كغيره من الاجتماعات الدولية حول الأزمة الليبية انتهت القمة الافريقية المصغرة في الكونغو التي ضمت ممثلي دول اللجنة الأفريقية للاتحاد حول ليبيا (جنوب أفريقيا وإثيوبيا وموريتانيا والكونغو والنيجر) بالإضافة لدول جوار ليبيا، حيث لم تسفر الاجتماعات عن شيء سوي الحث علي المصالحة الوطنية والتأكيد علي عدم اللجوء للحل العسكري ابو بكر بعيرة عضو مجلس النواب الليبي اختصر ما حدث في الكونغو في تصريحات لوسائل إعلام ليبية قائلا: ∩لا اعتقد ان هذا الاجتماع قد خلص إلي نتائج فاعلة بالنسبة للشأن الليبي∪، ووصف بعيرة هذه الاجتماعات الدولية بأنها لا تقدم ولا تؤخر وإنما هي تمنيات وتوصيات من المجتمع الدولي. وكان البيان الختامي للقمة قد أكد أنه لا يوجد حل عسكري مع التزام جميع الأطراف في ليبيا بمواصلة الجهود الرامية إلي ايجاد حل سياسي دائم، مرحبة بما وصفته بالبداية الجيدة لعمل لجنة الجوار خلال قمة برازفيل، كما دعت اللجنة المعنية بالحوار لاستكشاف افضل السبل والوسائل الكفيلة بضمان نجاح مؤتمر المصالحة الوطنية المقرر عقده في ديسمبر المقبل وتعزيز وضمان تنظيم انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة ذات مصداقية.. غاب المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي عن القمة وشارك رئيس المجلس الرئاسي فايزالسراج بحضور ممثلين عن كل أطراف الأزمة، والمبعوث الأممي غسان سلامة، وممثل عن الجامعة العربية، وكذلك مبعوث الاتحاد الأفريقي الرئيس التنزاني السابق جاكايا كيكوتي.. وخلال الاجتماعات ظهر الانقسام الحاد بين الأطراف السياسية حيث اعتبر السراج في كلمته أن من أهم أسباب حال الجمود استمرار البعض في التعامل مع حكومة موازية علي رغم كل القرارات الإقليمية والدولية الصادرة عن الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن. في المقابل، اتهم رئيس البرلمان المستشار عقيلة صالح، في كلمته حكومة الوفاق بالفشل في إدارة البلاد مضيفاً: ∩لم يرشح البرلمان أو المؤتمر الوطني رئيس المجلس (السراج)، ولا نعرف من أتي به. قمة الكونغو أثارت التساؤل حول مدي قدرة الاتحاد الافريقي علي لعب دور فاعل في حل الأزمة خاصة أن ليبيا أثناء عهد القذافي كانت أحد أهم الدول وأكثرها فاعلية علي المستوي الافريقي. يري السفير أحمد حجاج الأمين العام المساعد الأسبق لمنظمة الوحدة الافريقية أن حجم نفوذ الاتحاد الافريقي الفعلي داخل ليبيا لا يؤهله للعب دور لحل الأزمة، واعتبر المؤتمر الذي استضافته الكونغو محاولة لجس النبض من جانب الاتحاد حول مدي الدور الذي يمكن أن يلعبه داخل ليبيا.وأشار إلي أن الأمور داخل ليبيا غير مستقرة حاليا باستثناء مناطق الشرق الليبي، والجميع يعول علي جهود الأممالمتحدة ودول الجوار لتكثيف جهودها لحل الأزمة المستمرة منذ انهيار نظام القذافي قبل 6 سنوات. وذكر حجاج أن طرابلس كان لها تأثير كبير داخل الاتحاد الافريقي منذ نشأته خلال عهد القذافي بفضل التمويل الضخم الذي كانت تضخه لمشروعات التنمية في عدة دول افريقية. ومن جانبه أكد الكاتب الصحفي الليبي محمود السوكني أن مساعي الاتحاد الإفريقي وغيرها من الوساطات الدولية والإقليمية لحل الأزمة تعتبر مساعي حميدة لمحاولة المساعدة علي حل الأزمة، ولكن الحل الحقيقي لأزمة ليبيا بين يدي الأطراف الليبية التي يجب عليها إعلاء مبادئ المصلحة الوطنية لتحقيق الوحدة ولم الشمل والحفاظ علي ما تبقي من الدولة الليبية. وقال السوكني إن علي الأطراف الليبية أن تدرك أنها المستهدفة من عملية التقسيم.