآن واقعا نمضي في تحقيقه من خلال وضع الدستور والانتخابات البرلمانية والرئاسية. ولكننا لا نستطيع ان ننتظر حتي نعرف توجهاتنا الاقتصادية والاجتماعية وعلينا ان نبدأ الآن وفورا في وضع خريطة الطريق.. بأولويات وجدول زمني وتكلفة من خلال خبراء لهم رؤية ومصداقية وقد تحالف معنا في الاعداد لهذا المؤتمر زملاؤنا في اتحاد الغرف التجارية وفي قطاع التشييد والبناء والغرف السياحية وجمعيات المستثمرين وكلنا لدينا نفس التوجه ونريد ان نتحرك لنحقق طموحات الثورة المصرية. ويؤكد الزربا أن الصناعة هي قاطرة التقدم والتنمية في مصر.. ورغم الظروف الصعبة بعد الثورة فقد قامت بدورها ووفرت احتياجات المستهلكين في ظروف قاسية وهي بذلك تستحق الشكر والمساندة فنحن وعمالنا جنود لهذا الوطن وسنستمر رغم التحديات في توفير فرص العمل وفي فتح اسواق للتصدير إلي جانب تغطية احتياجات السوق المحلي بأفضل جودة وسعر. ويضيف: ما تحقق لمصر في مجال الصناعة والتشييد والاسكان والسياحة يبعث علي الفخر.. وكان يجب ان يواكبه اصلاحات سياسية منذ عام 5002 ولكننا لن نبكي علي اللبن المسكوب ولنبدأ من جديد. وانتقد الزربا ما يتردد من اهمية اعتماد مصر علي المساعدات الخارجية. وقال ان في مصر ما يغنيها عن هذه المساعدات لو أحسنت استثماره وتحويله الي قوة دفع واضاف نحن في حاجة الي 01 ملايين متر من الاراضي المرفقة سنويا للصناعة ونستطيع ان نستورد الطاقة للصناعة مثل اوربا وأمريكا واليابان مع احتفاظنا بكل المزايا النسبية المهم ألا نتوقف وان نستمر في العمل وأمامنا ابواب المستقبل مفتوحة بشرط ان نحدد ما نريد ونضع الآليات المناسبة للوصول اليه.