ما حدث خلال اليومين الأخيرين في صحراء مصر الغربية يستحق أن يسجل في عمل درامي يصور قصص البطولة الحقيقية لأبناء مصر الأبطال من رجال القوات المسلحة والشرطة.. ليعطي المثل والقدوة لشبابنا الذين اختفي من أمامهم المثل والقدوة. المسألة ليست القضاء علي عدد من القتلة المأجورين.. وليست عملية تحرير ضابط شاب ضحي بكل ما يملك من أجل مصر.. ولكنها قصة إصرار علي حفظ هيبة وكرامة جيشنا وشرطتنا.. هيبة وكرامة الوطن كله. محمد الحايس واحد من أبناء مصر.. ذهب مع زملائه وأخوته للقضاء علي بؤرة إرهابية في صحراء الواحات.. ولكن لأسباب عديدة لا نود الخوض فيها تمكنت المجموعة الإرهابية من اصطياد معظمهم ليرتفعوا شهداء عند الله يرزقون.. في كل يوم يقدم شبابنا الأبطال أرواحهم فداء لمصر.. يقدمونها راضين مؤمنين بأنهم يدافعون عن الوطن وعن الشعب. كل واحد من هؤلاء الشباب هو ابن بار لكل المصريين.. واستشهاد واحد منهم يكسر قلب كل مصري.. ومهما أحصيناهم وكرمناهم فلن نعطيهم حقهم.. الله وحده هو الذي كافأهم بالشهادة والجنة دون حساب. قصة البطل الشاب محمد الحايس.. عاشها كل بيت مصري.. وكأن كل بيت قد فقد ابنا من أبنائه لا يعرف مصيره.. هل استشهد مع زملائه أم مازال علي قيد الحياة.. كل مصر كانت تترقب معرفة مصير الشاب البطل.. وستفرح له بالشهادة إن كان نالها مع زملائه.. وستفرح إن كان حيا ليواصل مهمته المقدسة من أجل مصر. بدأت قصة الضابط الشاب الذي يعمل معاونا للمباحث بمدينة أكتوبر مع رحلة البحث عن مجموعة من العناصر التكفيرية التابعة لهشام عشماوي الإرهابي الخائن لوطنه المأجور من قوي الشر والظلام داخل منطقة جبلية بالكيلو 135 بطريق الواحات البحرية بمنطقة الجيزة، وأسفرت الاشتباكات عن استشهاد 16 ضابطا ومجندا ومقتل وإصابة 15 إرهابياً. الاشتباكات التي وقعت الجمعة قبل الماضية، استمرت عدة ساعات.. تمكن خلالها الإرهابيون من خطف الضابط محمد الحايس الذي خرج مع المأمورية لضبط الإرهابيين.. منذ تلك اللحظة.. ومصر كلها بدءا من رئيسها الي أصغر مواطن مصري تعيش مع أمل معرفة مصير ابنها.. تكليف الرئيس للقوات المسلحة والشرطة كان واضحا بضرورة العثور عليه حيا أو شهيدا.. لأنه كما قال وهو يخاطب والده : هو ليس ابنك وحدك.. هو ابن مصر كلها. القوات المسلحة والشرطة تعاونتا معا في إنجاز تلك المهمة.. وبدأت القوات في تمشيط الواحات البحرية بالكامل للبحث عن العناصر التكفيرية.. والضابط المفقود خلال رحلة البحث قضت القوات علي 10 إرهابيين وألقت القبض علي عدد آخر في أسيوط، واستمر البحث حتي تمكنت القوات من تحديد مكان اختطافه في منطقة جبلية علي الحدود الليبية وقضت القوات علي 3 سيارات دفع رباعي، وقتل عدد من الإرهابيين.. القوات لم توقف التمشيط حتي تمكنت من الثأر للشهداء وتحرير الضابط المختطف »محمد الحايس». بعد العملية الأولي تم تتبع هاتفين محمولين كانا بحيازة النقيب محمد الحايس، ونجحت الأجهزة المختصة في تحديد النطاق الجغرافي لهما تبين أن أحدهما بالواحات والآخر بنطاق محافظة الفيوم، وتم تحديد مكانهما علي بعد حوالي 30 كيلو من موقع الاشتباكات، وبدأت منطقة البحث في نطاق تلك المنطقة ومحيطها. بعد حوالي 24 ساعة تم إغلاق الهاتفين تماما فتم التخطيط والاستعانة بعدد من البدو لإجراء عمليات التمشيط وتتبع خط سير الجماعة الإرهابية حتي نجحت أخيرا المعلومات في تحديد مكان الإرهابيين وبحيازتهم النقيب الحايس فتم التنسيق مع القوات المسلحة، وتحركت قوات ضخمة نجحت في تحرير الضابط سالما وقتل عدد من الإرهابيين المسلحين، وتبين إصابة الضابط بطلق ناري بالقدم خلال اشتباكات الجمعة قبل الماضية. كل من يحمي مصر ويدافع عنها هو ابن لكل مصري.. دمه غالٍ إن استشهد.. وحياته غالية إن فقد.. ومصر لا تتخلي عن رجالها.