ترك حادث الهجوم الارهابي علي مسجد الروضة جرحا عميقا لم ولن ينساه ممن تبقي من ابناء القرية علي مر السنين ،حيث يقف وراء كل شهيد حكاية. وقال احد ابناء القرية اننا نعيش في سلام علي مدار عشرات السنين ولم تشهد أي حالات عنف او أي حوادث ارهابية طيلة الفترة التي شهدت احداث في مدن الشيخ زويد ورفح والعريش منذ عام 2013م. انما ما حدث يعتبر فاجعة لم يستيقظ عليها السكان بعد خاصة مع استشهاد الآباء والابناء، واضاف ان كل اسرة تقريبا في القرية لها شهيد علي الاقل والبعض الآخر فقد اسرته بالكامل. واضافت السيدة ام محمد التي فقدت زوجها وابنها معا انه لو كان زلزال مر علي القرية وأوقع هذا العدد من الضحايا لكان الامر يسيرا وسهلا علينا لكن الشهداء راحوا دون ذنب بدم بارد حيث كانوا يؤدون صلاة الجمعة وهو اليوم الذي تتجمع فيه كل افراد الاسرة بعد اسبوع عمل شاق لتوفير لقمة العيش اما وقد فقدت زوجي وابني فقد انقطع مصدر الدخل الرئيسي للاسرة. وأكد الشاب سلامة أحد أقارب الشهداء أن القدر اختار العشرات من ابناء القرية ليكونوا ضحية الارهاب اللعين الذي حل علينا وأن الاطفال تيتموا والسيدات ترملوا بعد فقدان الاب والابن في حادثة لن ولم يمحها الزمن. ويقول احد ابناء القرية ان الشيخ موسي أبو نصير أحد أبناء قرية الروضة والذي راح ضحية الهجوم الإرهابي علي المسجد واستشهد معه الأسرة الابن وزوج البنت وأبناء أخ الشيخ والذين رافقوه بمسجد الروضة لأداء صلاة الجمعة ولحظة وقوع الهجوم الغاشم علي المسجد هرع الأهالي للمسجد ومعهم شقيقة الشيخ موسي، والتي أصيبت بطلق ناري طائش أودي بحياتها لتلحق بالشهداء وقال ان الشيخ كان زاهدا عابدا مسبحا فكان لقاؤه مع الله في بيت الله علي طاعة واضاف انه اعتاد ان يجمع ابناء القرية للالتفاف من حوله في ديوان العائلة ويستمعون الي نصائحة وخبراته في الحياة ويعلمهم القرآن وصحيح الاسلام ولكنهم فقدوا هذا الجو الابوي بعد استشهاده. قال محمد الطناني ابن عم مؤذن مسجد الروضة الشيخ فتحي إن له من الأبناء 5 أولاد وبنت، فيما كان شقيقه علاء أب لولدين وابنتين. كان الشيخ فتحي يطلب من اقاربه المقيمين بمدينة العريش بالاقامة في قرية الروضة ببئر العبد خاصة ان المنطقة شهدت عمليات ارهابية عديدة مؤخرا علي اعتبار ان اهالي الروضة مسالمون والإرهاب هناك مالوش وجود وقال »منهم لله اللي رملوا أكثر من 300 بيت.. هيناموا النهاردة من غير سند». ويحكي ابن عمه عن رحلة عائلته من جزيرة سعود بمركز الحسينية، صوب شمال سيناء »جينا من 40 سنة، حيث اقام في العريش العاصمة وباقي اقاربه اقاموا في بير العبد»، بينما بقي الشهيد فتحي، صاحب ال55 عاما موظفا بإدارة اوقاف بئر العبد والتحق للعمل مؤذناً بالمسجد طيلة فترة تواجده بالمكان، فيما كان شقيقه الأصغر علاء، 50 عاما، موظفا بمجلس المدينة،. فيما كان الشيخ فتحي يعمل في بعض الأعمال الخفيفة كنقل البضائع لزيادة دخله »كانوا غلابة جدا.. وعمرهم ما أذوا حد». ويروي الطناني انه فور علمه بما جري عقب الهجوم الارهابي والتعرف علي تفاصيل الهجوم المسلح علي مسجد الروضة، ليتجه بعدها إلي مكان الانفجار للمشاركة في عملية دفن الشهداء وسط حالة من ذهول أهل القرية الكائنة بشمال سيناء.