تعتبر المدارس المؤجرة »شوكة في حلق» مديرية التربية والتعليم ببني سويف نظرا للحالة السيئة لابنيتها القديمة المبنية في عشرينيات القرن الماضي مما يجعلها تمثل خطرًا علي حياة التلاميذ خاصة ان معظمها عبارة عن منازل من طابق واحد أو طابقين علي أقصي تقدير، استأجرتها وزارة التربية والتعليم من أصحابها بغرض استغلالها كمدارس لسد العجز في المؤسسات التعليمية. كما أن معظم ملاك هذه المدارس يلجأون إلي رفع الدعاوي القضائية لفسخ عقد الايجار واستردادها، وسط حالة من النزاع والمشاحنة بين الطرفين، تنعكس بالسلب علي حالة هذه المباني في ظل عدم قدرة الوزارة علي إجراء أعمال الصيانة اللازمة لهذه المدارس والتي تظل مرهونة بموافقة ملاكها. ومن أبرز هذه المدارس مدرسة العجرة الابتدائية بمركز الفشن والتي بمجرد ان تطأ قدمك ارضها تجد نفسك امام منزل قديم متهالك يرجع لبداية الستينيات القرن الماضي يعلوه سور يرتفع لأكثر من مترين بداخله فناء صغير يحتوي علي مقاعد مدرسية متهالكة ثم 6 فصول دراسية مسقوفة بالالواح الخشبية القديمة التي لا تمنع حر الصيف أو برودة الشتاء عن التلاميذ الذين يترددون عليها والبالغ عددهم 500 تلميذ. يقول محمد حسين، أحد أولياء الأمور » قرية العجرة لا يوجد بها سوي تلك المدرسة وهي عبارة عن مبني منزلي قديم جداً ومتهالك، تم إنشاؤه منذ أكثر من 60 عاما،وقد تشققت حوائطه مما يعرض حياة التلاميذ للخطر كما أنها أصبحت غير قادرة علي استيعابهم. ويقول ابراهيم عويس ولي امر: المدرسة تحتوي علي 8 حجرات تستخدم كفصول دراسية مقيد بها 465 تلميذا بالاضافة إلي أكثر من 100 تلميذ من ابناء القرية يحضرون اليها طوال أيام الدراسة عدا الامتحانات علي الرغم من قيدهم بمدارس بقري مجاورة لنا إلا ان بعد المسافة يمنعهم من التوجه لتلك المدارس وهو مايعني تكدس التلاميذ بالفصول رغم انها آيلة للسقوط وغير آمنة وقد تقدمنا بعدة شكاوي ولكن دون جدوي. لا يختلف الامر كثيرا في مدرسة الشهيد فؤاد نصر هندي بمركز ببا والتي هي عبارة عن بيت قديم يتكون من دورين كل واحد يحتوي علي مجموعة من الحجرات يعود عمره إلي ثلاثينيات القرن الماضي، قرر صاحبه أن يتبرع به للمطرانية لكي يتم تحويله إلي مدرسة، وبالفعل اصحب المنزل مدرسة الدور الأول يوجد به حجرتان صغيرتان لا تتعدي مساحة الواحدة منهما 16 متراً مربعاً، مسقوفتان بالألواح الخشبية،لاعضاء هيئة التدريس بجانب مكتب لمديرة المدرسة وأخري مكدسة بالمقاعد (التخت) مما يوحي بارتفاع كثافة التلاميذ. يقول أحد المدرسين رفض ذكر اسمه: إن الكثافة الطلابية داخل الفصول البالغة 12عالية جداً، ويجب أن تقل، خصوصاً أن الفصول صغيرة للغاية ولا تستوعب هذا العدد الكبير،من التلاميذ البالغ عددهم 579 تلميذاً مما يصعب الحركة داخل الفصل سواء للتلاميذ أو المدرس وهو ما يعود بالسلب علي العملية التعليمية. من جانبها اكدت سهام يوسف ، وكيل مديرية التربية والتعليم في بني سويف، أن قرار إحلال وتجديد مدرسة أو إزالتها قرار خاضع لهيئة الأبنية التعليمية، أما بالنسبة للمدارس المؤجرة لا يحق للمديرية او لهيئة الأبنية التعليمية إجراء تعديلات في المباني أو إزالتها، وإنما دورنا يتوقف عند حد المتابعة الفنية لحالة المبني وإصدار قرار باستكمال الدراسة بها من عدمه. وفي الفيوم يوجد 23 مدرسة مؤجرة من الأهالي في معظم الادارات التعليمية معظمها لا يصلح للتدريس تماما، الا ان أولياء الأمور يضطرون الي تسكين أولادهم بها لقربها من مكان إقامتهم، وهذه المدارس عبارة عن منازل غير محاطة بأسوار مما يعرض التلاميذ للخطر والاعتمادات المالية حائل دون بناء مدارس جديدة. وعلي الرغم من ذلك إلا انه يتم حاليا التنسيق مع أصحاب المدارس المؤجرة لاقامة أسوار حديدية تكون حائلا دون اختراقها من قبل المواطنين. يقول محمد علي من قرية الزملوطي يوجد لدينا مدرسة ابتدائية عانت الامرين من تجاهل المسئولين كونها بدون أسوار ويستخدمها الأهالي كشارع عمومي وجراج للعربات الكارو ومربط للماشية بعد انصراف التلاميذ في أيام الدراسة وملعب للاطفال طوال اليوم، لافتا الي ان المدرسة تتكون من جناح به دوران ومبني آخر دور واحد والمياه الجوفية قضت علي صلاحية المبني وتحتاج الي إزالة فورية ولكنها مدرسة مؤجرة ولو تم إزالتها فستؤول ملكيتها الي صاحبها فلذلك يجب ان يكون هناك بديل. ويشير سيد محمد ولي أمر ان نجله يدرس في مدرسة مؤجرة بدون أسوار تسمي مدرسة اللواء علي صادق الابتدائية المشتركة، وتقع علي الطريق وتشكل خطورة علي أرواح التلاميذ، مطالبا بضرورة اقامة سور ولو حتي حديدي حتي لا يتعرض التلاميذ للخطر.