شرفت بثلاث لقاءات خلال هذا الاسبوع الأول حول»رؤي نحو نهضة مصرية جديدة« نظمته جمعية المعماريين المصريين بدار الأوبرا المصرية وحضره نخبة من أهل العلم والعمل وكان لقاء ممتعا حضورا وفكرا وصحبة وأشرف علي اعداده المهندس/سيف الله أبوالنجا.. وبعد انتهاء كلمتي وكلمة الدكتور/ اسماعيل سراج الدين والنقاش الذي اداره الدكتور/ سيد التوني شعرنا جميعا بقدرة ابناء الوطن العملية والموضوعية علي صياغة وتنفيذ مشروع »النهضة والتقدم« وشمل ما تحدثت فيه أولا: انه يمكن لمصر لو تحققت الارادة ان تكون دولة متقدمة في خلال 02 عاما (وهناك مشروع محدد بذلك). وثانيا: انه يمكن لمصر -لو تحققت الارادة- أن تكون من أفضل عشرة علي مستوي العالم في التعليم بدلا من ذيل القائمة لثلاثين عاما، وثالثا: أن مصر يمكنها أن تقضي علي الفقر المدقع في عشر سنوات والفقر الحالي السائد في 51 سنة، ورابعا: أن مصر يمكن أن تقضي علي الأمية في خمس سنوات، وخامسا: أن مصر يمكن ان تضع رؤية وإطارا ل0502 و0302 ثم الي برنامج تنفيذي لإنقاذ الوطن حاليا وانطلاقته حتي 0202.. وأستعرض د. اسماعيل في عرض ممتع ما هو مطلوب للخروج من الأزمة الحالية ودار بعد ذلك حوار استمتعت به مع النخبة المشاركة من الثروات العقلية والوطنية. وفي لقاء آخر مع اتحاد طلاب جامعة القاهرة رأيت مصر بصدق وقلوب ونقاء شبابها.. فخورين بالثورة والحرية والكرامة وسعداء بالأمل.. ينادون اسمعونا.. سمعتهم يطلقون صرخات تحذير متتالية في أسئلة حول المشاركة حيث عرفت انه لا يتم دعوتهم الي الحوار الوطني رغم أنهم أول اتحاد طلاب منتخب بعد الثورة وعصور الظلام.. وتساءل هل الذي يدعي للحوار هو الأعلي صوتا أو الأكثر عنفا أو الأكثر تفرغا للسياسية والاعيبها!!... ويتساءل الشباب عن أسباب الانهيار الاقتصادي وتوقف الانتاج والحلول اللازمة للخروج مما نحن فيه... وعبر الطلاب عن احساسهم بعدم الأمان والقلق وتساءلوا هل هناك من يعمل علي عدم استقرار البلاد وهل هم فلول النظام السابق أم أنهم تيارات دينية بعينها أو جهات خارجية وعبر الطلاب عن عدم ثقتهم في تصريحات المسئولين الحاليين، وسياسات التعتيم التي تتبع وفوضي المعلومات بعد سقوط النظام السابق وأجمع أكثر من 08٪ من الطلبة علي سوء وسائل الإعلام والفضائيات والصحف والبرامج والموضوعات التي تنشر يوميا.. وأثار الطلبة الي غياب القيادة اللازمة لاستثمار الثورة وتحويلها الي تقدم وبناء وأكدوا الي ضرورة ترجمة الوعود البراقة والافكار الي تنفيذ يشعر به كل مصري. أما اللقاء الثالث فهو ما سمي بالحوار الوطني وأسفت لحضوره وذكرني »بصفر المونديال«.. وإذا كان هذا اللقاء هو خلاصة الحوار الوطني فأنا أشارك المصريين في القلق علي هذا الوطن... ما حدث مهزلة لأن الحضور لا يعبر عن الوطن من أسوان للاسكندرية ومن السلوم الي رفح لا فكرا ولا خلقا ولا تحضرا ولا موضوعية ولا سماحة... لقاء نهضة مصر كان به عقول الوطن ولقاء اتحاد طلاب جامعة القاهرة كان به قلوب الوطن... رسالة اللقاء الأول أننا كمصريين قادرون علي إعداد وتنفيذ مشروع التقدم والنهضة للوطن وذلك بتفاعل نقي حضاري علمي وعملي بين ابنائها كي نخرج من متاهات وأزمات الحاضر... ورسالة لقائي مع اتحاد طلاب جامعة القاهرة ان القاعدة العريضة من شباب مصر لازالت مهمشة -حتي بعد الثورة- ومن هم علي الساحة لا يمثلوا القاعدة العريضة التي يجب ان تشارك... أما لقاء صفر الحوار الوطني فهو مثل المونديال لا يعبر شكلا وموضوعا عن الوطن... ما يحدث يتطلب قيادة سياسية وتنفيذية ان تبرز لإنقاذ الوطن وإدارة المجتمع... أولا للخروج من الأزمة والانهيار وثانيا لخطة المائة يوم القادمة وثالثا للمرحلة الأولي للديمقراطية بعد الثورة ورابعا لمشروع النهضة والتقدم.