كلنا مع عودة الشرطة بقوة الي الشارع وعودة الانضباط بالكامل بعد ان عانينا علي مدي الشهور الخمسة السابقة من البلطجية والانفلات السلوكي والاخلاقي الامر يحتاج منا جميعا ان نقف خلفها، ندعمها بالالتزام والدعم المعنوي من يخرج عن هذا الاجماع لا يريد لهذا الوطن الاستقرار، وعودة الهدوء وهؤلاء هم من نوعية البلطجية الذين روعونا. واذا كنا نطالب بعودة الشرطة فإن عودتها يجب ان يحسها الناس جميعا ليس بالوجود الجسدي لافرادها ولكن بفرضها للامن ولن يتم ذلك الا اذا فرغنا الشرطة لعملها بالكامل واعني به فقط أمن المواطن فلقد ضاعت حقوق الناس وضاعت مصالحهم عندما انشغلت الشرطة بتأمين الحاكم وبطانته في الوقت الذي اختفي فيه الأمن من الشارع وضاع الامان. عانينا جميعا من عدم استجابة الشرطة وشكوي الجماهير من تأخرها في تلقي البلاغات حتي رقم النجدة 221 كان من البطء الذي لا يسعف أي مستغيث يطلبه والسبب ان الشرطة بكل افرادها انشغلت بالشارع السياسي وتأمين شخصياته علي حساب الجماهير العريضة. كنت عندما استمع الي شكوي من عدم استجابة الشرطة لبلاغ لا اصدق حتي سرقت سيارة شقيقة زوجتي وداخت السبع دوخات للبحث عنها ونقلت شكوكها في افراد بعينهم ولكن لانشغال الأمن بأمور أخري ضاعت السيارة ولم تعد حتي الآن وتعجبت اكثر لما عرفت ان هناك اكثر من 81 ألف بلاغ بسرقة سيارات من دون ان تعود لان لا احد يهتم بعودتها. الشرطة عليها واجب ان تعيد لنا ثقتنا بها، ان تقف بكل حزم للقضاء علي البلطجية ونحن جميعا وراءها ولعل واقعة مأمور قسم الموسكي الشجاع العقيد ابراهيم بخيت الذي خرج بصدره وسلاحه الميري لتأمين شارع عبدالعزيز عندما تلقي بلاغا بمهاجمة البلطجية للمحلات فتصدي لهم مسرعا بعد ان ترك مكتبه وما ان رآه الناس يتقدمهم حتي التفوا حوله وطردوا البلطجية وطاردهم حتي هربوا من المكان. لقد عهدنا في رجال الشرطة ورأينا منهم ابطالا واجهوا البلطجة والارهاب بصدورهم وسقط منهم الشهداء وندرك جيدا انهم كانوا من ضحايا النظام استخدمهم رغما عنهم لردع الناس للحفاظ علي السلطة حتي كانت كارثة يوم الغضب يوم 82 يناير وحدوث الانفلات الأمني والأنسحاب الذي هدد كيان الوطن. مطلوب من كل ضابط وجندي من رجال الشرطة ان يكون مثل مأمور الموسكي الذي وضع حياته علي كفة وادي واجبه بشرف. هنا فقط سيعود الامان والامن للوطن، والحقيقة ان هناك بوادر تؤكد نجاح الشرطة لو تفرغت للشارع ولأمن المواطن في مسكنه وحياته وممتلكاته فقد ضبطت الشرطة »المتفرغة« مجموعة هائلة في القضايا سواء البلطجة أو السرقة أو النهب أو حتي القتل والاختطاف في أوقات قياسية شهد بها للناس جميعا خلال الشهر الماضي. واذا كنا جميعا نطالب بتفرغ الشرطة المدنية لامن المواطن المدني فانني اناشد الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء ان يمحو من ذاكرة الناس تلك الطوابير الطويلة لجنود الامن المركزي التي كانت تصطف بآلاف علي طول الطرق لتأمين سير المواكب سواء لرأس النظام السابق أو لافراده أو حتي للوزراء يجب ان تختفي تلك الرتب التي تتجمع بجنودها لخدمة تشريفة فتسحب كل القوات من الاقسام والشوارع وتترك أمن المواطن للنهب والسرقة والتهديد. هذه هي البداية لعودة الشرطة لدورها الرئيسي وارجو الا يكون المشهد الذي رأيته علي شاشة التليفزيون في الجلسة الرئيسية للحوار الوطني في هذا الانتشار الكبير لرجال الامن في قاعة مغلقة حول المسئولين او تلك الخدمة التي تم صف الجنود فيها بالمطار لسفر احدي الشخصيات المهمة طريق العودة الي الماضي الذي نريد ان ننساه.