مرت وثيقة »الازهر حول مستقبل مصر« مرور الكرام .. ولم نشاهد مفكري ونجوم الفضائيات في حوارات و مناقشات عنها ببرامج »التوك شو« .. ولم تخرج علينا جماعة »الاخوان المسلمين« ببيان تأييد او رفض ..ولم تعلن حكومة الثورة او أي ائتلاف من الإئتلافات تبنيه لوصاياها ..حتي السلفيون ودعاة الدولة »الكهنوتية« لم يعلنوا رفضهم لها ! الوصايا الاحدي عشر للشيخ »الطيب« ونخبة المثقفين اكدت علي الدولة »الوطنية الدستورية الديمقراطية الحديثة«..والتي تعتمد علي دستور ترتضيه الأمة يضمن الحقوق والواجبات لكل أفرادها علي قدم المساواة.. وان تكون المبادئ الكلية للشريعة الإسلامية هي المصدرالأساسي للتشريع.. وبمايضمن لأتباع الديانات السماوية الأخري الاحتكام إلي شرائعهم الدينية في قضايا الأحوال الشخصية..كما اكدت علي ضرورة اجتناب التكفيروالتخوين واستغلال الدين واستخدامه لبث الفرقة والتنابذ والعداء بين المواطنين.. مع اعتبار الحث علي الفتنة الطائفية والدعوات العنصرية جريمة في حق الوطن .. واكدت علي الحماية التامة والاحترام الكامل لدور العبادة لأتباع الديانات السماوية الثلاث وضمان الممارسة الحرة لجميع الشعائر الدينية دون أية مُعوِّقات،..ودون تسفيهٍ لثقافة الشعب أو تشويهٍ لتقاليده الأصيلة وقالت إن الاسلام لم يعرف لا في تشريعاته ولا حضارته ولا تاريخه ما يعرف في الثقافات الأخري بالدولة الدينية الكهنوتية التي تسلطت علي الناس .. بل ترك للناس إدارة مجتمعاتهم واختيار الآليات والمؤسسات المحققة لمصالحهم. واوضحت الوثيقة ان النظام الديمقراطي القائم علي الانتخاب الحر المباشر هو الصيغةَ العصرية لتحقيق مبادئ الشوري الإسلامية بما يضمنه من تعددية و تداول سلمي للسلطة ..وان سلطة التشريع لنواب الشعب بما يتوافق مع المفهوم الإسلامي الصحيح ..كما اكدت علي توخي منافع الناس ومصالحهم العامة في جميع التشريعات والقرارات..والالتزام بمنظومة الحريات الأساسية في الفكر والرأي..واعتبار المواطنة مناط المسؤولية في المجتمع..والاحترام التام لآداب الاختلاف وأخلاقيات الحوار..و التعامل بين فئات الشعب المختلفة دون أية تفرقة في الحقوق والواجبات ..وان يكون التعليم والبحث العلمي ودخول عصر المعرفة قاطرة التقدم الحضاري.. مع تكريس كل الجهود لتدارك ما فاتنا في هذه المجالات.. بالاضافة إلي حشد طاقة المجتمع كله لمحو الأمية واستثمار الثروة البشرية لتحقيق المشروعات المستقبلية الكبري.. وإعمال فقه الأولويات في تحقيق التنمية والعدالة الاجتماعية ومواجهة الاستبداد ومكافحة الفساد والقضاء علي البطالة.. والحفاظ علي استقلال الإرادة المصرية. . وتأييد مشروع استقلال الأزهر وانه الجهة المختصة التي يُرجع إليها في شؤون الإسلام وعلومه وتراثه واجتهاداته الفقهية والفكرية الحديثة. وصايا الشيخ »الطيب« اكد علي بعضها اللواء ا.ح سامي دياب عضو المجلس العسكري في ندوة »15 عاما من الاخاء والمحبة« عندما اشار الي اهمية تحرر السياسة من الدين وتوقف السياسيون عن استخدام الدين للترويج لاهدافهم لان الحقائق التاريخية تؤكد ان اختلاط الدين بالسياسة يعود بالوبال والمصائب ..وطالب بان نتناقش فيما بيننا بالاخلاق الحميدة بدلا من التناحر والتخاصم المدمر والتفكير في سيطرة طائفة علي اخري ..وقال ان الايدي الخارجية تريد تبديد الاسلام الحضاري الذي كان ومازال يشكل الجامع الايماني المشترك بين المسيحيين والمسلمين بمصر وتحويله الي حساسيات طائفية.