حياتها كانت ولاتزال مثيرة للجدل منذ كانت طفلة صغيرة.. ورغم الشهرة العريضة التي حققتها في بلدها فرنسا وكل أوروبا في فترة وجيزة لتنطلق في سن مبكرة للعمل في أمريكا.. إنها النجمة الأكثر "شرا" كما تطلق علي نفسها أحيانا "بياتريس دال" ضيفة مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي في دورته الثالثة والثلاثين.. الذي يُعقد في الفترة من السابع من أكتوبر حتي الثاني عشر منه وتحمل دورة هذا العام اسم الفنان الكبير "حسين فهمي". النجمة الفرنسية سوف تشارك بفيلمها "نجمة النهار" إخراج صوفي بلوندو في إطار المسابقة الرسمية.. و"بياتريس" في الثانية والخمسين من عمرها، فهي من مواليد ديسمبر سنة 1964.. وُلدت في مقاطعة "بروتاني" في مدينة "برست".. والدها كان أحد رجال الجيش لكن بقدر صرامته في وظيفته لم يكن أبدا قاسيا أو صارما في المنزل. عاشت "بياتريس" طفولة سعيدة للغاية هي وشقيقتها الكبري "ماري فرانس" لكن مع سنوات المراهقة الأولي انضمت لمجموعة "البانك" وهي تشبه "الهييبز" ساعدها علي ذلك أنها كانت تتمتع بجمال "متوحش".. وبعد سنة تقريبا قررت أن تترك عائلتها وتذهب إلي باريس.. وكان أن أرسلت إلي المدرسة خطابا بأن الأسرة سوف تنتقل من "مانز" إلي باريس.. • تقول بياتريس: غادرت منزل الأسرة وتركت جرحا غائرا في قلب والدي ووالدتي.. حتي لو كنت عملت علي مراسلتهما في البداية وإخبارهما بمكاني ليطمئنا عليّ.. لكن بمرور الوقت لم أعد أراسلهما ولم أعلم عنهما شيئا.. وهذا أكثر مايؤلمني اليوم أنني ظللت طوال تلك السنوات لا أعلم عنهما شيئا وإن كنت اليوم بعد عشرين عاما من الغياب وبعد أن تم اللقاء بيني وبينهما أحرص علي مودتهما وزيارتهما كثيرا خاصة أنني تألمت بشدة لمرض والدي.
وتضيف "بياتريس" قائلة.. لعل أكثر ما آلمني أنني كنت أعتقد أن أسرتي لا تهتم بي.. لكن علمت بعد ذلك أن والدي حاول بشدة الوصول إليّ لكنه لم ينجح.. لأن وكلاء أعمالي في كل مرة كان يتصل ويقول إنه "والدي" كانوا يعتقدون أن هذه نكتة أو هزارا من أحد المعجبين ولم يكلفوا أنفسهم إبلاغي. والآن أنا أحاول أن أعوِّض أبي وأمي عن هذا الفراق الطويل..
تزوجت "بياتريس كابارو" من الرسام الشهير "جان فرانسوا دال" في الفترة مابين (1985- 1988).. وبعد ذلك حصلت علي الطلاق وإن احتفظت باسم "دال"، فقد كانت قد حصلت علي شهرة كبيرة.. وبعد طلاقها عاشت فترة طويلة مع عازف "الراب" جوي ستار لمدة تزيد عن العشر سنوات.. وأثناء تصويرها فيلم "رأس الذهب" في أحد السجون التقت بالسجين "جيتال ميزياني"، فكان حبا من أول نظرة وانتهي بالزواج في الثالث من يناير سنة 2005.. لتطلب الطلاق بعد ذلك بثماني سنوات.
وقبل الاستطراد في مشوار حياتها الخاصة المليء بالإثارة .. تعترف بأن الحظ خدمها.. فعندما وصلت لسن الثامنة عشرة وبينما كانت تسير في شارع الشانزليزيه الشهير استوقفها أحد المصورين طالبا الإذن بتصويرها ليضع صورتها علي غلاف إحدي المجلات.. لتكون تلك الصورة بداية لشهرتها وانطلاقها نحو السينما.
والغريب أن بياتريس لا تحب الصور عموما، وقد قامت بتمزيق جميع صورها وهي صغيرة.. وهي تقول عن نفسها إن الناس تري فيها جمالا متوحشا بينما هي لا تحب شكلها علي الاطلاق.. وتخاف بشدة من الشيخوخة.. وعندما سألها المذيع الشهير "مارك أوليفيه فوجيل" في برنامجه الشهير "كرسي الاعتراف": لماذا لا تقوم بإجراء عملية تجميل.. أجابته بصراحة شديدة: أرفض أن أكذب علي نفسي ومهما كانت صورتي لاتعجبني فإنني أفضلها لأنها الحقيقة وخاصة أنني سئمت الكذب في حياتي.
في هذا البرنامج الشهير الذي أذيع في شهر فبراير الماضي.. اعترفت "بياتريس" بأنه أثناء إدمانها وتعاطيها المخدرات وأثناء عملها وهي صغيرة في "مشرحة" أكلت هي وصديقة لها "أذن شخص متوفي" قاما بطهيها.. لكنها الآن وبأمانة شديدة لا تتذكر طعمها.
ومن بين الاعترافات القوية التي صرحت بها .. أنها لم ترغب أبدا في أن تكون أما تتحمل مسئولية أحد.. خاصة الفترات التي كانت تتعاطي فيها الهيروين وكل أنواع المخدرات. وعن كل ذلك قالت: أعترف بأنني تناولت سنوات طويلة كل أنواع هذه المخدرات والمواد الممنوعة.. وتم علاجي في الكثير من المصحات لكني كنت أعود من جديد.. إلي أن جاء يوم نظرت إلي نفسي في المرآة وأنا أقول: من أجل نفسك فقط توقفي عن تناول هذه العقاقير.. ومنذ ذلك اليوم لم أعد أتعاطي شيئا علي الإطلاق. أما عن بداية علاقتها بالسينما فعندما نشرت صورتها رآها "دومينيك بيشنار" مكتشف النجوم الفرنسي الكبير.. فاتصل بها وطلب منها أن تلتقي بالمخرج "جان جاك بينيكس"، وكان وقتها يبحث عن بطله لفيلمه "7 مئوية في الصباح" الذي بمجرد أن شاهدها وافق علي الفور قائلا إنها هي من يبحث عنها حتي قبل أن يجري لها أي اختبار.
والحقيقة أنه طوال تلك السنوات التي عملت فيها "بياترس" في السينما والمسرح والتليفزيون.. تقول: في السينما لم أقرأ أبدا أي سيناريو.. ولم أبحث عن أسماء من يشاركونني البطولة.. ما يجذبني لفيلم لكي أوافق عليه هو اسم "المخرج" فقط. رحلة حياة مليئة بالتجارب الإنسانية المريرة.. ومشوار حياة ثري في الفن بلغ 46 فيلما آخرها من إخراج "كلود ليلوش" وهو "لكل شخص حياته" مع "جوني هوليداي". أما فيلمها الذي سوف يعرض في الإسكندرية "نجمة اليوم" من إخراج "صوفي بلوندي" فهو من إنتاج سنة 2013.. والغريب أنه رغم عرضه في العديد من المهرجانات إلا أنه لم يُعرض في صالات السينما سوي في سنة 2016.. وهو عن حياة "السيرك" والعاملين فيه.
هذا بعض من حكايات نجمة سينمائية كبيرة قررت أن تفتح قلبها للناس بصراحة شديدة ودون خجل لعل في تجاربها وحياتها الإنسانية ما يفيد الآخرين. إنها "بياتريس" ضيفة مهرجان الإسكندرية السينمائي فأهلا بها في مصر.. القاهرة.. والإسكندرية..