المجلس الأعلي للإعلام المسموع والمرئي في فرنسا: CSA أبدي استياءه الشديد من التغطية الإعلامية لفضيحة مدير صندوق النقد الدولي، ووزير المالية الفرنسية الأسبق، والمرشح الأول باسم اليسار للإطاحة بالرئيس الحالي ساركوزي في انتخابات 2102: »دومينيك شتراوس كان« الذي اتهم بمحاولة اغتصاب موظفة تنظيف في فندق سوفيتيل بنيويورك. لقد لاحظ المجلس الأعلي أن التغطية الإعلامية لهذا الحدث الجلل تتعارض تماما مع ألف باء المبادئ التي تنفرد وتتباهي بها فرنسا أمام العالم كله وتتركز علي الابتعاد عن الخوض في الحياة الخاصة للمواطنين، وحظر التطوع بتقمص شخصيات الادعاء، والدفاع، والقضاة عند التعرض لقضية يجري التحقيق فيها ولم يصدر حكم قضائي نهائي بالإدانة أو البراءة.. وهو ما لم تلتزم به أجهزة الإعلام الفرنسية مع »المتهم البرئ حتي تثبت إدانته: دومينيك شتراوس كان«! غالبية القنوات التليفزيونية الفرنسية الخاصة والحكومية مثل: TFI وFrance2 وBFM وTELE1 و+Canal وFrance24 بدأت تغطيتها علي مدار الساعة طوال الأيام الأخيرة الماضية بإبداء تحفظها علي نشر صور مدير صندوق النقد الدولي وهو مقيد اليدين »بالكلابشات« أثناء تنقلاته تحت حراسة مشددة من قسم الشرطة إلي المستشفي ومنها إلي قاعة المحكمة ثم إلي السجن بعد حبسه احتياطيا لحين عرضه يوم الجمعة اليوم علي هيئة المحلفين الموسعة التي ستنظر في احالته للمحاكمة أم لا. لكن نفس هذه القنوات التليفزيونية التي سبق وأبدت اعتراضها علي نشر وعرض هذه الصور في الإعلام الأمريكي فاجأتنا بتلقفها هذه الصور وإعادة عرضها ونشرها بلا توقف.. وعلي مدار الساعة! ليس هذا فقط.. بل تفرغت برامجها الحوارية الشهيرة لاستضافة أصحاب: »الرأي والرأي الآخر« للتعليق علي القضية بلا أدني معلومات حقيقية لدي الذين أكدوا براءة »شتراوس كان« الذي يعرفونه جيداويستحيل ولا لدي الذين أكدوا في المقابل ادانته وتورطه في هذه الفضيحة العالمية! أبرز حملة المقصلة اسمه: »برنار دوبريه« النائب اليميني البرلماني عن باريس العاصمة ندد بما فعله عدوه اللدود: »شتراوس كان« وطالبه قائلا: (كفاك! كفاك! لقد تسببت في إهانة فرنسا، وجعلت منها أضحوكة العالم! أعضاء الحزب الاشتراكي، الذين وثقوا فيك، وتحمسوا لاختيارك لمنافسة »ساركوزي« في الانتخابات الرئاسية القادمة، أنتظر الآن أن تحمر وجوههم خجلا. وأتوقع منك بعد خروجك من السجن أي بعد 47 عاما أن تختفي نهائيا، ولا تحاول أن تبرر فعلتك، وعليك أن تلتزم الصمت الأبدي لأننا لن نصدقك مهما قلت! فلقد كشفنا عن زيفك. فأنت مجرد نصاب ثقافي، ومدمن جنس، ولوثت صورة وسمعة بلدك أمام العالم(..). كل ما أتمناه لك هو أن تعالج نفسك من ادمانك وهوسك الجنسي(..). وهناك أدوية فعالة ومتاحة لعلاج المرضي أمثالك). ما قاله »برنار دوبريه« قاله، وكرره، كثر من هواة تقمص أدوار الادعاء، والقضاء، وقطاع العنق.. وهو ما اضطر المجلس الأعلي للإعلام الفرنسي CSA إلي أن يصدر بيانا يوم الثلاثاء الماضي يطالب فيه أجهزة الإعلام بضبط النفس والالتزام بالمبادئ الأساسية والقيم المتوارثة عند تغطيتها الإعلامية والصحفية لقضية: »دومينيك شتراوس كان«! كما حرص البيان علي تذكير وتنبيه أجهزة الإعلام إلي القانون الذي صدر عام 0002 ويعاقب بغرامة كبيرة كل من يقول، أو يكتب، أو يعرض، ما يتعارض مع المبدأ القانوني القائل: »المتهم برئ إلي أن تثبت إدانته«. صدر بيان المجلس الأعلي يوم الثلاثاء الماضي.. ورغم ذلك فلا أحد اقتنع به بدليل استمرار الإعلام الفرنسي في »تقطيع هدوم« من كانوا يهللون له ويجمعون علي صلاحيته وشعبيته للاطاحة ب»نيكولا ساركوزي« في انتخابات الرئاسة عام 2102.