سامي: هرجع المدرسة تاني.. محمد: أمنيتي الانضمام للجيش والثأر للشهداء رغم براءة الأطفال وعمرهم الصغير، وآلام إصابتهم برصاص الغدر في حادث مسجد الروضة الإرهابي بشمال سيناء، إلا أن الإصرار والتماسك علا وجوههم بدلا من الحزن علي عائلاتهم التي فقدوها في الحادث الأليم، ولم تذرف أعينهم دمعة واحدة خلال روايتهم للحادث، ينتظرون الثأر من كلاب النار الإرهابيين أعداء الدين والوطن، حيث يرقد عدد من الأطفال المصابين في الحادث الإرهابي علي أسرة المرض بمستشفي الأزهر التخصصي، »الأخبار» التقت بهم ليكشفوا عن تفاصيل جديدة في الحادث.. حيث استقبلت مستشفي جامعة الأزهر التخصصي 10 من مصابي حادث مسجد الروضة الإرهابي الذي وقع يوم الجمعة قبل الماضي وغالبيتهم من الأطفال تم تحويلهم من مستشفي الإسماعيلية لاستكمال مراحل العلاج. لحظات الرعب روي المصابون ل »الأخبار» لحظات الرعب والفزع التي عاشوها جراء الاعتداء الإرهابي الغاشم الذي حصد ارواح 310 شهداء سقطوا أثناء صلاة الجمعة علي أيدي الارهابيين خوارج العصر الذين استحلوا دماء الأبرياء واغتالوهم بدم بارد لتصعد أرواحهم وهي تسبح وتذكر الله في بيت من بيوته..لحظات لن تنسي ولن تمحوها الأيام فقد حفرت ليس فقط في ذاكرتهم ولكن في ذاكرة الامة كلها . البداية من الدور الثاني الذي خصصه مستشفي الأزهر لاستقبال مصابي الحادث الأليم وبالتحديد الغرفة رقم 221 الطفل سامي سليمان السالمي »14 سنة» في الصف الثالث الإعدادي، وتحدث إلينا قائلا: »عايز ارجع لمدرستي واعيش مع اخواتي وانا مش خايف من الارهابيين احنا اقوي منهم».. كلمات قالها بتلقائية شديدة وقد شقت وريده المحاليل الطبية حالته الصحية بدت مستقرة ولكن ملامح وجهه شاحبة من هول الصدمة وما رأته عيناه من مشاهد دموية. أداء الصلاة قال الطفل الصغير انه ذهب برفقة والده كما تعود لأداء صلاة الجمعة وفجأة سمع دوي انفجارات قوية وطلقات من كل مكان حاولت الهرب ولكني سقطت وسط الموتي بعد اصابتي بطلقات نارية في القدم. الطفل محمد جمال »11 عاما» بالصف الأول الإعدادي رغم أنه في عمر الزهور إلا أن عينيه تفتحت علي سفك الدماء ووحشية الإرهاب التي تجلت في أعظم بقاع الأرض ومن هول ما رآه أصبحت أمنيته الأولي في الحياة أن يكون ضابطا في القوات المسلحة ويثأر لدماء الشهداء من أقاربه الذين سقطوا في حادث مسجد الروضة. يرقد علي سرير المرض بعد أن أصيب بشظايا في الجمجمة من جهة الخلف وبالكاد يستطيع الكلام وهو يروي الحادث الأليم الذي بدأ بعد دخوله المسجد بلحظات الذي تعود علي الذهاب إليه لأداء الفريضة في مشهد لاتصدقه حتي الآن عيناه وراح ضحيته والده الذي كان يجلس بجواره تاركاً له شقيقين.. ويلتقط طرف الحديث عمه عبد الله محمد قائلا: »يا ريتني كنت معاهم حتي انال شرف الشهادة داخل بيت من بيوت الله حيث كنت موجوداً لظروف عملي في مدينة العريش.. وعلي سرير المرض يرقد الطفل يوسف حرب الذي لم يتجاوز ال 16 عاما من عمره مصاباً بطلق ناري في القدم والصدر تمتلئ عينيه بالاصرار وبدأ متماسكا وهو علي فراش العلاج ويقول: »اللي قتلونا مش بشر».. ويستكمل: ذهبت مع عمي الحاج سليم الي المسجد في الحادية عشرة والنصف ليشاء الله أن ينال عمي الشهادة والذي اختص الله بها من يشاء وكنت اتمني ان ابقي بصحبته كما كنت في الدنيا وأضاف أن له 7 أشقاء جميعهم عازمون علي خدمة تراب الوطن الغالي. وقال عيد حمدي سليمان 40 سنة مصاب بطلق ناري في الفخذ وآخر في الساق وثالث تحت الإبط إلا أنه يمتلك وجها بشوشا وسعادة بالغة ويردد »أن كل شيء بأمر الله» ويقول: انه قام بالدخول إلي المسجد قبل الأذان ب 5 دقائق وبعد صعود الإمام سمع صوت إطلاق النار علي بعد 50 متراً من المسجد وبعد ذلك وجدنا إرهابيين يدخلون المسجد من الخلف ويقومون بإطلاق الأعيرة النارية تجاهنا بشراسة حتي من استطاع الهروب من المسجد لم يسلم من النجاة وأضاف أن إطلاق النار استمر حوالي نصف الساعة. .وتساءل: كيف يوصف من يوجدون في بيت من بيوت الله يؤدون الفريضة بأنهم أعداء الله من جماعة وصفت بأنها خوارج العصر وكلاب النار لا يجيدون سوي سفك الدماء من أجل حفنة من الدولارات ولا هدف لهم في الحياة سوي أنهم مرتزقة لمن يدفع لهم أكثر. غالبيتهم أطفال ومن جانبه أكد الدكتور محمد المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر أن مستشفي الأزهر التخصصي استقبل 10 من مصابي حادث مسجد الروضة الإرهابي وغالبيتهم من الأطفال وذلك بناء علي توجيهات الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر عقب زيارته لمسجد الروضة ولقائه بأهالي الشهداء والمصابين ووعدهم بتقديم كل الرعاية الطبية للمصابين وعمل الفحوصات اللازمة لهم. وأشار رئيس جامعة الأزهرالي ان إصابتهم جميعا عبارة عن طلقات نارية ومقذوفات مازالت مستقرة في مناطق متفرقة من الجسد وحالتهم جميعا مستقرة .