في انجلترا توجد الحديقة المترامية الأطراف التاريخية »هايدبارك« وفي أحد أركانها مكان تعارف عليه بين المحتجين، فيذهب أي إنسان يقيم في انجلترا إلي هذا الركن، وبحوزته ميكروفون، ويعبر عن رأيه، يقول ما يشاء، سواء في الحكومة أو السياسات أو حتي ينتقد الملكة وعائلتها، ويتضامن معه أي أحد، ويرددون ما يشتهون من هتافات، ويستغرق هذا الأمر وقتا يختاره المتظاهرون، حتي لو باتوا الليالي يهتفون، وهو أسلوب للتعبير عن المعارضة والاستياء.. التجربة الانجليزية لها ايجابياتها، فلا أحد ممنوع من التعبير عن رأيه، ولا أحد يتضرر من الأسلوب الديمقراطي، لأن الحياة تسير بشكل طبيعي، فالرسالة التي يريد المعارض تبليغها سوف تصل من خلال متابعات الاعلام، والمتضامنون معه سوف يجدون فرصة للمشاركة وترديد الهتافات، والشعب يسمع ويراقب ويتابع، والحركة اليومية للحياة لا تتأثر بذلك كله، والمستثمرون لايخشون من الديمقراطية، والاقتصاد لا يسقط صريع الحرية. في مصر.. أنجبت ثورة يناير المباركة روحا متحررة للشعب المصري، لكن سنوات الكبت دفعت المواطنين إلي المبالغة في مطالباتهم، وكأن الامكانيات تسمح بتلبية كل المطالب، والحل في ايجاد هايدبارك مصرية تحتوي المظاهرات حتي لا يسقط الاقتصاد.