عُثر حتي الآن بوادي الملوك علي 64 مقبرة منها مقبرتان كشف عنهما بعد العثور علي مقبرة الملك توت عنخ آمون رغم أن البعض أعلن أن الوادي قد باح بكل أسراره، ومع ذلك فلايزال هناك العديد من الأسرار التي سوف تظهر قريباً بوادي الملوك هناك العديد من الاكتشافات التي حدثت علي أرض مصر والتي جاءت عن طريق الصدفة، ومن ضمن هذه الاكتشافات خبيئة التماثيل بمعبد الأقصر.. فقد وجد العاملون في الآثار أن صالة الأعمدة التي تخص الملك »أمنحتب الثالث» بمعبد الأقصر في حالة سيئة جداً ومن المتوقع أن تنهار؛ ولذلك قاموا بعمل مشروع متكامل تم خلاله فك وتقطيع كل هذه الأعمدة إلي كتل وتم ترقيمها، وبعد ذلك تمت معالجة التربة وأعيد تركيب الأعمدة والتماثيل مرة أخري في مكانها، وكان يشرف علي هذا العمل الأثري الراحل الدكتور محمد الصغير، وجاء الكشف بالمصادفة البحتة أثناء الحفر داخل أرضية صالة الأعمدة وذلك في 22 يناير عام 1989م، وكان أول تمثال يظهر خاص بالملك »أمنحتب الثالث» من الكوارتزيت الأحمر، وعثر كذلك علي تماثيل تخص الملك »حورمحب» والعديد من الآلهة مثل »حاتحور» و»آمون»، بالإضافة إلي تماثيل لملوك شهيرة مثل تمثال »تحتمس الثالث» علي شكل أبو الهول، وكذلك تمثال بنفس الشكل للملك »توت عنخ آمون»؛ ولذلك أصبح عدد التماثيل التي كشفت حوالي ستة وعشرين تمثالاً، وتمت إقامة وتجهيز قاعة داخل متحف الأقصر بالدور الأرضي لاستضافة هذه التماثيل التي تعتبر الآن من روائع هذا المتحف، بل وتم عرضها بأسلوب شائق وجديد داخل المتحف.. أما الكشف الثاني الذي حدث في غرب الأقصر فهو خاص بالجنود المذبوحين، وعثر عليهم الأمريكي Herbert Winlock، وذلك في عام 1923م بالدير البحري، وتعود إلي عصر الملك »أمنحوتب الثاني» من الدولة الوسطي، ويقع معبده الجنائزي إلي الجنوب مباشرة من معبد الملكة »حتشبسوت» وقد عثر به علي هياكل عظمية، وقد أشار وينلوك أن هذه المومياوات لجنود قد قُتلوا في معركة حربية، وذلك في عهد الملك »منتوحتب الثاني»، والذي وحد الشمال والجنوب بعد عصر مظلم يعرف باسم »عصر الاضمحلال الأول»، وبلاشك فإن عملية التوحيد احتاجت إلي جهود ومعارك لكي تعود مصر إلي قوتها؛ لذلك يعتقد أن هؤلاء الجنود يجسدون التضحية والكفاح من أجل إعادة وحدة البلاد. وقد وصل عدد الذين دفنوا إلي حوالي 28 جندياً، ويعد دفنهم في هذا المكان المقدس نوعاً من التقدير من الملك لهؤلاء الجنود الذين دفعوا حياتهم للدفاع عن مصر.. أما آخر هذه الاكتشافات هو الكشف عن مقبرة والد المهندس العبقري المعماري »سنموت»، والذي بني معبد الملكة »حتشبسوت» بالدير البحري، وكان عاشقاً للملكة حتشبسوت، وقد تم الكشف عام 1962م، وذلك في منطقة الشيخ عبد القرنة، وقام بالكشف الأمريكي ويليام هنز، وكان يعمل لصالح متحف المتروبوليتان في نيويورك، وهذه المقبرة تخص عائلة المهندس »سنموت». وإذا كنا نتحدث عن أهم الاكتشافات التي حدثت بالأقصر سواء في غرب طيبة أو شرقها، وذلك لكي نظهر عظمة هذه المنطقة الأثرية والتي تعتبر أهم منطقة أثرية في العالم، ورغم الاكتشافات الكثيرة والمهمة التي عرضناها من قبل، إلا أن كشف مقبرة الملك »توت عنخ آمون» هو الكشف الذي جعل اسم الأقصر معروفاً في كل مكان في العالم، وجعل العالم كله يحضر لزيارة مصر والذهاب لوادي الملوك لمشاهدة المقبرة في الوادي، والآثار الموجودة بالمتحف المصري والتي سوف تعرض العام القادم بالمتحف المصري الكبير..