قال مسئولون أمريكيون إن السلطات الأمريكية أجرت مقابلات مع ثلاث من أرامل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان لكنها لم تتحصل منهن سوي علي معلومات قليلة. وتحاول السلطات الأمريكية حاليا الربط بين معلومات حيوية عن حياة بن لادن منها كيف جاء للعيش في مدينة "أبوت أباد" في شمال باكستان ومن قابله قبل مقتله في غارة أمريكية في الثاني من مايو الجاري.وقال مسئول أمريكي علي دراية بالتحقيق شريطة عدم الكشف عن هويته إن "الولاياتالمتحدة استجوبت أرامل بن لادن ولكنهن غير راغبات في الكشف عن معلومات حتي الآن". وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية الكولونيل ديفيد لابان إن ممثلي الحكومة الأمريكية تمكنوا من استجواب أرامل بن لادن ولكنه رفض تحديد الوكالة التي مثلها مسئولو الحكومة الأمريكية أو الكشف عن أي تفاصيل بشأن الاجتماع. وفي تطور آخر، قال رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب الأمريكي مايك روجرز إنه يعتقد أن الرجل الثاني في القاعدة أيمن الظواهري موجود أيضا في باكستان. وقال إنه يأمل أن يساعد المسئولون الباكستانيون بلاده في العثور عليه. وقال روجرز في برنامج لمحطة "سي.بي.إس" الأمريكية يذاع اليوم "أعتقد أنه في باكستان". من جهة أخري، دعا البرلمان الباكستاني الحكومة إلي إعادة النظر في علاقات البلاد بالولاياتالمتحدة، وذلك عقب عملية اغتيال بن لادن. كما دعا أعضاء المجلس في جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ عقدت لمناقشة العملية الامريكية الحكومة إلي إجراء تحقيق مستقل في الظروف التي أحاطت باغتيال بن لادن.وصدق النواب بالإجماع علي قرار يدعو إلي حرمان قوافل الإمداد التي تزود قوات حلف شمال الأطلنطي "الناتو" العاملة في أفغانستان المجاورة بالمؤن والعتاد والوقود من حق المرور في الأراضي الباكستانية ما لم يكف الأمريكيون عن تنفيذ غاراتهم باستخدام طائرات بدون طيار علي أهداف داخل باكستان. ومثل كبار قادة الجيش الباكستاني أمام البرلمان لتبرير تصرفاتهم ومواقفهم إزاء عملية اغتيال بن لادن. وقال اللواء احمد شجاع باشا مدير الأمن الباكستاني إنه قدم استقالته عقب العملية الأمريكية ولكن رئيس أركان الجيش رفضها. وقال وزير الإعلام فردوس عاشق أوان إن اللواء باشا اخبر النواب بأنه علي استعداد لتحمل كامل المسؤولية عن أي تقصير جنائي. جاء ذلك في وقت تتواصل فيه المظاهرات المنددة بقتل بن لادن في باكستان. وفي أول تصريح له عقب مقتل بن لادن قال الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش إنه لم يشعر بسعادة بالغة عند سماعه لمقتل بن لادن. وقال خلال احتفال عقده في لاس فيجاس، ردا علي سؤال عن شعوره لدي إبلاغه بمقتل زعيم القاعدة "لم أقفز من الفرح، الكراهية لم تحفز علي ملاحقة ابن لادن". مضيفًا "الرجل قد مات، وهذا أمر جيد، ومقتله انتصار كبير في الحرب علي الإرهاب". من جهة أخري، أدانت الولاياتالمتحدة "الاعتداء الحاقد" الذي نفذه انتحاريان في شمال غرب باكستان وأوقع 80 قتيلا علي الأقل، مشددة علي أهمية استمرار التعاون بين البلدين من أجل "تفكيك القاعدة وتوابعها".