»الزووم عدسة تقرب الأشياء فتكشفها دائما وتفضحها أحيانا« قبل ان يفجر الشباب ثورة 52 يناير بستة أشهر صدر كتاب لاستاذي الدكتور فؤاد رياض القاضي الدولي واستاذ القانون الدولي بكلية الحقوق جامعة القاهرة بعنوان: »هموم مواطن مصري« رصد فيه صور الفساد الذي عم البلاد والعباد في كل نواحي المجتمع بل وامتد الي كل مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية.. وتحدث فيه عن الاستيلاء علي الاراضي.. وعن الرشوة والمحسوبية والبطالة والعشوائيات والامية والفقر والظلم الاجتماعي والادمان.. والاستغلال الخاطيء »للحصانة« التي ظن من يتمتعون بها انها حصانة لاشخاصهم.. وأوضح ان الحصانة للمنصب وليس للشخص الي غير ذلك من المفاهيم الخاطئة التي فسرها البعض علي اهوائهم ولمصالحهم الشخصية وضد القانون. ومن الكتب الاخري التي صدرت قبل الثورة ودعت اليها 3 كتب لابراهيم عيسي. »كتابي« »ولدي اقوال اخري«، و»تاريخ المستقبل«، و3 كتب لعبدالحليم قنديل.. و»الرئيس البديل« و»كارت احمر«، »الأيام الاخيرة لمبارك«.. وكلها نشرت عن مكتبة مدبولي. وقبل ذلك اصدر عبدالحليم قنديل كتابا عن دار مريت عام 5002 بعنوان »ضد الرئيس، اخطر حملة مقالات ضد حكم العائلة«. كما صدر عن دار الشروق كتاب »وصف مصر في نهاية القرن العشرين« و»ماذا جري للمصريين« تأليف الدكتور جلال امين. وقبل الثورة بستة أشهر منح المعهد العالي للنقد الفني باكاديمية الفنون رسالة دكتوراه بمرتبة الشرف الاولي للباحثة ناهد عبدالحميد احمد موضوعها »المتغيرات السياسية في الاغنية الوطنية المصرية في النصف الثاني من القرن العشرين.. دراسة تحليلة نقدية«. وباستعراض عناوين فصول ومباحث هذه الدراسة يتبين علي الفور انها تبرز دور الغناء الوطني في قيام الثورات في مصر. من بين هذه الفصول الاغنية الوطنية والثورة العرابية، حادث دنشواي، ثورة 9191، اغنيات سيد درويش التي واكبت ثورة 9191 مثل: »قوم يا مصري مصر دايما بتناديك« و»انا المصري كريم العنصرين« و»بلادي بلادي لك حبي وفؤادي« و»احسن جيوش في الأمم جيوشنا«. وفي الباب الثاني تناولت الباحثة الدور القومي في الاغنية المصرية »محمد عبدالوهاب نموذجا«. ثم تحدثت في الفصل الثاني عن الغناء الوطني والاحتجاج السياسي ضد المحتل والنظام والسلطة، وتحدثت في هذا الفصل عن الشيخ إمام - نجم ومحمد حمام. ولخصت نتائج الدراسة الافكار والاهداف التي تناولتها الاغنية الوطنية ومنها التجرد من الاستعمار والاخذ بالثأر من المستبد والمستعمر.. والتمرد علي الظلم والطغيان والاستقلال وعودة مصر للمصريين وكفاح ونضال الشعب المصري من اجل الحرية والكرامة والتمرد علي الامبريالية والاحتجاج علي السلطة والحث علي الجهاد والاستشهاد من اجل حرية الوطن.. والامل في مستقبل وغد مشرق بعد تحقيق الانتصار. أما ابرز ما شاهدته لك في هذا الاطار وقبل قيام ثورة الشباب بسنوات فهو فيلم »معالي الوزير« بطولة النجم الراحل احمد زكي قصة وسيناريو وحيد حامد وهناك افلام اخري لعبت ادوار مماثلة فكيف تنسي رائعة المخرج يوسف شاهين وتلميذه خالد يوسف في فيلم »هي فوضي« وكذلك فيلم »حين ميسرة« وهكذا قرأت وشاهدت لك كل ما تنبأ بالثورة وبشر بها قبل وقوعها بشهور بل وبسنوات.. لذلك كان قيام الثورة امرا طبيعيا لابد من حدوثه.