حالة من الضبابية والغموض تكتنف موقف روسيا والصين تجاه الثورات العربية ، فما يظهر حتي الآن أن موسكو وبكين تساعدان الأنظمة الديكتاتورية في ليبيا وسوريا ، وتقفان أمام طموحات الشعوب العربية الساعية للحرية. الموقف الروسي - الصيني من نظام الأسد دفع السوريين إلي رفع شعار"شكرا روسيا والصين... إننا نموت" خلال المظاهرات المطالبة برحيل النظام ، كما أن نظام القذافي لايزال يحتمي بالغطاء الروسي -الصيني ويواصل مجازره ضد شعبه. ندرك أن موقف البلدين هو محاولة للحفاظ علي مصالحهما في المنطقة ، وخاصة في سوريا وليبيا . وندرك أيضا أن البلدين لا يريدان أن يكونا تابعين للقرار السياسي الأمريكي الذي يطلب منهما الموافقة علي أي قرار دون الأخذ في الاعتبار مصالحهما بالمنطقة ، ولكن كل ذلك لا يبرر تجاهل موقف الشعوب. ربما يكون موقف أمريكا والغرب أكثر ذكاء من نظيره الروسي -الصيني ، فأمريكا تخلت عن مبارك الذي كان من أكبر حلفائها في المنطقة لأنها أدركت أن الرهان عليه هو "رهان خاسر" وأنه سيسقط شاءت أم أبت ، وتحولت بدلا من ذلك إلي كسب ود الشعب لأنه الأبقي. لم نقل أن روسيا والصين هما "قوي الشر" ، وأمريكا وحلفاءها هم "قوي الخير" ، ونعرف أن الكل يبحث عن مصالحه في المنطقة ، ومن مصلحة الدول العربية أيضا وجود القوتين المتنافستين معا، إلا أن الانحياز الصيني - الروسي إلي جانب أنظمة المجازر، سيعمل علي انفراد القوي الغربية بالساحة.