إسرائيل منزعجة من فتح مصر لمعبر رفح بصورة دائمة.. عكست تعليقات الصحف الإسرائيلية هذه الحقيقة.. رغم محاولة بعض المسئولين تخفيف حدة الانزعاج فقد نشرت صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية نقلا عن مصادر أمنية إسرائيلية ان فتح معبر رفح بهذه الطريقة يعبر عن تحول استراتيجي في العلاقات بين مصر وحركة حماس مؤكدة ان اكثر ما يقلق إسرائيل ليس فتح معبر رفح بحد ذاته.. ولكن الاكثر ازعاجا هو ما يحدث من تقارب بين مصر وحماس.. وهو أمر يدعو للقلق علي حد قول المسئول الأمني الإسرائيلي. ورأي حزب كاديما المعارض ان فتح معبر رفح البري بين قطاع غزة ومصر يعد فشلا لحكومة نتنياهو التي فقدت الدعم الدولي لسياسة عزل حركة حماس. وطالب النائب ناحمان شاي عضو الكنيست في تصريحات للاذاعة الإسرائيلية العامة الحكومة بسرعة الاعلان عن رفع الحصار عن غزة لكونه لم يعد مجديا. وقالت صحيفة معاريف ان فتح معبر رفح يضاف إلي سلسلة مفاجآت لم يستطع ان يتوقعها النظام الأمني الإسرائيلي وان الفشل في توقع السلوك المصري تجاه معبر رفح يضاف إلي سلسلة اخفاقات استخباراتية في الآونة الأخيرة لعل علي رأسها تصريحات رئيس قسم الاستخبارات الذي أعلن قبل ثورة 52 يناير بأيام ان نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك مستقر!! إلي جانب مفاجأة اتمام اتفاق المصالحة بين فتح وحماس الذي ابرم رغم انف إسرائيل برعاية مصرية بعد قيام الثورة بأسابيع قليلة. ورغم الانزعاج البادي في الصحافة الإسرائيلية إلا ان المسئولين الأمنيين يحاولون التخفيف من مفاجأة اعلان فتح معبر رفح بصورة دائمة حيث اعلن عاموس جلعاد مدير عام الفرع السياسي والأمني بوزارة الدفاع الإسرائيلية انه لا يعتقد أن الوضع الأمني في اسرائيل سييء بسبب فتح المعبر وانه إذا لم يتم تهريب أسلحة إلي غزة عبر المعبر فإن الأمن الإسرائيلي لن يتأثر خاصة ان الأسلحة يمكن ان يتم تهريبها عبر الانفاق وهذا أمر ليس جديدا علينا.. مشيرا إلي ان منطقة الشرق الأوسط تمر في الفترة الحالية بانقلابات وتغيرات سياسية عنيفة. بينما دعا أيوب قرا نائب وزير تطوير النقب والجليل الإسرائيلي مصر الي اعادة فرض سيطرتها علي قطاع غزة من جديد لان ذلك الضمانة الوحيدة لأمن إسرائيل. ان مصر قامت بفتح معبر رفح البري بصفة دائمة لانه يمثل الرئة التي يتنفس منها الفلسطينيون.. ولتثبت للجميع أن مصر تقف دوما إلي جانب الشعب الفلسطيني حيث يعتبر الاشقاء في فلسطين ان منفذ رفح البري هو نافذتهم علي العالم خاصة ان الحصار الخانق الذي تفرضه عليهم اسرائيل يلقي عليهم بهموم ثقيلة في توفير احتياجاتهم الانسانية. إن فتح المعبر بصورة دائمة هو ثمرة من ثمار ثورة 52 يناير.. وهو قرار يعيد مصر إلي موقعها الريادي كقائدة للمنطقة العربية.. بل يعكس - كما تقول صحيفة الواشنطن بوست - مدي قدرة الثورات العربية علي اعادة تشكيل الموقف في الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.. وبالقطع سيكون الموقف الجديد في صالح القضية الفلسطينية.. ومن هنا جاء الانزعاج الإسرائيلي من خطوة فتح المعبر.. لانها خطوة بالقطع ستتلوها خطوات تصب كلها في صالح القضايا العربية.