علي منبر مسجد الجمعية الشرعية بإمبابة.. ألقي الداعية السعودي الدكتور عدنان الخطيري خطبة »سياسية« أشار فيها إلي أن لدي أهل مصر -الآن- فرصة عظيمة لإقامة دولة إسلامية تحت اسم »هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر«، محذراً المصريين في الوقت نفسه من إضاعتهم تلك الفرصة وترك بلدهم لآخرين لا يقيمون الدين. وأضاف الداعية السعودي موضحاً - نقلاً عن صحيفة »اليوم السابع« - أنه لا يمكن إقامة دولة إسلامية في مصر طالما »يوجد بها ناس يرقصون ويغنون ولا يأمرون بالمعروف ويتعاملون مع أسهم البنوك المحرمة شرعاً«. وبالأمس.. علقت علي بعض مما قاله »د.الخطيري«، كما سبق وقرأت لأقلام مصرية عديدة بين معترضين ومؤيدين. الجديد اليوم أن زميلاً صحفياً سعودياً -الأستاذ »زايد السريع«- نشر، علي موقع »إيلاف« تغطية مهمة لتداعيات »هذا الحدث« تحت عنوان: »داعية سعودي يتسبب في غضب المصريين«. بدأ الزميل »زايد السريع« تغطيته الصحفية الجريئة قائلاً: [تسبب داعية سعودي، يعمل في الحرم النبوي في المدينةالمنورة، بحالة متنامية من الغضب لدي فئات من المصريين وخصوصاً الأقباط، بدعوته لهم بتوحيد الأمة تحت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في وقت مازالت فئات واسعة من المسيحيين المصريين تخشي من تنامي المد السلفي وتتهمه بتلقي دعم سعودي]. وأضاف الكاتب السعودي قائلا: [إن الخطبة أشعلت التساؤلات من جديد بين المصريين حول الدعم الذي تحظي به الجماعات السلفية، وأعاد الحديث عن الاتهامات التي تنتشر في مصر بأن سعوديين يقفون وراء هذا الدعم، في وقت مازالت الحكومة السعودية تبذل جهودها الحثيثة نحو تعزيز العلاقات بين البلدين في الوقت العصيب الذي تمر به المنطقة العربية كاملة، وتحاول جهدها تقديم كل ما يلزم مصر للوقوف من جديد بعد الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس السابق محمد حسني مبارك]. وأشار الكاتب إلي ال4 مليارات دولار التي قدمتها السعودية دعماً للاقتصاد المصري علي شكل منح وقروض ميسرة. ويعود الكاتب إلي »الحدث« فيصفه قائلاً: [رغم أن الخطبة التي ألقاها الخطيري كانت في مسجد لا يعتبر كبيراً، ولم يشهدها الآلاف -مثل المساجد الكبري- إلاّ أن الجهل السياسي ربما هو ما جعل الخطيري يلقي خطبته في أكثر المناطق المصرية حساسية في الوقت الحالي، حيث إن حي إمبابة يعتبر أحد أشهر المناطق التي شهدت صدامات بين المسلمين والمسيحيين إثر تأزيم طائفي راح ضحيته المئات من القتلي والجرحي. وينطبق الأمر ذاته علي تصرف الخطيري عندما طالب المصريين بإقامة دولة إسلامية، دون أن ينظر في مخاطر دعوته تلك في بلد متنوع، وغني بطوائفه وتياراته الفكرية والسياسية]. وأنهي الزميل السعودي مقاله الجريء، قائلاً: - [يري مراقبون إن هذا الجهل السياسي هو ما يشوّه صورة السعوديين في حالات كثيرة، ويتسبب بها بعض رجال الدين خصوصاً من خارج المؤسسة الدينية الرسمية، مستشهدين بما فعله سابقاً الشيخ »محمد العريفي« عندما هاجم المرجع الشيعي »علي السيستاني« -خلال أيام العمليات العسكرية السعودية علي حدودها مع اليمن وقتالها مع جماعة الحوثيين]. .. شهادة حق يُشكر صاحبها عليها. وللحديث بقية.