كنت أتصور أن دول الخليج وعلي رأسها دولة قطر العظمي سوف تقف الي جانب مصر الرسمية ومصر الشعبية خصوصا في هذه الازمة الاقتصادية الخانقة لتسهم في تخفيف احوال شعب مصر التي انقلبت من حال الي حال بفضل عمليات النهب المنظم لثلاثة عقود من الزمان.. وقد يسألني احدهم ولماذا اخترت دولة قطر العظمي بالتحديد؟! وأجيب علي سعادة السائل واقول لان قطر بالذات وعن طريق قناة الجزيرة لعبت دورا لايمكن انكاره في الثورة المصرية وساهمت في تأجيج مشاعر الغضب واستطاعت ان تصل الي مصر بأكملها، مصر الزمالك ومصر المهندسين ومصر النجوع والكفور والحواري والمقاهي والاندية واصبحت محطا لانظار الشعب المصري كله وعلق ثوار 25 يناير شاشتين كبيرتين في ميدان التحرير ليكونوا علي علم بتطورات الاحداث أولا بأول حتي كتب الله النصر للشعب الذي اراد التغيير واراد الحياة ورحل النظام الذي قنن الفساد وتفنن في صنع المفسدين والفاسدات واصبح حاله كما حال البيض الفاسد وحده الذي يطفو علي السطح واتضح ان الاخوين علاء وجمال من بين البجاحة التي كانت سمة عامة لسولكهما قام احدهما بطلب يخت شاهده عظمته في كان في فرنسا وتوجه بالطلب الي مسئول قطري رفيع وعندما جاء اليخت يتهادي فوق صفحة مياه شرم الشيخ المقر المفضل للاسرة المالكة المباركية شاهده الاخ الثاني فقام بتكرار السيناريو وطلب لنفسه يختا خاصا مع العلم ان ثمن اليخت الواحد بلغ كما تداولته الصحف 60 مليون يورو يعني اضرب * 8 جنيه يطلع اليخت ب 480 مليون جنيه في عين العدو.. وطبعا تذكرون حضراتكم مأساة العبارة التي غرقت بأكثر من 1500 مصري تحولوا الي وليمة لاسماك البحر الاحمر وخرج منها صاحب العبارة كما الشعرة من العجين. هذه الحادثة تسببت في قيام كل من المملكة العربية السعودية ودولة قطر العظمي في اهداء مصر عبارتين علي احدث طراز وهكذا نري ان قطر كانت سخية في العطاء للنظام البائد تمنح في الخفاء الهدايا السخية وعن طريق قناة الجزيرة كانت تضع للنظام السم في العسل وكان ظني ان دولة قطر وهي واحدة من اغني دول العالم في انتاج الغاز اللهم لاحسد سوف تقدم يد المعونة للشقيقة الكبري ورمانة الميزان في المنطقة بأسرها.. مصر طبعا.. ولكن تبين لشخصي الضعيف ان ظني كله كان إثما وان قطر عادت لتلعب مع مصر الرسمية نفس الدور فعاندت بل انها تفوقت علي مبارك صاحب الدكتوراة الشهيرة في العند واصرت علي مزاحمة مصر في منصب الامين العام لجامعة الدول العربية وأصرت علي استبعاد الدكتور مصطفي الفقي.. والحق اقول ان العم مصطفي عمل مع النظام السابق واقترب من رأسه كثيرا وظل ملاصقا له 8 سنوات ولكن هذا لايعيب العم مصطفي الفقي علي الاطلاق فقد كان صاحب توجهات قوية رجل غزير العلم واع مثقف من طراز فريد كانت له علاقات بكل الوان الطيف السياسي في مصر وكان وجوده في الرئاسة شرفا وليس العكس ولكن دولة قطر العظمي اعتبرت ان مصطفي الفقي علي مايبدو من الفلول التي يجب محاربتها او الذيول التي ينبغي قطعها وكادت قطر تتسبب في احداث شرخ في العلاقات العربية عندما انقسم العرب حول مرشح مصر.. والسؤال الان.. ماهو موقف قطر بالتحديد من الثورة المصرية؟! هل كان همها الاوحد الانتقام من الاسرة الحاكمة المصرية وازاحتها من الحكم ام انها ارادت لمصر عصرا جديدا وإشراقا يعم ارجاء البلاد.. اذا أردتم الجواب فعليكم ان تدققوا جيدا في الموقف السعودي وان تقارنوه بالمسلك القطري ساعتها سوف تدركون كم هو الفارق رهيبا والمسافات شاسعة والنوايا متناقضة ولكن اذا كانت قطر تهوي ان تكون صاحبة النغمة النشاز في المنظومة العربية فعلينا ان نفرق بين مثلين ونموذجين أولهما النموذج القطري وثانيهما النموذج السعودي وهو الأحق بأن يتبع وعلي رأي الشاعر العربي: ماضربت لك الامثال إلا لتحذو إن حذوت علي مثال وما أروع المثل الذي ضربته الشقيقة الغالية علي نفوس المسلمين والعرب، ارض المقدسات المملكة التي تربعت بسلوكها الرفيع وموقفها من ازمة مصر علي عرش القلوب!!