أدلي الناخبون الألمان بأصواتهم أمس في الانتخابات التشريعية التي ترجح استطلاعات عدة أن تفوز خلالها المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، بولاية رابعة في سابقة تاريخية، ومن المتوقع أيضا دخول أحد الأحزاب اليمينية المتطرفة البرلمان، للمرة الأولي منذ أكثر من 50 عاما. ويصوت في هذه الانتخابات 61،5 مليون ناخب، وفق نظام انتخابي يمزج بين الغالبية والنسبية، علي أن تعطي استطلاعات الرأي فور إغلاق مراكز التصويت في (الساعة الرابعة بتوقيت جرينتش) مؤشرات واضحة عن تشكيلة المجلس المقبل، قبل بدء صدور النتائج تباعا خلال الليل. وحذر الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير في صحيفة بيلد أم زونتاج واسعة الانتشار الألمان من ترك تقرير مصير مستقبل بلادهم في يد آخرين إذا لم يتوجهوا للتصويت، وحثهم علي الذهاب للتصويت.. ويشارك في هذه الانتخابات البرلمانية 42 حزبا، وهو عدد لم يسبق له مثيل منذ إعادة توحيد ألمانيا، منها 16 حزبا تشارك للمرة الأولي ومن بين الأحزاب المشاركة »الاتحاد الديمقراطي المسيحي» و»الحزب الاشتراكي الديمقراطي» و»اليسار» و»الخضر» و»الحزب الديمقراطي الحر» و»حزب البديل من أجل ألمانيا»، في حين تسعي المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل خلال هذه الانتخابات إلي الفوز بولاية رابعة في ذات المنصب.. وأدلي المرشح لمنصب المستشارية الألمانية ومنافس المستشارة الحالية أنجيلا ميركل، السياسي »مارتن شولتز» بصوته في الانتخابات التشريعية. ويعتبر مارتن شولتز مرشح الحزب الاشتراكي الديموقراطي لمنصب المستشار، أقوي منافس لميركل، التي تقود مجددا التحالف الانتخابي للحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري. وقالت ميركل في برلين قبل توجهها شمالا إلي دائرتها الانتخابية لإجراء جولة أخيرة من حملتها الانتخابية »نريد أن ندعم الحافز لديكم حتي يكون بإمكاننا الوصول إلي عدد أكبر بكثير من الناس».. وما لم تحصل مفاجاة هائلة تكذب ما أجمعت عليه كل استطلاعات الرأي حتي الآن، من المتوقع أن يفوز المحافظون بزعامة ميركل بنسبة تتراوح بين 34 و36%، متقدمين علي الاشتراكيين الديموقراطيين بزعامة الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي مارتن شولتز (21 إلي 22%).. وبذلك يكون شولتز سجل أدني نتيجة في تاريخ الحزب بعدما فشل في طرح نفسه كممثل للتغيير في وقت يشارك حزبه في حكومة ميركل منذ 2013. كما أن دعوته إلي المزيد من العدالة الاجتماعية لم تلق استجابة من الناخبين في بلد يشهد نموا قويا وبطالة في أدني مستوياتها. من جهتها، ركزت المستشارة حملتها الانتخابية علي موضوع الاستمرارية لبلد مزدهر، في رسالة تهدف إلي الطمأنة في وجه الأزمات التي تهز العالم ولا سيما مع وصول دونالد ترامب إلي البيت الأبيض وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ويظهر الاستطلاع تقدم حزب البديل من أجل ألمانيا المناهض للهجرة بمعدل نقطتين مئويتين لتصل نسبة تأييده إلي 13 % وتضع هذه النتيجة حزب البديل من أجل ألمانيا في المرتبة الثالثة كأكبر أحزاب البلاد.