تجاه كل هذا الحب الذي أظهره الشعب المصري للفنانة الكبيرة فاطمة شاكر الشهيرة بشادية صوت مصر لا أستطيع إلا أن أقول: مين ما يحبش شادية. هذه الفنانة التي زرعت الحب في وجدان الشعب استطاعت بعبقرية بالغة في أن تكون أيقونة الأغنية الوطنية في مصر ويكفيها أغنيتا يا حبيبتي يا مصر وأم الصابرين التي وإن كانت لم تبدع سواهما لكفاها لأن تتربع علي قمة الأغاني الوطنية وأتحدي أن تمر مناسبة وطنية دون أن تلهب شادية حماسنا ب »يا حبيبتي يا مصر». يا حبيبتي يا مصر وأم الصابرين وعبرنا الهزيمة والدرس انتهي 4 أغنيات وطنية لشادية غرست في وجدان الشعب ولا أعتقد أن هناك عملاً فنياً يضاهيها في الشفافية والنقاء والوطنية الصادقة بل وأعتقد أن شادية صاحبة نقلة نوعية في الأغاني الوطنية تحولت بهذا النوع من الغناء من التشنج والصوت العالي إلي نبرة العاطفة الجياشة والأهم من ذلك البقاء أقوي من الزمن. أم الوطنيات »يا حبيبتي يا مصر» أبدعها تأليفا محمد حمزة ولحنها العبقري بليغ حمدي، وأتحدي من يتمالك دموعه عندما تشدو شادية مصر: يا بلادي يا أحلي البلاد يا بلادي.. فداكي أنا والولاد يا بلادي.. يا حبيبتي يا مصر. ولا تقل أنشودة أم الصابرين عن سابقتها وأبدعها تأليفا عبد الرحيم منصور ولحنها أيضا بليغ حمدي: يا أم الصابرين تهنا والتقينا.. يا أم الصابرين ع الألم عدينا.. مشينا وجينا ع الألم عدينا، يا ورد الحرية يا مضلل علينا.. يا مصر يا أمنا يا مصر يا أرضنا يا مصر يا حبنا يا مصر يا عشقنا.. من دهبك لبسني العقد حبيبي.. من نيلك سقاني الشهد حبيبي.. من قمحك وكلني اللقمة حبيبي.. من صبرك علمني الحكمة حبيبي. وبعد انتصار أكتوبر المجيد لم تتخلف شادية عن الركب وغنت فرحة مع الشعب »عبرنا الهزيمة» من كلمات عبد الرحيم منصور وألحان بليغ حمدي: عبرنا الهزيمة يا مصر يا عظيمة.. باسمك يا بلادي تشتد العزيمة.. باسمك يا بلادي عدينا القنال.. باسمك يا بلادي خطينا المحال، باسمك يا حبيبتي حسمي الحرية.. حسمي النضال.. حسمي الشجاعة وأسمي الآمال. ومن الوطنيات التي لن ينساها الشعب وأعتبرها قلادة علي صدر الراحلة شادية أغنية »الدرس انتهي» وجاءت بعد حادث الاعتداء الإسرائيلي الغاشم علي أطفال مدرسة »بحر البقر» وهي من كلمات زجال مصر العظيم صلاح جاهين وألحان سيد مكاوي: الدرس انتهي لموا الكراريس بالدم اللي علي ورقهم سال.. في قصر الأممالمتحدة مسابقة لرسوم الأطفال.. إيه رأيك في البقع الحمرا يا ضمير العالم يا عزيزي دي الطفلة مصرية وسمرا كانت من أشطر تلاميذي.. دمها راسم زهرة راسم راية ثورة راسم وجه مؤامرة راسم خلق جبارة راسم نار راسم عار ع الصهيونية والاستعمار. وبمثل إبداعها الدرامي والأغاني العاطفية والوطنية أبدعت شادية في مجال الأغاني الدينية والتي كانت بداية طريقها للاعتزال ما يدل علي أنها لم تكن تردد كلمات بل تتعمقها وتسقيها بعاطفتها فها هي أغنية خد بإيدي من إبداع الشاعرة علية الجعار وألحان عبد المنعم البارودي وغنتها في الليلة المحمدية في ذكري ميلاد خير الأنام عليه الصلاة وأزكي السلام: جه حبيبي وخد بإيدي.. قلتله أمرك يا سيدي.. جه وعرفني طريقي وسكتي.. وفي هداه وفي نوره مشيت خطوتي.. وفي حماه هلت بشاير فرحتي والآمان فرد الجناح علي دنيتي.. قلت يا شموع الفرح حواليا قيدي. مجرد مقتطفات من سيل إبداع راق لشادية التي اعتزلت في عز مجدها الفني أي لم تهرب مع انقشاع الأضواء والمبهر والإبداع في اعتزالها الذي كان خاصا لله تعالي فلم تتبرأ من أعمالها ولم تقل أبدا أن الفن حرام بل تركت كل ذلك وراءها وتفرغت للعبادة وعمل الخير إلي أن وافتها المنية في أيام واكبت ذكري الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام. أتمني من الدولة ممثلة في وزارة الثقافة أن تبحث عن طريقة لتكريم اسم هذه الفنانة الكبيرة التي أعطت لمصر الكثير ويكفيها »يا حبيبتي يا مصر».. وأتمني ممن يتاجرون في كل شيء أن يبتعدوا عن شادية بذكر حواديت في الفضائيات حول اعتزالها وخلافه حفظها الناس عن ظهر قلب ولا مبرر للتطويل في الحديث بشأنها وكذلك احترام ذكراها بعدم نشر صور للفنانة لم تكن أبدا ترغب في نشرها.. قليل من الاحترام فهي الآن بين يد رب كريم.