أعتقد ان الدين في نظرته التعامل بين البشر يقوم علي ثلاث ركائز: أولاها: مبدأ الحوار الجيدوهو ما دعا اليه القرآن الكريم بالقول: »أدع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن« سورة النحل،الآية 521. ثانيها: مبدأ رد الحسنة بأحسن منها لقوله تعالي: »وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها« سورة النساء، الآية 68. ثالثها: إن هدف الخدمات العامة هوخدمة المواطن، وتعزيز التنمية من منظور استراتيجي ولذلك نقول انه اذا ارسل شخص رسالة لمسئول ديني او سياسي، فمن المنطقي ان هذا المسئول مهما كان علو مقامه ان يرد عليه ويوقع علي الرد. ومن ناحية اخري، فإن الرؤية الاستراتيجية للطيران والسياحة انها خدمة للوطن والمواطن للتعرف علي معالم دولته وتطوراتها. وهذا يحقق الهدف الاستراتيجي بتعزيز مفهوم الولاء والانتماء والهدف الاخر، وهو تحصيل اموال وزيادة عائدات الطيران والسياحة. ونسوق مثالا من تجربة الصين في زيادة رحلات الطيران بين اقاليمها وتخفيض اسعارها، فضلا عن زيادة رحلات القطارات والاتوبيسات، وما يحدث في مصر هو العكس حيث ارتفاع متزايد في اسعار تذاكر الطيران الداخلي، وتوقيتات غير مناسبة وغير انسانية في مواعيد الطيران الخارجي، خاصة من بعض الدول العربية،حيث تقلع الطائرة منتصف الليل وتصل إلي جهة المقصد في الفجر، وهذا فيه ارهاق للمواطن وعدم اراحته من ناحية وتعريضه لمخاطر امنية بالسير في الطرقات بسيارة اوخلافه للوصول للمطار او استقبال القادمين من اقاربه واصدقائه. إنني ادعو مصر للطيران وبخاصة وزير الطيران المدني بما هو معروف عنه من حرص واهتمام لإعادة النظر في هذا الموقف لمصلحة المسافر للمصري والعربي، وليس لمجرد راحة مسافر أوقلة من المسافرين يتم بتجاهل راحة عشرات بل مئات والوف المسافرين. الحمد لله الآن اقيم خط مصر للطيران للصين، وأعتقد انه مجز وله عائد وان كان يحتاج لمزيد من رحلات الطيران، اي خط إلي شنغهاي مركز الاقتصاد والتجارة في الصين، فضلا عن بكين وجوانجو، كما يحتاج الامر إلي مزيد من تسويق عما عليه الحال الآن: ونفس الشيء بالنسبة للسياحة، فالصين تعتمد في دخلها السياحي علي السياحة الدولية والسياحة الداخلية والاخيرة تساهم بأكبر مما تساهم به الاولي، لأن خطة السياحة الاستراتيجية في الصين تعتمد علي توفير الانتقال الرخيص داخل الصين من اقليم لآخر، بهدف المال من ناحية لزيادة الاقبال والطلب من خلال إغراءات العرض، وتعريف المواطن ببلاده وزيادة إحساسه بالانتماء الوطني من ناحية ثانية، وكذلك الحيلولة دون الارتهان بالسياحة الخارجية التي تتأثر بعوامل سياسية او عوامل غير منظورة ومن ناحية ثالثة، وبالنسبة لهذه العوامل فلعل كارثة الارهاب في الماضي، وكارثة انبعاث الغبار الركامي من بركان أيسلندا حاليا، خير شاهد علي ذلك ومدي تأثيره علي حركة الطيران وحركة السياحة العالمية ومن بينها الطيران والسياحة من وإلي مصر. إن الكثير من المصريين بدأ يتجه للسياحة في أوروبا رغم ان مصر بها اجمل المواقع السياحية ولكن سوء بعض الخدمات وسوء المعاملة من وإلي المطارات وعدم التأمين الكافي والنظافة الكافية في المواقع السياحية الأثرية في الأهرامات وفي الأقصر وسوء التعامل في الفنادق مع المصريين مقارنة بتعاملهم مع غير المصريين، في حاجة لضبط ورقابة، فالحسنة كما يقال تبدأ من المنزل، إن السياحة الداخلية هي صمام الأمان للمؤثرات السلبية من السياحة الخارجية لاعتبارات سياسية او بيئية او اجتماعية او اقتصادية. إنني ادعو لنظرة استراتيجية للموقف السياحي وموقف الطيران من المواطن المصري. وأدعو لرد الحسنة بأفضل منها من جميع المسئولين السياسيين والتنفيذيين ورجال الدين، وهذه نصيحة صادقة ومخلصة من مواطن يؤمن ببلاده وبعقيدته وبأهمية التناصح، وبأهمية التحاور وبضرورة الدراسة الموضوعية قبل اتخاذ القرارات. ورغم كل ما ذكرته، فإنني أود الاشادة بما تحقق من انجازات في مصر للطيران وفي مطارات القاهرة في الفترة السابقة، كما اودالاشارة إلي التفاؤل الكبير بتولي فضيلة الدكتور أحمد الطيب منصب شيخ الازهر لما يتمتع به من عقلانية واعتدال وقدرة علي الحوار الموضوعي وثقافة واسعة، وهذه الاشادات بهؤلاء المسئولين هي حق لهم علي كل من يراقب ويتابع بموضوعية، كما ان الملاحظات السابقة لا ينبغي ان تفسد للود قضية بل هي تستحق الشكر لانها صادقة ومخلصة وبلا مصلحة شخصية.