رفضت القاضية الأمريكية الافراج المشروط عن مدير صندوق النقد الدولي دومينيك شتراوس كان اقتناعا بوجهة نظر الادعاء للابقاء عليه محبوسا حتي لا يهرب من الولاياتالمتحدة قبل محاكمته. الدفاع عن »شتراوس كان« عرض دفع مليون دولار ككفالة للافراج الاحتياطي عن موكله، إلي جانب سحب جواز سفره، والإقامة مع ابنته في نيويورك وعدم مغادرتها وإثبات وجوده يوميا لدي قسم الشرطة، إلي جانب وضع الأسورة الإلكترونية التي تسجل تحركاته، وتحدد مكانه لحظة بلحظة وعلي مدار الساعة داخل البلاد. ورغم هذه الضمانات كلها التي اقترحها الدفاع.. إلا أن القاضية التي وصفت نفسها بأنها »حقانية«، و»منضبطة« رفضتها وحكمت باستمرار حبسه، وهو ما جدد الحديث في فرنسا عن الفخ الذي نصبه خصوم مدير صندوق النقد الدولي وأبرز مرشحي اليسار الفرنسي في الانتخابات الرئاسية ضد الرئيس الحالي »نيكولا ساركوزي«. صحيفة »ليبراسيون« اليسارية أعادت أمس نشر حديث أجرته في 82 ابريل الماضي مع »دومينيك شتراوس كان« تنبأ فيه بما حدث له الآن بالضبط! وكأنه كان يقرأ الغيب بعد أن كُشف عنه الحجاب! تحدث »شتراوس كان« لمندوب الصحيفة الفرنسية في نهاية أبريل الماضي عن متاعبه مع الأجهزة الفرنسية التي تتابع تحركاته ومقابلاته، وتتجسس علي مكالماته، خاصة بعد أن كثر الحديث عن ترشيحه المحتمل لمواجهة »ساركوزي« في الانتخابات الرئاسية عام 2102، رغم أنه لم يقرر بعد خوض المعركة التي وصفها بأنها ستكون صعبة بالنسبة إليه. ليس لنقص شعبيته، فهي كاسحة وهناك شبه اجماع في أحزاب اليسار عليه، وإنما الصعوبة التي يقصدها ترجع إلي أسباب شخصية حددها كالآتي: »التمويل. النساء. حملات التشهير بحياته الشخصية والزعم بتصرفات لم يقلها، ومواقف لم يقفها«. بالنسبة للنساء اعترف شتراوس كان قائلا: »نعم.. أنا أحب النساء، فأين المشكلة؟! فمنذ سنوات.. يتردد أن هناك صورا التقطت لي سرا ووصفت بأنها مخجلة. وحتي الآن لم تنشر هذه الصور ولم يرها أحد!«. وأضاف مدير صندوق النقد الدولي أن التشهير بحياته الشخصية لم يتوقف.. بل يتزايد حاليا. وكشف عن انه سبق أن طلب من نيكولا ساركوزي، في أحد الاجتماعات الدولية أن يتوقف عن تشويه حياته الخاصة(..). وأغرب، وأهم، ما قاله في حديثه القديم انه لا يستبعد أن يفاجأ ذات يوم بإحدي السيدات تتهمه باغتصابها في موقف سيارات تحت الأرض، وتهدد بالابلاغ عنه ما لم يدفع لها 005 ألف أو مليون يورو! ما لم يستبعد مدير البنك الدولي وقوعه في حديثه المنشور يوم 82 ابريل 1102 الماضي هو ما تحقق بالفعل بشكل أو بآخر مساء السبت الماضي 41 مايو 1102 في نيويورك! في هذا اليوم ألقت الشرطة القبض علي دومينيك شتراوس كان قبل دقائق من اقلاع طائرته إلي باريس، وأخضعته للتحقيق في بلاغ تلقته من عاملة تنظيف في فندق »سوفيتيل« تتهمه بمحاولة اغتصابها فور دخولها الجناح الذي أقام فيه لتنظيفه وأنه احتجزها لمنعها من الهرب(..). الفارق بين النبوءة والحقيقة أن دومينيك شتراوس كان يتوقع أن تفتري عليه احدي الفتيات طمعا في المال، أما الحقيقة فإن عاملة نظافة في فندق اتهمته فعلا بارتكاب أفعال جنسية جرمية ومحاولة اغتصابها وحجز حريتها بصورة غير مشروعة.. وكلها جرائم قد يحكم عليه فيها بالسجن لمدة 47 عاما!