حتي تشفي القاهرة والاسكندرية ومعظم عواصم المحافظات الجاذبة للعمالة المهاجرة من التكدس الذي أصبح يصيب كل مرافقها وخدماتها بالشلل فانه لابد من أن تحظي جميع المحافظات خاصة المناطق الريفية منها بالرعاية والاهتمام من خلال توفير كل الخدمات وزرع المشروعات الاستثمارية والانتاجية التي تتيح فرص العمل لأبنائها. تحقيق هذا الهدف يتطلب نظاما متطورا للحكم المحلي تسند مهامه الي عناصر قادرة علي القيام بمسئولياتها والتلاحم مع المواطنين من أجل حل المشاكل. ولا يمكن لهذه العناصر التي من المفروض أن يجري اختيارها بعناية وشفافية ان تحقق المراد منها دون أن يكون هناك متابعة ودعم ومساندة من السلطة المركزية التي تملك السلطة القادرة. ليس هذا فحسب ولكن لابد أيضا وفي اطار الحرص علي الصالح العام التنسيق والتعاون بين كل الأجهزة المختلفة في الدولة بعيدا عن تنازع السلطات الذي يقود إلي تعطيل اي تحرك ايجابي. هذه الصورة التي يجب ان يكون عليها العمل العام في ادارة شئون المحليات كانت ماثلة أمامي عندما كتبت يوم الثلاثاء الماضي مقالا عن تردي الأوضاع في محافظة السويس تحت عنوان: »من ينقذ محافظة السويس من النسيان والضياع« ورغم انني مؤمن بكل ما تضمنه هذا المقال والذي أراه جاء معبرا بأمانة عن واقع الحال بعيدا عن أي افتئات أوتجاوز إلا أنني وعملا بحق الرد فإنني أنشر التعقيب التالي الذي تلقيته من محافظ السويس اللواء اركان حرب محمد سيف الدين جلال: جلال دويدار تحية إعزاز وتقدير وبعد... يسعدني أن أبعث لسيادتكم بخالص التحية والتقدير لدوركم الاعلامي المتميز في مؤسسة أخبار اليوم العريقة. وبعد. فقد طالعت - بكل الاحترام - مقالكم اليومي (خواطر) في عدد »الأخبار« الصادر يوم الثلاثاء 31/4/0102م تحت عنوان: (من ينقذ محافظة السويس من النسيان والضياع؟!) وإني إذ أقدر صدق توجهكم وحرصكم البالغ علي تقدم وازدهار محافظة السويس.. أود أن أؤكد لكم ولقراء الأخبار الاعزاء وابناء السويس ومحبيها في كل مكان ان السويس تحظي بكل التقدير والاهتمام من القيادة السياسية ومن كل الجهات. ويسعدني أن أنهي لسيادتكم بأن البنية الأساسية والمرافق تشهد طفرة في مجالات الصرف الصحي.. والكهرباء.. ومياه الشرب.. والغاز الطبيعي.. والتليفونات. ورصف الطرق.. بتكلفة تصل إلي الملايين من الجنيهات.. من ناحية أخري فان تمويل غالبية هذه المشروعات يتم من الموارد الذاتية للمحافظة (صندوق الخدمات والتنمية المحلية - صندوق الاسكان - الجهود الذاتية لرجال الأعمال والمستثمرين). إنني أشارككم الرأي في الحاجة الماسة لإعادة رصف طريق السويس/ الاسماعيلية - الذي يتبع هيئة قناة السويس.. وقد خاطبنا السيد الفريق أول بحري احمد فاضل - رئيس هيئة قناة السويس . وتم بالفعل التنسيق واعداد المقايسة الفنية والمالية لاعادة رصف هذا الطريق المهم والحيوي.. وقد وافق سيادته مشكورا علي المساهمة بمبلغ سبعة ملايين جنيه لرصف الطريق.. وقد خاطبنا السيد الدكتور/ أحمد نظيف - رئيس مجلس الوزراء - لاسناد العملية بالأمر المباشر الي شركة صان/ مصر التابعة لوزارة البترول لسرعة الانجاز واختصار الاجراءات. وإذ أحيي هذه الروح الطيبة والرغبة الأكيدة في الارتقاء المستمر بمحافظة السويس فانني اؤكد لكم من ناحية أخري إننا ماضون باصرار نحو تغيير المفاهيم السائدة منذ ايام الدولة العثمانية لدي بعض الجهات والهيئات وقت إن كانت منطقة القناة تابعة »للمديرية الشرقية« ورغم هذا فإننا علي يقين بأنه لن يضيع حق وراءه مطالب، وفي هذا المجال فاننا سوف نستمر في المتابعة مع الرجلين الفاضلين السيد المستشار وزير العدل والسيد الاستاذ الدكتور مهندس وزير الري لاصدار القرارات التي تضع النقاط علي الحروف تيسيرا علي المواطنين ابناء السويس في اجراءات التمليك والشهر العقاري لتحقيق الاستقرار والطمأنينة.. وفي هذا المجال يهمني ان أشير الي ان تعليمات السيد الرئيس (محمد حسني مبارك) المستمرة التأكيد علي تيسير اداء الخدمات للمواطنين. مع قبول وافر احترامي وتقديري. محافظ السويس محمد سيف الدين جلال تعقيب علي الرد: بداية أتمني أن يكون هناك تحرك حقيقي لازالة المشاكل والمتاعب التي يئن منها ابناء السويس وزوارها. من ناحية أخري فإنني وإن كنت أرحب بنية الاستجابة لشكوي سكان حي »الجناين« التابع للسويس من الإهمال كمثال لما يعاني منه قطاع كبير من سكان المحافظة.. إلا أنني أحب أن أنوه الي أن هذا الملف سيظل مفتوحا لإعادة الكتابة عنه الي ان يتم اصلاح كل ما هو فاسد.