(((.. عادت أمه إلي بيت الزوجية الذي أعيش فيه بعد أن طلقها زوجها.. كانت حريصة علي ألا أعرف سبب طلاقها وكأنني غريبة عنهم.. تختلي بابنها ويتبادلان الهمس حتي إذا شاهداني سكت الكلام؟.. ورغم أنني لم أعر هذا الأمر أدني اهتمام، إلا أنها كانت تتصيد لي الأخطاء أو تخترعها.. وكنت أتحمل!.. أرادت أن تزرع الشك في قلب زوجي فإذا تحدثت في الهاتف سمعتها تهمس له وهي تدفعه نحوي: اجري.. شوفها بتكلم مين؟! ))) • ................... تزوجت من شخص في وظيفة مرموقة.. تم الزواج بكامل إرادتي العقلية وكل طاقتي العاطفية.. أحببته.. ولم يتغير هذا الحب قيد أنملة حتي بعد أن طلقني بأمر مباشر من السيدة والدته.. كنت أعرف من البداية أن أمه نجحت في تدريبه علي السمع والطاعة دون أن تقطع الحبل السري بينه وبينها.. ربطته بها حتي بعد أن صار شابا متفوقا في دراسته ثم رجلا متزوجا، وأبا لثلاثة أبناء، وكنت أحترم هذا العيب فيه لأنه صار جزءا لا يتجزأ من شخصيته.. ولأنني تزوجته وأنا علي علم به.. ولأنني كنت أعزي نفسي كثيرا وأبرر هذا العيب بأنه من أشكال طاعة الوالدين وكسب رضائهما.. لكن يبدو أن حساباتي كانت خاطئة يوم ظننت أنه حينما يصبح زوجا وأبا سوف يحكم بالعدل بين أسرته الصغيرة وأمه.. هكذا وعدني يوم طلب يدي من أسرتي.. كان صديقا لأخي.. لكنه كان يعيش وحيدا في شقته الفسيحة بعد أن تزوجت أمه المحامية من أحد رجال الأعمال الأثرياء وهي في الخمسين عاما من عمرها.. كان زوجي وقتها طالبا بالسنة الأولي بكلية التجارة.. وخطبني حينما وصل إلي البكالوريوس.. لم تكن عنده أية مشاكل مالية فأمه تغدق عليه بالمال بلا حساب.. وكان يبكي أمامي كلما تذكر أيام تركته أمه لتذهب إلي بيت عريسها.. صارحني أنه سمع بأذنيه عرض أمه علي عريسها أن يعيشا معا في بيتها.. لكن هذا العريس رفض بحجة أنه لن يستمتع بزواجه منها في بيت يعيش فيه ابنها الشاب؟.. .. ومع هذا كنت أحترمه لأنه لم يفقد حبه لأمه وظل علي بره بها مما جعلني أطمئن إلي حياتي معه.. تزوجنا وعشت معه أجمل سنوات عمري.. أنجبنا ثلاثة أبناء جعلوا حياتنا جنة فوق الأرض.. لكن بعد سنوات حدث ما لم أتوقعه.. عادت أمه إلي بيت الزوجية الذي أعيش فيه بعد أن طلقها زوجها.. كانت حريصة علي ألا أعرف سبب طلاقها وكأنني غريبة عنهم.. تختلي بابنها ويتبادلان الهمس حتي إذا شاهداني سكت الكلام؟.. ورغم أنني لم أعر هذا الأمر أدني اهتمام، إلا أنها كانت تتصيد لي الأخطاء أو تخترعها.. وكنت أتحمل!.. أرادت أن تزرع الشك في قلب زوجي فإذا تحدثت في الهاتف سمعتها تهمس له وهي تدفعه نحوي: اجري.. شوفها بتكلم مين؟! كان زوجي يطلب مني الصبر.. وصبرت!.. وكانت تتعمد الإساءة إلي أسرتي الفقيرة أمام أبنائي وتفاخر بأسرتها الثرية.. وكنت أتحامل علي نفسي!.. وأخيرا وقعت الواقعة.. لفقت لي تهمة ظالمة وأقنعت وحيدها أنني أخبرت جيراني وزوجة البواب بسبب طلاقها، رغم أنني لا أعلم هذا السبب حتي الآن.. ثار زوجي وهاج وماج حتي ضربني بعنف وسالت مني الدماء.. تركت البيت الذي هدمت حماتي سعادته إلي بيت أسرتي.. أقمت دعوي تطليق وشهد الجيران بأنني لم أذكر حماتي أمامهم إلا بكل خير.. وقدمت للمحكمة تقريرا طبيا بإصاباتي وشهادة رسمية بأنني تنازلت عن حكم الحبس الصادر ضد زوجي من أجل أبنائي؟.. حصلت علي حكم بالطلاق وبأحقيتي في مسكن الزوجية باعتباري أما حاضنة.. عدت بأبنائي الثلاثة إلي بيتي.. اختلطت مشاعري ولم أعد أعرف إن كنت سعيدة برحيل حماتي عن هذا البيت الذي هدمته.. أم حزينة علي انفصال زوجي عن أسرته.. فما ذنب الأولاد ليحرموا من أبيهم؟! وتستطرد صاحبة الرسالة قائلة: رضيت بالهم، لكن يبدو أن الهم لم يرض بي، فبدلا من أن تتركني حماتي أربي أولادي شنت ضدي حربا قانونية.. ادعت أنني تزوجت عرفيا من شخص ما وبالتالي تسقط حضانتي ويسترد مطلقي مسكن الزوجية.. وقدمت للمحكمة شاهدين علي هذا الزواج.. وكان الأمر يدعو للسخرية.. فالزوج المزعوم هو مدرس اللغة العربية الخصوصي الذي شهد الشاهدان برؤيتهما له يتردد علي شقتي.. وتطوع سكان العمارة للشهادة لصالحي وبأن أولادهم يتجمعون في بيتي في الدروس الخصوصية بنظام المجموعة نظرا لضيق شققهم وأن الزوج المزعوم يقوم بالتدريس لأولادي وأولادهم.. وأقسم الرجل أمام المحكمة أنه لم ولن يفكر في الزواج علي زوجته وقرر أنه سيقيم دعوي البلاغ الكاذب ضد مطلقي ويطالب بالتعويض.. واستدعت المحكمة شاهدي مطلقي مرة أخري وحذرتهما من تهمة الشهادة الزور.. وأعادت سؤالهما فقررا أنهما شاهدا المدرس الخصوصي يتردد علي الشقة دون أن يتيقنا من أنه زوج السيدة صاحبة الشقة.. وأنهما سمعا بحكاية الزواج العرفي من أشخاص لا يذكرونهم؟.. وخسرت حماتي القضية.. لكنها لم تيأس!!.. وظننت بيني وبين نفسي أن الأمر انتهي عند هذا الحد.. انشغلت بأولادي ولأن حياتي أصبحت صعبة ونفقة مطلقي لهم لا تكفي الطعام والشراب والملبس والتعليم قررت أن أعمل، خاصة أنني طبيبة أسنان تركت من قبل وظيفتي بأحد المستشفيات العامة فور زواجي.. ولم يعد ممكنا العودة إليها بعد طلاقي فقررت تخصيص الجزء المواجه لباب الشقة كعيادة أسنان خاصة وأن الريسبشن مساحته كبيرة وفي بدايته حجرة سفرة هي التي حولتها إلي غرفة للكشف.. وفوجئت بأن حماتي عادت لرفع دعوي قضائية باسم طليقي الذي هو ابنها لطردي من مسكن الحضانة عملا بنص القانون الذي يلزم الحاضنة بعدم استخدام الحضانة لغير الغرض المخصص له!!..هل يمكن أن تكسب القضية.. وكيف أواجه هذه السيدة الشريرة التي محت شخصية ابنها واليوم تشن الحرب ضدي بلا هوادة ؟! دكتورة غادة فيصل الهرم