[email protected] ان نفكر في تطوير وتنمية قصور الثقافة بالأقاليم شئ وان نطور مهارات القادة الثقافيين الذين يقودون العمل الثقافي شئ آخر.. لم نسأل أنفسنا يوما لماذا يتراجع العمل الثقافي رغم وجود إمكانيات هائلة في بعض القصور والمكتبات في مصر. الإجابة تبدو واضحة للعيان عندما نكتشف أننا لا نوجه اهتماما كافيا للعنصر البشري في هذه الأماكن .. فالعنصر البشري هو الأهم في المنتج الثقافي وبدونه لن تقوم ثقافة أو يحزنون .. من خلال زياراتي ومتابعتي للعمل في قصور وبيوت الثقافة في الأقاليم .. اكتشفت أن هناك من يقودون العمل في بعض هذه الأماكن وهم يجهلون طبيعة الثقافة وما يجب عليهم ان يقدموه للمتلقي وأن المنتج الثقافي ينحصر في بعض المشغولات اليدوية والرسم واللقاء الشعري الشهري وكفي ويجهلون الدور العظيم للمسرح أبو الفنون وهم بطبيعتهم معذورون لأنهم لم يقرأوا المسرح ولم يدرسوه جيدا ولم يشاركوا في أي عنصر من عناصر العرض المسرحي. لذلك سعدت بدعوة صديقي الشاعر الرائع مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للتدريب بهيئة قصور الثقافة لحضور العرض المسرحي "بالألوان"..علي مسرح الطليعة مساء غد أما المسرحية فهي نتاج ورشة عمل ضمت40متدربا في دورة إعداد القادة الثقافيين التي نظمتها الإدارة والعرض من إعداد وإخراج عادل حسان ويشارك بالتمثيل فيها مجموعة من العاملين بهيئة قصور الثقافة والذين يقفون علي خشبة المسرح للمرة الأولي في حياتهم والجميل في هذه التجربة ان كل هؤلاء ممن شاركوا في الدورة التدريبية لإعداد القادة الثقافيين تدربوا علي تنفيذ مجموعة تدريبات لإعداد الممثل للوقوف علي خشبة المسرح.. هذه الدورة بدون شك سوف تساهم في تعريف هؤلاء بالمسرح وبالتالي يعرف المسئول في الموقع الثقافي أهمية النص المسرحي وكيف يمكن ان يختار النصوص الملائمة للموقع ويحب العمل المسرحي وتتحول الحكاية عنده إلي عشق ولا تصبح مجرد سبوبة فيفقد العمل الثقافي أهم مقوماته !. ياسر قطامش والملك فاروق ! كتاب ممتع للشاعر المحترم ياسر قطامش سليل قبيلة الساخرين في عموم المحروسة قرأته فبهرت به وبما احتواه من بانوراما تاريخية جميلة غاص فيها قطامش الكبير ليخرج لنا بتحفة اسماها (عشرة طاولة مع الملك فاروق) صادر عن كتاب اليوم .. لقد تناول حقبة مهمة من تاريخ أسرة محمد علي وبتركيز علي فترتي حكم الملك فؤاد ثم الملك فاروق .. حكي علي لسان المصور اليوناني بنايوتي وابنه كوستا قصة الصورة الفوتوغرافية في مصر من محمد علي حتي حفيده فاروق وشوارب نوبار باشا أول رئيس وزارة في مصر وقصة أحمد حسنين رئيس ديوان الملك فاروق وقصر عباس باشا الذي تحول لسراية المجانين وسعيد باشا قتيل المكرونة وزيوار باشا أتخن رئيس وزارة في مصر وقفشات سعد باشا زغلول ومصطفي النحاس وحكاية الطربوش وغيرها من الحكايات التي كتبها بطريقته الساخرة والحقيقة انه أنصف في كتابه الملك فؤاد الذي لا نعرف عنه الكثير فإذا به يشير إلي أن عهده شهد علي سبيل المثال لا الحصر اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون وظهور السينما الناطقة وتأسيس معهد الموسيقي العربية وإنشاء مجمع اللغة العربية والمتحف الزراعي ومتحف السكة الحديد وانشاء محطة سكك حديد الجيزة ومحطة مصر بالإسكندرية ومصحة حلوان والمستشفي القبطي والمستشفي اليوناني ومستشفي المواساة بالإسكندرية وبنك التسليف الزراعي والبنك العقاري وبنك مصر ومصانع الزجاج والسجاد وقناطر أسيوط وشركة مصر للطيران.. الكتاب إضافة جيدة للمكتبة العربية واختيار موفق من كتاب اليوم التابع لمؤسسة أخبار اليوم .