تواجه عائلات واطفال داعش النبذ والتهميش من المجتمع الذي يحيط بهم، بالإضافة إلي أطفالهم غير المرغوب فيهم في بلاد آبائهم. في مخيم اللاجئين الذي يبعد 40 ميلاً شمال الرقة، توجد مجموعة من النساء وأطفالهم ذوي الشعور الشقراء والحمراء الذين يعيشون بمفردهم في مطحنة بمبني أزرق علقت عليه أمهاتهم الأغطية كأبواب، وآخرون في مخيم عين عيسي. ويصل عدد اطفال ونساء أرامل زوجات قتلي تنظيم الدولة، أكثر من 12 ألفا من النازحين حديثاً من العراقوسوريا يواجهون مصيرا مظلما في هذه المعسكرات، وجوههم هم وأولادهم مميزة عن السكان المحليين، والذين قاموا بتسليمهم إلي مسئولين أكراد يديرون المعسكرات، بينما تم فصل عائلات الجهاديين المهزومين الذي يعتقد أنهم ذوو قيمة استخباراتية ووضعهم في مكان آخر وباعتبارهم أسر داعش فهم أكثر ضعفاً من الاخرين، وبالتالي عرضة أكثر للخطر. في شمال سوريا، حين توغلت القوات الكردية بعمق داخل الرقة، وفي العراق، حيث قامت قواتها العسكرية بمساعدة من الميليشيات الشيعية المدعومة من الدولة، وبعد القضاء علي مقاتلي داعش سواء بالقتل او بالاحتجاز من كل المناطق الحضرية أصبح نساء وأطفال هذه الجماعات الإرهابية بلا مأوي حتي للاختباء. وتحاول وكالات المساعدات الدولية والحكومات الآن حصر أعداد الأرامل والأيتام الذين يتعرضون للمخاطر بشدة داخل مجتمعاتهم أو اعمال الانتقام التي يقوم بها المسئولون عنهم. وتذكر بعض التقديرات أن حوالي 5 الاف من النساء اللاتي أنجبن أطفالاً أجانب في الأربع سنوات الماضية لا يتمتعن بحماية تقريبا فهن بلا جنسية وموصومات بأنتمائهن لداعش، كما ناشدت بعض أفراد هذه الاسر الدول الام لأزواجهن القتلي في داعش ان يتسلموا هؤلاء الاطفال.. في الوقت الذي لم تقرر بعد دول مثل بريطانياوفرنسا واستراليا وغيرها ماذا سيفعلون في مشكلة أطفال داعش. ففي الوقت الذي صرح فيه مسئول بريطاني »أنه علي النساء اللاتي غادرن بريطانيا أن يتحملن مسئولية ما فعلن ولم يرجعن إلي وطنهن، تظهر فرنسا تقدماً ملحوظاً، فقد اعلنت فلورنس بارلي وزيرة الدفاع الفرنسية أن أطفال مواطنيها يمكن أن تأخذهم فرنسا ولكن دون أمهاتهم، وسوف ترعاهم مؤسسات الخدمات الإجتماعية لانهم مازالوا صغاراً، ولكنهم قد يكونون متطرفين ويحتاجون للمراقبة، بينما يظل التحدي الأكبر الذي سيواجهنا هو تحويلهم إلي مواطنين صالحين مرة أخري». وعلي مدي الثلاثة أشهر الماضية، مارست الأممالمتحدة ضغوطاً علي الدول التي لها مواطنون أنجبوا أطفالا من داعش، لإيجاد حل لهم، وقالت »رولا أمين» المتحدثة باسم شمال أفريقيا والشرق الأوسط »ان مفوضية الأممالمتحدة لشئون اللاجئين تبدي قلقها حول مصير هؤلاء الأطفال ومخاطر عدم حصولهم علي الجنسية موضحة أن المفوضية لديها صلاحيات لدعم الحكومات لضمان حصولهم علي الجنسية وحمايتهم، لذلك ندعو بقوة حكومات هذه الدول إلي تسجيل ولادة هؤلاء الأطفال وضمان حصولهم علي الجنسية، لمساعدتهم مما عانوه من ويلات الحرب،. في مخيم عين عيسي تم تخصيص مخيمات للعائلات التي تأتي من المنطقة التي تسيطر عليها داعش، ولكنهم ليسوا بالضرورة كلهم ينتمون اليهم.. بل ينتمي بعضهم إلي شخصيات بارزة في التنظيم، واخرون كانوا يقيمون من قبل في المنطقة قبل مجئ داعش بثلاث سنوات، واخرون مثل » أبو جاسم » من الفلوجة في العراق الذي ينتمي لهم منذ عشر سنوات، ويحيط به بعض الرجال المشبوهين، وقال انه انتقل في السنوات الثلاث الماضية من الفلوجة إلي بوكمال علي الحدود العراقية، ثم دير الزور، معلقاً » في كل مكان نذهب تتبعنا الغارات الجوية». وقال بعض الرجال انهم لا يعرفون شيئاً عن ارامل داعش الذين يبعدون عنهن مئات الأمتار، ففي المدينة عدد كبير من المصابين بعيوب خلقية، ومعدلاتها أعلي بكثير من المعدلات الرسمية، ولم يحدد أحد أسبابها.