مجزرة مسجد الروضة البشعة ببئر العبد، بكل مافيها من خسة وقسوة ونذالة، تكشف بجلاء، الوجه الحقيقي لشياطين الإرهاب، الذين فقدوا كل معاني الانسانية. فمشهد المسجد قبل الحادث،مصلون آمنون، ركع سجود، تظللهم الطمأنينة وتغمرهم السكينة،يبتغون رحمة من ربهم. وفجأة يقتحم صحن المسجد شياطين في هيئة بشر، يطلقون النار بشكل عشوائي، لتتحول دار التعبد والتضرع إلي الله،الي صرخات استغاثات،وآهات توجع،وسكرات موت. دماء تتفجر، وأرواح تلفظ أنفاسها الأخيرة، بينهم الشيخ المريض،والشاب اليافع،والطفل الذي يرافق أباه وأخوته.رصاص القتلة لايتوقف، وكأن هناك اصرارا علي القضاء علي كل ماهو حي. مشهد فظيع، لايمكن أن تتحمله عين أو قلب وضمير. اكثر من 235 قتيلا نحتسبهم عند الله شهداء واكثر من 100 مصاب، ندعو لهم بالشفاء العاجل. مشهد بالغ القسوة،يفجر آلاف التساؤلات، ليس لها سوي اجابة واحدة، اننا أمام صنف من المخلوقات الضالة، او خوارج العصر الحالي، يحملون هيئة البشر، لكنهم فقدوا العقل الراجح والضمير الحي والمشاعر الانسانية، واصبحوا بما يحملون من أفكار ضالة، أكثر بشاعة من الخوارج الذين لم يتورعوا عن تكفير الامام علي بن ابي طالب، بل وقتله أثناء خروجه لصلاة الفجر ! ياحكام العالم الإسلامي. استهداف مسجد الروضة ليس الأول،ولن يكون الاخير. مادامت شياطين الارهاب تجد من يمولها ويؤويها ويدعمها. بيانات الادانة والشجب لن توقف أولئك الخوارج عن المضي قدما،في القتل والتخريب،وتشويه صورة الدين الحنيف. لابد من عقاب زعمائهم قبل ان تحصد أيادي الارهاب الأعمي المزيد. كلنا مستهدفون، بقيمنا وعقيدتنا ودولنا، مادام القادة الحقيقيون للتنظيمات الارهابية يجلسون علي عروشهم، دون اي عقاب رادع.