إذا ما جاز لي أن اتحدث عن نفسي لقلت دون تردد وبوضوح تام أنني كنت ولا زلت اري ان المصالح العليا والصحيحة لهذا الوطن في هذه اللحظات الفارقة وبالغة الدقة والحساسية والأهمية من تاريخه تتطلب منا جميعا أمرين محددين وملحين في ذات الوقت. الاول: هو الالتفاف التام حول المبادئ الوطنية والمضيئة والناصعة لانتفاضة الشباب التي تحولت الي ثورة مصرية صادقة وخالصة لوجه الله والوطن بعد التفاف كل الشعب المصري حولها واعتناقه لها، وتبني القوات المسلحة المصرية لها واحتضانها، وتولي امر الدفاع عنها وحمايتها ضد كل المخاطر والاخطار المتربصة بها وبمصرنا الحبيبة، وتصديها لجميع المؤامرات السوداء التي تحاك ضد الوطن داخليا، واقليميا ودوليا. والثاني: هو ان نضع كلنا، ودون تردد أيضا، صالح الوطن، فوق أي اعتبار آخر، وقبل مصالحنا الذاتية والفئوية الضيقة، مهما كانت اهميتها بالنسبة لنا وللفئات التي تنتمي اليها، وان ننحي المطالب الذاتية والفئوية جانبا، وبصورة مؤقتة، حتي نعطي لمصر الثورة، وحكومتها، والمجلس الاعلي للقوات المسلحة الفرصة للوصول بسفينة الوطن لبر الأمان، والاستقرار، ثم الانطلاق لتحقيق جميع المطالب وكل الاستحقاقات. واقول ذلك، رغم ايماني الكامل، بأن الكثير، والأغلب من هذه المطالب هي مطالب مشروعة، واستحقاقات عادلة، وانها تنطلق في اساسها نتيجة الإحساس المتعاظم لدي اصحابها بالظلم السياسي والاجتماعي والاقتصادي، الذي تعرضت له هذه الفئات خلال السنوات الماضية، وغياب العدالة الاجتماعية، وتجاهل الوفاء بحقوقها المشروعة، في ضمان حد أدني من المعيشة الكريمة لسنوات وسنوات. وكنت وما زلت ادرك أن ذلك سهل المنال في شقه الاول، لإيماني الكامل بوعي كل مواطن مصري، وثقتي الكاملة في حكمة الشعب، ووطنية وشرف القوات المسلحة، التي هي جزء لا ينفصل عن الشعب، وهي درعه وسيفه. ولكني، كنت وما زلت ادرك في الوقت ذاته، ان ذلك ليس سهلا ولا ميسورا في شقه الثاني، نظرا للايمان السائد لدي كل الاشخاص، وجميع الفئات بأن الوقت قد حان في ظل الثورة، لرفع جميع المظالم، والحصول علي جميع الحقوق، وأن هذا يجب أن يحدث الآن، وأن مطالبهم واجبة الوفاء والتحقيق فورا. »ونواصل غدا ان شاء الله« محمد بركات