استكمالا لحديثي عن مقترح لاستراتيجية جديدة للتعليم اتناول في مقالي هذا العنصر الرئيسي الثاني للعملية التعليمية وهو »المدرسة« التي تعتبر المحراب الذي تدار فيه العملية التعليمية. ولاشك ان للمدرسة قدسيتها العلمية واحترامها واجب علي الجميع ولتكون معدة حقا لادارة العملية التعليمية فلابد ان تحتفظ دائما باستعداداتها وعليها ان تمتلك الادوات والمعدات اللازمة لخدمة العملية التعليمية بشكل منظم ومرتب طبقا لنوعية التعليم والمواد التي تدرس بها كما يجب ان تكون مهيأة لتقديم خدماتها للمعلم وللطالب حتي يتحقق الهدف المنشود منها، ويجب ألا يعتقد احد ان مجرد فصل وسبورة ومقعد يمكنه الوصول لاداء مميز.. فالمدرسة تحتاج إلي العديد من الامكانيات الضرورية طبقا للمنهج التعليمي المقرر لها وتتنوع تجهيزات المدرسة طبقا للتخصص الذي يمارس بها سواء كانت مدرسة عامة أو صناعية أو تجارية أو زراعية.. الخ وتلاحظ في السنوات الماضية الاكتفاء ببناء المدرسة علي شكل فصول تعليمية فقط وبدون اسوار خارجية علي اساس عدم تدبير التمويل اللازم ومن الطبيعي ألا تكتمل العملية التعليمية كما ينبغي.. وعليه اري تغيير تلك النظرة لتكون المدرسة مكتملة البناء باحتوائها علي ما يلي: فناء يتسع لاصطفاف الطلبة جميعهم ينتصفه قاعدة تحمل علم الجمهورية لتحيته كل صباح مكاتب وغرف لإدارة المدرسة والمعلمين والمشرفين فصول تعليمية وقاعات تشتمل علي مقاعد وسبورة ومكتب للمدرس أو المحاضر مع ضرورة توفير الاضاءة المناسبة عدد من الغرف المجهزة للانشطة الدراسية كالمعامل ومراكز الحاسب الآلي قاعة للمكتبة عدد من القاعات لممارسة الهوايات ملاعب يمارس فيها الطلبة رياضاتهم المتنوعة دورات مياه جرس كهربائي للتنبيه ببدء وانتهاء الفترة الدراسية تجهيزات خاصة باطفاء الحريق تحاط المدرسة بسور مرتفع لعزلها عن المناطق المجاورة ويكون لها حرم مناسب وهذا اقل ما يجب ان تحتويه المدرسة.. ناهيك عن ان بعض المدارس الاجنبية أو الخاصة فانها تضيف العديد من الامكانيات الاخري مثل استخدام السبورة الالكترونية واجهزة الحاسب واجهزة العرض الآلي ومدرج لجمع الطلبة عند اللزوم وشبكة اذاعة وتليفزيون داخلية.. الخ.. علي ان اهم النقاط الواجب توافرها هو المحافظة علي نظافة المدرسة بفصولها وقاعاتها وساحاتها بصفة دائمة ويومية ووضع سلال للمحلات في كل الفصول وبفناء المدرسة والتنبيه الدائم للجميع بعدم إلقاء اي مخلفات خارج الاماكن المخصصة لذلك حتي تحتفظ المدرسة بنظافتها ويتعلم طلبتها ان النظافة جزء مهم من السلوك القويم كما انه تعود تطبيقا للقول المأثور »النظافة من الايمان« ان اعداد المدرسة لتلقي العلم عامل من اهم عوامل النجاح للعملية التعليمية فهي بالاضافة إلي تعليم المواد الدراسية فانها تقدم النموذج الانساني والعلاقات البشرية الرفيعة في الحياة العامة لاجيال المستقبل.. وهي الخلية الاولي التي تجابه شباب المستقبل عند التحاقه بالمدرسة في سن الطفولة وحتي مرحلة الشباب وتصبح لديه ذكري طوال حياته يتذكر فيها معلميه واساتذته وزملائه ورفاق دربه في مراحل التعليم المختلفة علي ان معني المدرسة ليس مقصورا علي مدارس المراحل الاولي للتعليم ولكنه ايضا ينطبق علي المعاهد والكليات الجامعية.. ان حديثي هذا ليس حلما ولكنه تحقق لدي كثير من الدول النامية المحيطة وكذا الدول المتقدمة علي حد سواء فالمدرسة هي منارة العلم وبدونها يصعب تحقيق الامال الطموحة لشعب مصر العظيم.