بدأ امس الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني لقاءاته مع المسؤولين اليمنيين في محاولة لإعادة الروح للمبادرة الخليجية لحل الأزمة المحتدمة وسط رفض شديد لها من قبل شباب الثورة والمعارضة اليمنية. وقال الزياني لدي وصوله مساء امس الأول الي صنعاء للقاء الرئيس علي عبد الله صالح وكبار المسؤولين من حزب المؤتمر الشعبي العام، ان زيارته "تهدف لحقن دماء اليمنيين، من خلال المبادرة التي تقضي بتنحي صالح خلال شهر من توقيعها". واصطدمت المبادرة برفض صالح التوقيع عليها كرئيس للجمهورية وتمسكه بالتوقيع بصفته رئيسا للحزب الحاكم، وهو ما اعترضت عليه المعارضة بشدة. ووسط أجواء مشحونة، قال القيادي باللقاء المشترك الدكتور "عبد الله عوبل" ان اللقاء وحلفاءه يعتبرون ان المبادرة الخليجية انتهي وقتها، مؤكدا ان المعارضة إلتحمت بالشباب وأصبحت جزءا من الساحة، وأن الأمور باتت تتجه نحو التصعيد الميداني حتي يسقط النظام". ورفض الثوار المعتصمون في عموم المحافظات اليمنية المبادرة، قائلين في بيان قبل أيام "لا تعنينا أي مبادرات ما لم يتنح صالح عن الحكم فورا". في الوقت نفسه أفاد سكان في تعز، ثاني أكبر مدن البلاد، ان "ملثمين جابوا الاحياء السكنية بالمدينة فجر امس واطلقوا النار لترويع الأمنين والمعارضين لحكم صالح. وارتفع عدد المصابين في مسيرة حاشدة في المحافظة الواقعة جنوب البلاد، استهدفتها عناصر قناصة من فوق أسطح المنازل، الي 35 شخصا. من ناحية أخري، اعتبرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية ان اليمن يتجه الي الغموض وعدم الإستقرار بعد "انهيار المبادرة الخليجية". وتساءلت الصحيفة عن مصير الاحتجاجات وسط بدء استخدام نظام الحصص للوقود، ونقص المياه، وارتفاع أسعار الغذاء، وانخفاض قيمة الريال اليمني.