كشفت مصادر في حزب »المؤتمر الشعبي العام» في العاصمة اليمنية صنعاء الذي كان يتزعمه الرئيس السابق »علي عبد الله صالح» ان مليشيات الحوثيين الموالين لإيران رفضوا تسليم جثمان الرئيس السابق لأسرته الا بشرط عدم قيام قبائل سنحان بعمل مراسم جنائزية رسمية له. وكان الحوثيون قد اغتالوا الرئيس اليمني السابق بعد يومين من انشقاقه علي التحالف معهم ودعوته لفتح صفحة جديدة مع الجوار العربي. جاء هذا في وقت تواصلت فيه في العاصمة صنعاء أمس المواجهات بين مليشيات الحوثيين والقوات التابعة لحزب »المؤتمر الشعبي» وذلك في وقت استمرت فيه الغارات الجوية الكثيفة التي يشنها التحالف العسكري العربي علي مواقع الحوثيين في المدينة. وذكرت مصادر محلية ان مليشيات الحوثيين ارتكبوا أمس مجزرة في صنعاء إذ قتلوا نحو 200 من أسري قوات »المؤتمر الشعبي» الذي كان يرأسه صالح. كما ارتكبت الميليشيات الحوثية مجزرة في جامع الصالح في صنعاء, حيث قتلت بدم بارد حراس المسجد بعد استيلائها عليه. ويعد »الصالح» أكبر مساجد اليمن التي بنيت في العصر الحديث ويقع قرب ميدان السبعين جنوبي العاصمة صنعاء. وبحسب مصادر محلية فإن الحوثيين شنوا حملة اختطافات وملاحقات ومداهمات واسعة علي منازل أعضاء وقيادات حزب »المؤتمر الشعبي» من أتباع صالح لإرهابهم حتي لا يفكروا بمقاومتهم والثأر لصالح. وأوضحت المصادر أن المليشيات الحوثية اختطفت القيادات العليا في حزب المؤتمر وكذلك رئيس الحكومة السابق عبدالعزيز بن حبتور وكافة الوزراء المحسوبين علي حزب المؤتمر. وأضافت المصادر أن المليشيات الحوثية قامت أيضا بتصفية الحراسات الخاصة بمنازل الرئيس السابق التي استسلمت أمام مليشيات الحوثي. كما شنت العمليات نفسها ضد قيادات وقواعد في المؤتمر الشعبي العام في محافظة المحويت. واعتقلت المليشيا الحوثية أكثر من 50 قيادياً مؤتمرياً علي الأقل ولا زالت تبحث عن آخرين من بين المعتقلين كبار المشائخ والوجهاء بالمحافظة. من جانبها شنت طائرات التحالف العسكري العربي تسع غارات استهدفت القصر الجمهوري »قصر الثنية» في العاصمة والذي يسيطر عليه الحوثيون ويجتمعون فيه. وتداولت وسائل إعلام صباح أمس صورا للقصر الجمهوري حيث أظهرت تدميرا شبه كلي للمبني في شارع القصر. كما شن طيران التحالف العربي غارات جويه علي مواقع تسيطر عليها مليشيات الحوثي في عسيلان بمحافظة شبوة ودعا الرئيس اليمني »عبد ربه منصور هادي» جميع اليمنيين إلي الانتفاض ضد الحوثيين بعد مقتل صالح. وطالب في كلمة تليفزيونية بفتح صفحة جديدة في القتال ضد الحوثيين بمشاركة »جميع أبناء شعبنا اليمني في كل المحافظات التي لازالت ترزح تحت وطأة هذه المليشيات الإجرامية الإرهابية», داعيهم إلي »الانتفاض في وجه هذه المليشيات ومقاومتها ونبذها بدعم من الجيش اليمني المرابط حول صنعاء». كما دعا قيادات حزب »المؤتمر الشعبي العام» الذي كان يتزعمه صالح »للتوحد خلف قيادتها الشرعية وخلف الشرعية الدستورية والحكومة الشرعية». ومن جانبه أكد الحزب أن الانتفاضة التي دعا لها الرئيس السابق ضد الميليشيات الحوثية »مستمرة لتخليص اليمن من المشروع الإيراني الطائفي بدعم وإسناد من التحالف العربي بقيادة السعودية». من جهته دعا زعيم الحوثيين »عبد الملك الحوثي» أتباعه من اليمنيين للخروج في مسيرة جماهيرية كبري بشارع المطار في العاصمة اليمنية معتبرا ان مقتل صالح هو »يوم تاريخي لليمن». وهنأ زعيم الحوثيين أنصاره في خطاب تلفزيوني مليء بلهجة التشفي, مظهراً سعادته باغتياله حليفه السابق.