عملها الطويل في اذاعة الشباب والرياضة جعل روح النشاط والحماس عنوانا لشخصيتها.. فحينما تتابع برامجها تنتقل اليك هذه الروح.. وحينما تجلس في مكتبها تشعر أن عدوي الحماس والنشاط أصابت جميع العاملين.. أما حينما تحاورها فتكتشف أنها بسيطة.. وصريحة جدا.. وبخبرة المذيعة فانها كانت تفاجئني أحيانا بالإجابة قبل أن أسألها. هي الإعلامية الكبيرة نادية مبروك رئيسة الاذاعة المصرية. •......................................؟ الحياة زمان كانت أسهل كثيرا.. والتطلعات لم تكن فوق طاقة البشر كما هو الحال الآن.. »علشان كدة تربية الأبناء كانت أسهل.. وأذكر لأبي وأمي انهما كانا حريصين علي تربيتنا علي الرضا والقناعة والسعادة بما لدينا.. فأبي كان موظفا بهيئة التليفونات السلكية واللاسلكية.. رجلا مكافحا طيب القلب. ويعشق العمل.. أما أمي فكانت ربة بيت ذكية جدا.. تدبّر أمور بيتها وأبنائها الاربعة بامكانيات متواضعة.. لدرجة أننا لم نشعر اطلاقا أننا ينقصنا أي شيء.. ......................................؟ التأثر بالأم يكون غالبا أقوي.. لأنها الأكثر التصاقا بأبنائها.. فأمي كانت داعم كبير لنا.. تذاكر معنا وتتابعنا حتي بعد دخولنا الجامعة.. وأذكر أنها كانت تسهر مع أخي وهو يعد مشروعات الكلية لتحفزه.. وكانت تشجعنا دائما أن يكون لدينا طموح نسعي وراءه، والحمد لله نجحنا جميعا في حياتنا.. فأخي حصل علي الدكتوراه في الهندسة ويعمل في أمريكا وأخي الثاني محام.. وشقيقتي مدير عام في مصر للطيران.. »كان بيتنا مفتوحا بحسّها لكل العيلة».. وبعد وفاتها أصبحنا نري بعضنا في المناسبات. ......................................؟ كانوا يطلقون عليّ »نادية الهادية».. فقد كنت هادئة وخجولة ومطيعة.. وحياتي تنحصر في المذاكرة وسماع الراديو الذي أعشقه منذ صغري لدرجة انني كنت أذاكر علي أنغام البرنامج الموسيقي.. أما هواياتي فكانت كلها هوايات البنات.. فتعلمت الطهي من أمي وأنا طفلة في رابعة ابتدائي.. كما كنت أهوي شغل التريكو والكانفاه. ......................................؟ كنت أحلم بدخول الصيدلة.. لكن مجموعي لم يسمح.. ونصحني أحد أقاربي بكلية الإعلام التي كانت كلية حديثة وقتها.. وصدمت حينما اكتشفت ان جميع موادها أدبية.. وأنا أساسا علمي.. لكن بعد أيام قليلة اكتشفت أن الدراسة بكلية الإعلام ممتعة جدا.. وخلال الدراسة كانت تتاح لنا فرص للتدريب.. وأتاح لنا الأستاذ إيهاب الأزهري مدير اذاعة الشباب فرصة للتدريب في اذاعته.. فذهبت مع مجموعة من زملائي.. »وقررنا نموّت نفسنا في الشغل علشان منخرجش من المكان ده».. وفعلا أثبتنا وجودنا وتم تعييننا.. وساعدنا الأستاذ ايهاب ومن بعده الأستاذ علي عيسي وأعطونا فرصا كبيرة.. وكان أول برامجي »ابتسامة ومعلومة». ......................................؟ بدون دعم الزوج لا يمكن لأي امرأة أن تحقق نجاحا في عملها.. والحمد لله زوجي المذيع والاعلامي طارق عبد المجيد هو أكبر داعم لي.. وقد كان مذيعا في الإذاعة وفي القناة الثالثة وهو الآن بالمعاش.. وقد عشنا قصة حب كبيرة قبل زواجنا.. وبعد الزواج عشنا قصة كفاح جميلة.. فسافرنا عمان وعملنا هناك ست سنوات.. أنجبت خلالها ابنتين.. وكنا نقسم وقت رعايتهما بيننا.. حتي نستطيع الالتزام في عملنا.. وأعتقد ان هذا الكفاح المشترك يدعم الروابط بين الزوجين ويجعل أهدافهما واحدة.. »يعني مفيش حاجة اسمها شغلي وشغلك وفلوسي وفلوسك».. كلنا بنتعب علشان بيتنا وولادنا.. وهذا يعطي للأبناء قدوة جميلة في التعاون بين الأب والأم.. ويجعلهم أكثر واقعية في فهم ظروف الحياة وتقدير ظروف الأسرة. ......................................؟ لدي ثلاثة أبناء فضلوا الابتعاد تماما عن الاعلام بإرهاقه ومشاغله المستمرة.. »هند» آداب انجليزي وتعمل في بنك.. و»رنا» تجارة وتعمل في شركة كبري.. و»أحمد» مهندس كمبيوتر في شركة دولية.. وقد ربيناهم علي الرضا والقناعة.. أما أهم شيء حرصت عليه فهو ارتباطهم بعائلتهم الكبيرة.. أعمامهم وأخوالهم.. والحمد لله إخوة زوجي مثل إخوتي.. ......................................؟ لديّ حفيد واحد هو عبد الله من ابنتي هند.. عمره عامان.. وهو أكبر فضل من الله.. وأكبر نقطة ضعف في حياتي.. »مسموح له يلعب ويكسّر زي ما هو عايز.. وأنا شخصيا بانسي الدنيا معه.. وبلعب وأغني معاه زي العيال».. »وعلي فكرة أنا حما مريحة جدا».. أحب زوج ابنتي مثل أبنائي ولا أتدخل في شئونهما.. ولا أحب أن أعوّد أبنائي علي الشكوي لي. ......................................؟ أسعي لمزيد من التطوير في الإذاعة وفق امكانيات مادية وفنية محدودة جدا.. وأري أن جمهور الاذاعة موجود.. والقياسات تؤكد ذلك.. وأهم انجازات أعتز بها.. هي حماية 35 ألف اسطوانة نادرة تمثل تراث الاذاعة كانت مخزنة بصورة سيئة تهددها بالتلف.. فبدأنا اجراءات نقلها لمكتبة مجهزة.. كما نعمل حاليا لنقلها علي الكمبيوتر.. أيضا افتتحنا اذاعة ماسبيرو اف ام لنذيع من خلالها هذا التراث. وكذلك نجحنا في اعادة حفلات أضواء المدينة بعد توقفها عشر سنوات وقدمنا 3 حفلات ناجحة حتي الآن. ......................................؟ خروجي للمعاش بعد تسعة شهور لا يعني توقفي عن العمل.. بالتأكيد سأشعر بالحزن لابتعادي عن الاذاعة بيتي الأول.. لكن ما يهوّن علي انني لن ابتعد عن الاعلام.. فأنا عضو في المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام.. وهو جهاز مهم يقع عليه عبء كبير في تنظيم المؤسسة الاعلامية وهو ما يشعر به جميع الأعضاء برئاسة الاستاذ مكرم محمد احمد.. وكلنا نسعي لبذل أقصي الجهد لانجاز هذه المهمة.. ونتمني أن نؤديها علي أكمل وجه.