تبحث إسرائيل عن أية مناسبة لمواصلة استفزازاتها اللئيمة لتهويد القدس .. وإن كانت ليست بحاجة لأية أسباب لمواصلة سياستها الاستعمارية التي خططت لها الصهيونية العالمية للاستيلاء علي فلسطين بأكملها.. إلا أن القدس بالنسبة لها ظلت أولوية أولي علي الإطلاق .. في ظل حكومة نتنياهو تستمر إسرائيل بوتيرة سريعة لتهويد ما تبقي من المدينة المقدسة.. وبتحركات واضحة وبتأثير وخوف مما يجري من أحداث سياسية في العالم العربي بشكل عام وبين الفلسطينيين بشكل خاص بعد المصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية ..تقوم إسرائيل بالاستفزاز الذي يثير الغضب.. فعقد اجتماع حكومي برئاسة نتنياهو منذ أيام في متحف قلعة داوود في القدس القديمة بمناسبة مرور 44 عاما علي احتلال شرقي القدس والمسجد الأقصي لهو أكبر دليل علي أعمالها الاستفزازية المتواصلة.. هذا المكان الذي تسميه إسرائيل متحف داوود .. بني في زمن السلطان المملوكي ناصر بن قلاوون بما فيه من أسوار وأبراج ومسجد ..فهو مسجد القلعة المفتوح في شرق القدس .. بمئذنته والتي تبرز في سماء القدس فوق سور المدينة القديمة من الجهة الغربية والتي تعتبر من رموز القدس الإسلامية خلال العهد العثماني في عهد السلطان سليمان القانوني الذي رمم المكان وأضاف للقلعة المدخل الجميل للبوابة الشرقية الذي يحمل النقوش الإسلامية والذي وقف عليه الجنرال اللنبي عند دخوله القدس قائلا : الآن انتهت الحرب الصليبية..!! لم يكن هذا الاجتماع الاستفزازي إلا أحد الأعمال غير الشرعية التي تقوم بها إسرائيل لتهويد القدس .. فمنذ عام 48 وإسرائيل تحاول البحث عما يمكن نسبه إلي خرافاتهم اليهودية .. كما فعلت بإطلاق اسم حائط المبكي علي حائط البراق الإسلامي الذي يعتبر جزءا من المسجد الأقصي .. وهي مستمرة في القيام بالحفريات تحت الحرم الشريف .. لهدمه وبناء الهيكل المزعوم علي أثاره .. في عام 67 وعقب احتلال القدسالشرقية صدر قرار إسرائيلي بضمها وتوحيدها مع القدسالغربية .. ورغم القوانين الدولية وقرارات الأممالمتحدة فإن القدسالشرقية ما زالت تخضع للاحتلال الإسرائيلي .. واستمرت إسرائيل في تهويد المدينة بعدة أساليب .. بناء منشآت سكنية وتجارية حديثة بدلا من المعالم العربية والإسلامية التاريخية .. وإسكان المستوطنين اليهود الذين زاد عددهم في القدس .. فإن الممارسات الإسرائيلية لتفريغ القدس من أهلها العرب علي قدم وساق لتحويل المدينة إلي نمط يهودي وطمس المعالم العمرانية الإسلامية السائدة ..ولعل ما تقوم به إسرائيل من هدم للمباني في محيط القدس لا يستهدف تغيير معالم المدينة فحسب وإنما محاولة فرض وجودها ماديا ومعنويا وحضاريا .. إن القدس العربية التاريخية الأصيلة تتلاشي رويدا رويدا تحت الاحتلال الشرس الذي لم يوجد للآن من يوقفه .. لقد آن الأوان أن تقوم الدولة الفلسطينية المستقلة ولتكون عاصمتها القدس .. لعل إسرائيل تتراجع في غيها وإستفزازاتها المستمرة وسعيها لأن تكون القدس عاصمتها الأبدية كما تحلم وتعمل أيضا ..!!