تضخيم الذات واحتقار المجتمع وغرس التفكير اللامنطقي ونشر مخاطر وهمية حبيب: السمع والطاعة ابتدعهما البنا وفرخت آلاف الإرهابيين ماهر:فقه الكراهية من ثوابت الجماعات والسلفية مرحلة لتأهيل الإرهابي كمال:تطابق الفكر مع اليهود يشير إلي أن الجماعات صناعة صهيونية أسئلة كثيرة دائما ماتتبادر إلي الأذهان مع كل حادث إرهابي لعل أبرزها وأكثرها تعقيدا هي لماذا يقدم الإرهابي علي القتل بدم بارد.. ولماذا يتنازل طواعية عن حياته مقابل تنفيذ مهمة القتل القذرة؟..ماالذي يدور في عقل الإرهابي وما دوافعه؟ وكيف يفكر؟ وما الأفكار التي تحكم عقله وتفكيره؟ وكيف تتسلل هذه الأفكار الشاذة إلي رأسه ثم تسيطر عليه عقلا ووجدانا وتسلبه إرادته ليتحول إلي قاتل محترف مدمن للدماء رغم أنه قد يكون علي قدر عال من التعليم..! إجابات تلك الأسئلة اعتبرها الخبراء أولي الخطوات العلمية والعملية في مكافحة الإرهاب وتسبق في بعض الأحيان الحل الأمني. »الأخبار» حاولت البحث عن إجابات تلك الأسئلة. الدراسات التي أجريت علي العقل الإرهابي وكيف يفكر ليست كثيرة ولم تكن علي مستوي التحدي الذي تواجهه مصر في قضية الإرهاب وكل ماتم إنتاجه في هذا المنحي لا يعدو كونه اجتهادات وآراء شخصية تفتقد لوعاء بحثي وتحليلي شامل..ومن بين أهم الدراسات التي أجريت علي تفكير الإرهابي دراسة أعدها مركز المستقبل للدراسات بأبوظبي واتضح من خلالها أن أبرز الحجج التي تستخدمها تلك الجماعات للعبث بعقول الشباب وتجنيد أفراد جدد، هي وجوبية الجهاد وتكفير الحاكم والمجتمع، وجاهلية المجتمع، والحكم بما أنزل الله، وحتمية المواجهة مع الكفار والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتطهير النفس ومعاداة الثورات، حيث تتخذ الجماعات الإرهابية تلك المفاهيم لإقناع أعضائها بحمل السلاح وانتهاج العنف سبيلا،ومن أهم ما مارصدته الدراسة هو استيلاء الجماعات الإرهابية علي تراثنا العقائدي والفقهي والتاريخي. أبرز الأئمة الذين يرجع إليهم المتطرفون حسب دراسة مركز أبوظبي، هم بالترتيب: ابن تيمية، ابن القيم، ابن حزم، ابن عثيمين، سيد قطب، ابن باز، الألباني، ابن كثير والتميمي والشعيبي، والطريفي، وابن الجوزي، الغزالي، محمد بن عبدالوهاب، وغيرهم، وأن أبرز الكتب التي يروج لها المتطرفون هي: صحيح الجامع، مجموع الفتاوي، المعارج، حلية الأولياء، وزاد المعاد، وصيد الخاطر ومختصرالإنجاد في أبواب الجهاد، وإسعاد الأخبار في إحياء سنة نحر الكفار،وإغاثة اللهفان، وإيضاحات في التحرير العقدي، والتبيان في كفر من أعان الأمريكان. التفكير السلبي وأشارت دراسة أجراها مركز البديل للدراسات السياسية والاستراتيجية إلي أن وصول الفرد إلي مرحلة الإرهاب يحدث نتيجة محاولة التغيير لعدة سنوات في طريقة تفكيره، وفي إعداد عقله علي التفكير غير المنطقي، وذلك يحدث بتكرار الشئ حتي يصل في عقله اللاواعي أن هذا الأمر هو الشئ الصحيح، ومعني ذلك أنه مقتنع أنه عندما يقتل، أنه سيدخل الجنة وأن ذلك دفاعا عن الدين. ونبهت الدراسة إلي أن مجموعة من المختصين الاجتماعيين والنفسيين رصدوا الخصائص النفسية والاجتماعية المشتركة عند الإرهابي في أي مجتمع واتضح أن أبرز تلك الخصائص هي اضطراب في الشخصية وتطرف في التفكير وسوء فهم الآخرين، وتفسير دوافعهم بنوع من السلبية وتضخم الذات وممارسة جنون التكبر علي الآخرين.واضطراب المزاج، والإحساس بالقلق والتوتر الدائم.والخروج عن المعايير الاجتماعية، والاستهتار بالنظام والقيم والعادات والتقاليد السائدة في المجتمع. وكذلك الخروج عن القوانين وممارسة مظاهر السلوكيات الإرهابية علي اختلاف أشكالها من قهر وعنف وعدوانية لفظية. وتبرير الأفعال السلبية علي أنها منطقية وعقلانية فضلا عن جمود فكري وصلابة في المواقف. والتمسك بالانتماء لجماعة إرهابية، أكثر من التمسك الحقيقي لعقيدة دينية معتدلة وحسب الدراسة فطبقاً للإحصائيات التي رصدت أعمار الإرهابيين أو الانتحاريين، وُجد أن أغلبهم من الذكور تتراوح أعمارهم بين 16 إلي 28 عاماً،، فالشاب في هذه المرحلة العمرية يحتاج إلي دعم نفسي واجتماعي قوي، يدفعه لتجاوزها لتحقيق ذاته، بأن يكون فعالاً في مجتمعه.ولكن حينما لا تلبي احتياجاته النفسية والاجتماعية، يصبح أكثر عرضة لحزمة من الاضطرابات النفسية، الناتجة عن شعوره باليأس، والإحباط والاغتراب،، فيصاب بحالة من الخوف الدائم يشكل دافعًا للبحث عن الأمان الاجتماعي في ظل جماعة بعينها تدعمه وتحقق له احتياجاته، وتشعره بالأمان، وهم المؤامرة وبحسب دراسة مركز البديل فلا يوجد ما يثبت قطعياً أن العنف والدين مرتبطان عضوياً، فليس بالضرورة أن يتسم سلوك المتدين بالعنف أو التطرف، لكن المشكلة تكمن في صراع نفسي أكبر من فكرة التدين بمفهومه الشامل، ويمثل الدين أو الفهم الخاطئ له مكمن الخطر، فشخصية الإرهابي تنتمي لمجموعة من الرغبات المريضة التي يجد لها قبولاً في منظومته الأعلي وهي الدين، وبالتالي يندفع في القتل الغريزي دون أن يشعر بأي تأنيب فالإرهابي ينتمي كلياً إلي الجماعة التي يشعر معها بأمان نسبي، التي تمثل بالنسبة له منظومة القيم التي تحدد سلوكه وأفكاره. أيضاً فهم يحرصون علي اختزال المفاهيم كنتيجة طبيعية لجهلهم، فهم يختزلون الإسلام في الشريعة، ويختزلون الشريعة في الحدود، لذلك خرجت قوانينهم مشابهة لقوانين اليهود في عصور ما قبل الإسلام والعصور الوسطي، فاليهود كانت لديهم نفس الحاسّة والغريزة الاختزالية. نتيجة هذا الاختزال أنهم تجاهلوا العوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المسئولة عن أي مشكلة، فيردون أصل هذه المشكلات إلي الدين، فشاع بينهم مصطلحات..»الحرب علي الإسلام- والمؤامرة الكونية من الصليبيين والعلمانيين والملاحدة»..وهذا شعور وهمي ناتج عن تفشي ظاهرة الأمية في العالَم العربي المُصاحب للاختزال. البقاء في الماضي د. جابر عصفور وزير الثقافة الاسبق يؤكد ان العقل الإرهابي عقل لايعيش في الحاضر ولايراه لكنه يعيش قبل ألف عام ويتخيل أن الحياة التي كانت موجودة في الفترة الذهبية للإسلام في بداية الدعوة وقت سيدنا محمد وأبوبكر الصديق يمكن استعادتها في الوقت الراهن لكن عندما يصطدم بالواقع لا يراجع نفسه لكنه يحاول أن يدمر الواقع لكي يتفق مع الصورة التي رسمها في مخيلته ويتهم العصر الذي يعيش فيه بأنه عصر الجاهلية ويتحول إلي حالة عداء للمجتمع، فالعقل الإرهابي عقل لاينظر إلي الأمام يعيش في الماضي فبدأنا مثلا نسمع من سيد قطب عن الجاهلية المعاصرة ويضيف عصفور أن مشكلة هذا العقل أنه غير تاريخي ولايدرك متغيرات الزمن ولايدرك ان هذا الماضي الذي يتخيله لم يكن مثاليا لأن الصحابة كان بينهم معارك وحروب بعد وفاة النبي وأبو بكر ولم يمت أي خليفة بعد أبو بكر ميته طبيعية. هروب إلي الآخرة ويشدد د. عصفور علي أن الإرهابي لديه عقيدة وينبغي أن نأخد ذلك بأعلي درجات الجدية ومن البلاهة أن نتصور أن الارهابي جاهل او امي فمنهم من وصل إلي اعلي الدرجات العلمية وفي تونس وأهلها علي درجة عالية من التعليم ومع ذلك لديهم 3 آلاف ارهابي انضموا لداعش والإرهابي يقبل علي الموت بإيمان شديد هو يريد أن يهرب إلي حياة الآخرة بكل مافيها من حور عين ولبن وعسل هو يعتقد أنه يذهب إلي الجنة وأن من قتلهم سيذهبون إلي النار فالشهادة بمنطقهم اسمي الأماني هو يريد استبدال حياته الصعبة بحياة الحور العين. ويضيف: بالتأكيد الإرهابي لديه دوافع مختلفه سواء سياسية أو اجتماعية او ثقافية وإذا وجد الشباب مناخا ديمقراطيا وتم اتاحة الثقافة وتحرير العقول وإتاحة الحوار والنقاش حول قضايا المجتمع المختلفة فاننا بذلك نوفر مناخا طاردا لفكر التطرف. وأشك أننا نقرأ عقول الإرهابيين نحن في حاجة إلي اجهزة أمنية وقراءة مافي عقول الإرهابيين والتنبؤ بما يجري وتفهم أفكاره واستجاباته وهو مايجري في امريكا وغيرها من الدول اللي تكافح الإرهاب نحن نحتاج إلي مكافحة علمية للإرهاب. لذا وجب علينا الاهتمام بالتعليم الحديث وأن ننشر ثقافة الإبداع والفنون وأن نؤكد للمسلم ان التفكير فريضة إسلامية ولابد ان يستخدم عقله وتفكيره ليميز الخبيث من الطيب ولا يصبح مطية للجماعات الإرهابية. اجتزاء النصوص د. محمد حبيب القيادي السابق في جماعة الإخوان يؤكد ان الإرهابيين بلا عقل وفاقدون لمنظومة القيم الإنسانية وممتلئين بالحقد والكراهية ويكرهون الأوطان وليسوا أكثر من عرائس تحركهم مصالح مموليهم ومن يصدرون الأوامر لهم، اما عن أسانيدهم الشرعية فلا يوجد سند شرعي واحد يقوم عليه الفكر الإرهابي ولكن تبقي الطريقة المثلي التي يستغلها الإرهاب وهي اجتزاء النص الأصلي للحديث أو النص القرآني دون إكماله علي الوجه الصحيح وهذا حدث في حالات كثيرة فهناك بعض الأحاديث والنصوص القرآنية الشريفة في بعض الأحيان ظاهرها يحمل بعض المعاني التي تحتاج إلي التدقيق والمعرفة بأسباب النزول وان يكون المفسر لها عالم بقواعد الفقه القرآني والإسلامي حتي لا يقع فريسة للإرهابيين الذين يستغلون هذه النصوص في تأويلاتهم لتبرير خستهم وأعمالهم الدنيئة. ويضيف:هنا علينا ان نؤكد علي براءة هذه النصوص من الادعاءات التي يتم اجتزائها كما ذكرنا برغم أن مضمونها الأصلي بعيد كل البعد عن الفكر الإرهابي والتكفيري فعلي سبيل المثال الحديث النبوي الشريف الخاص بقتل المرتد وهو »من بدل دينه فاقتلوه» للوهلة الأولي قد تتوهم أن هذا الحديث يحض علي قتل كل من يرتد علي الإسلام برغم من وجود نصوص قرانيه كثيرة تخالف ذلك وتعطي حرية الاختيار كالآية القرآنية الشريفة »فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُر» ولكن بالتدقيق سنتوصل للمعني الحقيقي لهذا الحديث أن المقصود بالمرتد هنا هو كل من يترك الدين وبعد ذلك يحمل السلاح ليحارب الإسلام والمسلمين ويتخلي عن سلميته وكذا الأمر في أحاديث أخري قد يستخدمها التكفيريون في التجنيد والإيقاع بضحاياهم وتكون في ظاهرها أنها للتكفير أما باطنها يحمل معاني آخري وتحتاج إلي متخصصين لتوضيح هذا اللبس ولك أن تتخيل أن بعضا من أهل العلم والمتخصصين كالإمام احد بن حنبل وقع ضحية التفسير الظاهري لأحد هذه الأحاديث واختلف معه الإمام الشافعي في هذا التفسير. فالتباين في فهم النصوص أمر طبيعي لاختلاف القدرات العقلية بين شخص وآخر ولكن تبقي طريقه الاختلاف بين الأشخاص وهذا ما حدث بين الإمامين الجليلين احمد بن حنبل والإمام الشافعي واللذان أعطيا درس في قيمه احترام الآخر من خلال تفسيرهم للحديث الخاص بتكفير تارك الصلاة والذي قد يستغله التكفيريون في الإيقاع بضحاياهم وتجنيدهم فالحديث يقول »الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلَاةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَر»فالإمام ابن حنبل فهم النص أن كل تارك الصلاة كافر إلا أن الإمام الشافعي أوضح لنا أن تارك الصلاة هنا يقصد بها الشخص الذي ترك الصلاة إنكارا أنها فرض من فروض الدين أما الشخص الذي انشغل عنها لهوا أو لعبا فلا ينطبق عليه نص هذا الحديث طالما أنه يشهد بالشهادة. التسرب للعقل وعن بداية التسرب إلي عقل الإرهابي يقول حبيب ان طرق التجنيد كثيرة لكن بدايتها واحدة وهي أن الشخص الموكل بالتجنيد يصنع من نفسه قدوه حتي يسهل الإيقاع بالفريسة ومن ثم تأتي المرحلة الثانية وهي التي يحدد من خلالها طريقة التجنيد والدخول إلي كل شخص من خلال الشئ الذي يحبه فمن يحب المال يتم إغراؤه بالمال ومن يحلم بالمناصب يمنّي بالمناصب ومن وجد انه ناقم علي الوضع العام يتم الدخول إليه من خلال تأويلات دينية تحث علي الجهاد ويستمر المُجند بهذه الطريقة إلي أن يصل للمرحلة الأخيرة والتي يكون فيها الشخص الذي تم تجنيده بلا عقل ومؤمن بعقيدة السمع والطاعة والتي تؤدي لمرحله الجهاد والعمليات الإرهابية إلا إذا حدثت المعجزة وأراد الله أن ينقذه وأفاق من هذه الأكاذيب ؛اما بالنسبة للسمات الشخصية فقد ذكر حبيب أن الأشخاص الموكلين بالتجنيد تبحث عن الثغرات في شخصية كل فرد ومن تري أنه هناك فرصة سانحة لتجنيده فسرعان ما تبدأ خطتهم في التجنيد ولكن تبقي السمة المشتركة وهي أن الأشخاص الذين يتم تجنيدهم يشتركون في أنهم ضعيفو الفهم بعضهم يحلم بالمناصب والبعض الآخر لا يكلف نفسه بالعناء لفهم الوضع الطبيعي وينجرف وراء الشائعات دون التقصي عن حقيقتها ومدي صحتها. هل يمكن ان يعود الإرهابي عن ضلاله يجيب د. حبيب قائلا: إذا قام الشخص الذي تم تجنيده بالتقصي عن الحقيقة والبحث عن المفهوم الصحيح للنصوص من الممكن أن يعود لصوابه ولكن يبقي هذا الأمر نادر الحدوث لأن الشخص الذي تم تجنيده في هذا الوقت يكون ممسوح الإرادة والفكر. اختطاف الدين ويؤكد د. حبيب أن حسن البنا مرشد الإخوان ومؤسس الجماعة اشتهر بميوله للعنف واضطرابه الفكري وعدم الفهم الصحيح لكثير من الأمور وتباين في آرائه والدليل علي ذلك انه في بداية نشأة الجماعة وخاصة عام 1930 كان يرفض التعددية السياسية وفي عام 1945 وبالأخص في مؤتمر المناطق تغير رأيه عندما سأله أعضاء الجماعة عن كنية الجماعة أجابه انهاحزب سياسي إلي أن وصلت إجابته في النهاية إذا سُئل عن الجماعة أنها الإسلام ،ومن هنا بدأت البذرة الأولي للعنف لأنه بذلك أعطي الجماعة صفه القدسية وأنها الدين وما دونها الضلال والكفر وبذلك يكون البنا قد تناسي أن هناك فرقا بين الدين والتدين فالأولي هو ما أنزل علي النبي صلي الله عليه وسلم ولا يحتمل النقد لأنه نص من السماء أما الثانية فيقصد بها الوعاء الذي يفهم هذا الدين ويجوز نقده ناهيك عن أنه مع هذا كله الإخوان أول من أنشئوا الجناح العسكري وحملوا السلاح فبذلك تكون المشاركة فكرية ومادية. ويشدد حبيب علي ضرورة ان يعي الجميع أن الحل يبدأ من القري والنجوع وسد أي ثغرة أو موقع قد يستغله الإرهابيون في نشر أفكارهم المتطرفة مستكملين ما بدأه البنا في نشر فكر الجماعة عندما لم يترك مقهي أو قرية أو قطار إلا وتحدث به عن الجماعة، لذا يجب علي الجميع بما فيها الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني اقتحام النجوع وإيجاد حلول لمشاكل القري بالإضافة إلي أن تسرع الأوقاف والأزهر بالتحاور والحديث مع أهالي هذه القري لإفهامهم صحيح الدين حتي لا يقعوا فريسة لهؤلاء المتطرفين. الإرهابي والصهيونية د. كمال حبيب الباحث في شئون الجماعات الإسلامية يقول انه لابد أن يفهم الجميع بأن الإرهاب والتفكير الصهيوني هما وجهان لعملة واحدة كلاهما يستغل الدين لخدمة مصالحهم المادية ويقومان بتفسير الكتب المقدسة بطريقه غير صحيحة لغرض كسب المصالح الحياتية وأيضا خدمة الطموح الدنيوي البحت دون النظر إلي ما سيئول إليه العالم جراء تلك التفسيرات المغلوطة وأيضا دون المراعاة لأعداد الضحايا التي ستسقط جراء هذه التأويلات، فالدين هنا وسيلة وليس غرضا أسمي كما يدعون وأضف إلي ذلك أن تلك الجماعات ليست سوي خادم أمين للجهات التي تمولها والتي من الاستحالة أن تحثهم علي توجيه السلاح تجاه إسرائيل أو أمريكا. ويضيف حبيب أن الجماعات الإرهابية ليست أكثر من صناعة دول كبري غرضها خلخلة الوضع العام في الدول العربية وتستغل هذه الجماعات للقيام بعملياتهم داخل القطر العربي مستغلين الأوهام التي تزرعها قيادات هذه الجماعات في عقول مجنديها من الإرهابيين بأن تحرير الأقصي يبدأ من التخلص من الحكومات والجيوش العربية أما عن تراجع الإرهابي عن فكره فإنه من الوارد ذلك لكن تبقي مشكله هو التهديد المسلح الذي يمنع كل من تسول له نفسه بان يفكر في العدول عن هذه المعتقدات التكفيرية الإرهابية. فقه الكراهية الباحث في الفكر الإسلامي المستشار أحمد عبده ماهر يري ان الإرهابي يعتنق مايسمي بفقه الكراهية فكل ما يتعلمه أن قتال الأجانب بطولة وأن قتل غير المسلمين حلال ويدرس ذلك في كتب التراث والفقه والتي تستغلها الجماعات الإرهابية والمتطرفة في تجنيد الشباب وتخريب عقولهم فالأصل في الإرهاب هو الفكر والثقافه والتشبع الوجداني، فالإرهابي صاحب عقيدة وفكر وتؤهله لذلك للأسف جمعيات سلفية موجودة في مجتمعنا ونشاطها معلن للجميع، وتلك الجماعات تضع في ذهنه بذرة الإرهاب فيكون مستعد للتحول في اي وقت فهي تغذية بكل الأفكار المتطرفة وتربيه علي تحريم الحياة وتمنيه بالحور العين في الجنة فيصبح القتل والإرهاب هو وسيلته للجنة والحياة الأفضل فتجده عندما يقتل يكبر ويهلل ويعتبر ذلك انتصارا عظيما للإسلام..ويصل الأمر إلي انه يعتبر كل المجتمع كافرا وبالتالي فقتل أعضائه حلال وجائز بل ومطلوب فالإرهاب في مصر منشؤه فكري وفقهي وللأسف ليس لدينا من يتصدي لتصحيح الفقه ومراجعته وتنقيته من الأفكار الشاذة التي تستغلها الجماعات المتشددة وهذا دور الأزهر لكن مشايخ الأزهر »متكاسلون »عن اداء دورهم في ذلك ولم يصدرعن الأزهر حتي الآن فقه وسطي يصحح المفاهيم الخاطئة ويحمي المجتمع من التطرف والإرهاب.