مصر في مفترق طريق... أما التقدم والنهضة أو الانهيار والتخلف... مصر التقدم هي مصر العلم... تفاعلت مع كل المصريين المهتمين بمستقبل الوطن بثاني حدث تتحول فيه ثورة الشعب في اتجاه طريق التقدم والنهضة... سيسجل التاريخ أن أهم أحداث القرن هي نجاح الثورة المصرية... وعودة الأمل والحرية والثقة والعزة والكرامة لكل المصريين... وثاني أهم هذه الأحداث هو تبني مشروع مدينة زويل للأبحاث العلمية... ورمزية مشروع العالم المصري الوحيد الحاصل علي جائزة نوبل يراها المصريون في أنه أولا: تجسيد لحلم التقدم بوعيهم الكامل بأنه لن تتقدم مصر دون بحث علمي حقيقي، وثانيا: بإيمانهم وقناعتهم بأن العلوم وتقدمها هي قاطرة المجتمع وأساس تقدمه... وأن عصور النور لمصر كانت عند اهتمامها بالبحث والعلم وعصور الانهيار والظلام أهملت العلم والبحث، وثالثا: يشعر المصريون بأن حلم زويل هو حلمهم... هو حلم ابنهم أو أخيهم ويري الأطفال والشباب هو حلم قدوة وأب لهم، ورابعا: أحس المصريون معه بمرارة واضطهاد النظام الأسبق لفكرة المدينة العلمية ورأوا دولا مجاورة تنفذ مشروعات لكل منها حلم وليس لأي منها ابن اسمه أحمد زويل، وخامسا تجمع المصريون عبر عشر سنوات حول قيادة علمية عالمية ملهمة لهم بحلم التقدم ومشروع البحث العلمي هو نموذج لقيادات علمية وعملية من أبناء مصر تعلمت وتفوقت وتميزت عالميا، وسادسا يتطلع الفقير والبسيط منهم لعقله وعقول أمثاله لانتشال وطن من هوية الفقر والجهل والتمييز والانقسام إلي طرق العلم والبناء والتقدم والرخاء... لكل الأبناء والأحفاد، وسابعا أبتهج المصريون رغم كل ما يحدث حولهم من صور مظلمة مضادة لروح الثورة بشمعة التقدم وبحلم الابن زويل ولتبني المشروع من حكومة د.عصام شرف وهو في حد ذاته تأكيد لبدء تحويل الثورة إلي طريق النهضة وبداية لخروج مصر من فوضي الانهيار وطريق الأمل، وثامنا يستشعر المصريون بأن خبر تبني مشروع زويل هو بداية لمشروعات مماثلة مجموعها هو مشروع التقدم للوطن... ويتطلع المصريون إلي مشروع للتعليم ومشروع للقضاء علي الأمية ومشروع للقضاء علي الفقر ومشروع للمياه والزراعة وللصناعة وللسياحة ومشروع للطاقة ومشروع للثقافة ومشروع للإصلاح الديني... حلم التقدم الكبير هو محصلة أحلام شعب وأبنائهم، وتاسعا يعي المصريون أن ثروات الشعوب في عصر المعرفة هو في الأصول العلمية والفكرية لوطن وهو نتاج البحث العلمي ممثل في ملكية فكرية وبراءات اختراع وعلماء... نحن في مصر - وللأسف - لدينا 88 عالما بحثيا لكل مليون نسمة (حسب التقرير العالمي للتنمية البشرية) بينما المتوسط العالمي 1146 لكل مليون أي أن متوسط العالم 13 ضعف مصر ونصرف علي البحث العلمي نسبه 2.0٪ من الدخل القومي بينما المتوسط العالمي هو 4.2٪ (12 ضعف مصر) مصر تنتج عدد 2 براءة اختراع لكل مليون بينما متوسط دول العالم هو 62 لكل مليون (31 ضعف مصر)، عاشرا يعلم الشعب المكافح والصبور أن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة صحيحة في اتجاه التقدم... ومما لاشك فيه أن هذه قفزة هامة طال انتظارها وكان يجب لحدوثها ثورة علي نظام كان عنوانا لفساد الفكر وفكر الفساد... نظاما كان يفتخر بأنه »لا يريد أبطالا«... نظاما حارب قيادته النابغة والملهمة من خارج الوطن وداخله... حتمية ثورة الشعب هي في أن تعيد حلم التقدم لوطن... وحلم كل زويل للمصريين... مبروك لزويل عودته وتحية لحكومة الدكتور عصام شرف في بداية تاريخية لتحويل الثورة الحلم... إلي حلم التقدم وحلم الثورة.