أكد المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة أن التوجه نحو التحول الرقمي في القطاع الصناعي أصبح عاملاً أساسياً لتحديث الصناعة والتعامل الفعال مع مستجدات وتحديات الثورة الصناعية الرابعة والتي تجمع بين التحول الرقمي الشامل وبين التكامل في المنظومة الرقمية مع الشركاء في سلاسل القيمة، وأشار إلي أن هذا التحول الرقمي يعد نظاما واسعا يشمل الابتكار والتعليم وتطوير المهارات والجوانب الاستراتيجية والاستثمار. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها بالمعرض والمنتدي الذي نظمته شركة سيمنس مصر تحت عنوان »تقنيات التحول الرقمي وتأثيرها علي القطاعات الصناعية» والذي استعرض سبل الاستفادة من التحول الرقمي وتطبيقه في الصناعة المصري استعداداً للثورة الصناعية الرابعة، حضر المنتدي300 من قادة الأعمال من القطاعين العام والخاص. وأوضح الوزير أن الوزارة قد بدأت بالفعل في اتخاذ السياسات والإجراءات التي تعزز فرص التنمية الصناعية المستدامة وتقليل التحديات الناتجة عن مستجدات هذه الثورة الصناعية علي القطاع الصناعي المصري وذلك بهدف الاستفادة من التجارب الدولية الرائدة في هذا المجال مع التركيز علي توظيف كل ما تتميز به الصناعة المصرية من مزايا نسبية وتنافسية، وأشار إلي أن الوزارة تركز ضمن جهودها علي تطوير المناطق الصناعية في إطار رؤية الحكومة المصرية 2030، وذلك بما يتماشي مع التكنولوجيا الصناعية المتقدمة، وبناء المهارات لاستيعاب وتطبيق أحدث التقنيات والابتكارات في هذه المناطق وفقا لأفضل الممارسات الدولية. وأكد قابيل ان وزارة التجارة والصناعة تدرك ما تحمله الثورة الصناعية الرابعة من فرص للتنمية الصناعية المستدامة في مصر وما تفرضه عليها من تحديات حيث تعمل الوزارة علي توفير كل ما تحتاجه الصناعة المصرية لتواكب هذا التحول الكبير. ونوه الوزير أن التطور المذهل والمعقد في الأجهزة والآلات والأنظمة الذكية وظهور ما يسمي بالمجتمع الشبكي الرقمي سيؤدي إلي اختصار الوقت وخفض التكلفة، وتحقيق مرونة أكبر وكفاءة أكثر في العملية الانتاجية، وانخفاض نسبي في كثافة رأس المال، مع كثافة شديدة في معالجة البيانات والذكاء الصناعي، ولا شك أن هذه المستجدات ستعمل علي اتساع نطاق التطوير والتغيير، وحدوث تحولات غير مسبوقة في الاقتصاد وفي سوق العمل وفي القطاع الصناعي. وأوضح الوزير أن التطورات الصناعية في العالم خلال السنوات القادمة ستحدث بوتيرة أسرع نتيجة تطور التكنولوجيا الصناعية الحديثة، وتزايد الاعتماد علي المعدات الحديثة ما أدي إلي تغير دور العنصر البشري واختلاف أفضلية المؤهلات والمهارات المطلوبة للصناعة في المستقبل، وأشار إلي ضرورة تكثيف جهود القطاع العام والخاص لتطوير وتنمية مهارات الأيدي العاملة لتواكب التطورات التكنولوجية والصناعية التي ستحدثها الثورة الصناعية الرابعة. وأوضح الوزير أن الوزارة لا تستهدف مجرد تحقيق متطلبات التحول نحو الاقتصاد المعرفي والاقتصاد الرقمي ومواكبة الثورة الصناعية الرابعة فقط، وإنما تطمح أيضاً في أن تكون الصناعة والخبرات الصناعية المصرية فاعلة ومؤثرة في الثورة الصناعية الرابعة علي الصعيدين الإقليمي والعالمي خلال العقدين القادمين، مشيراً إلي الوزارة قد بدأت في الترتيب لعقد مؤتمر وطني حول مستقبل الصناعة المصرية وتحديات الثورة الصناعية الرابعة بهدف تعميق ثقافة مجتمع الأعمال في القطاعين الحكومي والخاص بالجوانب المختلفة لهذه الثورة والاطلاع علي تجارب الدول الرائدة في الاستعداد لهذه الثورة، وكيفية الاستفادة منها. وأضاف قابيل أن شركة سيمنس تحظي بتقدير كبير من القطاع الصناعي المصري، باعتبارها واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا الرائدة في العالم، ولخبراتها الواسعة في العديد من المجالات التي تتصل بالقطاع الصناعي، حيث قامت بتنفيذ عدة مشروعات مع الحكومة المصرية وفي مقدمتها مشروع بناء ثلاث محطات للطاقة الكهربائية عالية الكفاءة في مناطق البرلس والعاصمة الإدارية الجديدة وبني سويف. ومن ناحية آخري وقعت وزارة التجارة والصناعة وشركة سيمنس مصر مذكرة تفاهم في مجال تحديث الصناعة وتطوير المهارات الصناعية المحلية حيث تستهدف المذكرة القيام بعدد من عمليات التطوير التكنولوجي ونقل التكنولوجيا إلي جانب توفير باقة متكاملة من المنتجات المبتكرة والأنظمة والحلول المصممة للمناطق الصناعية في مصر بما فيها مدينة الجلود بالروبيكي ومدينة الأثاث بدمياط ومنطقة الصناعات البلاستيكية في مرغم ومشروع المثلث الذهبي في جنوب مصر بما يسمح بتحويل هذه المناطق إلي مناطق صناعية ذكية. وأكد قابيل أن توقيع هذا الاتفاق يأتي في إطار الاستراتيجية التي أطلقتها الوزارة لتعزيز التنمية الصناعية والتجارة الخارجية لعام 2020 من خلال تطوير تطوير منظومة صناعية رقمية في مصر وتوفير حلول التشغيل الآلي وخدمات التحكم عن بعد وحلول المصانع الرقمية فضلاً عن نظم التصنيع الذكية. وأضاف أن هذا التعاون سيشهد أولي مراحله في مدينة الروبيكي لصناعة الجلود ومدينة دمياط للأثاث حيث تتضمن الحلول المبتكرة التي ستقدمها شركة سيمنس حلولاً في مجالات التخطيط وتأمين البيانات الصناعية والأنظمة المتكاملة لإدارة العمليات الإنتاجية وإدارة المباني وحلول كفاءة الطاقة.