لا يمكن الحديث عن دور مصري فاعل للاعلام المصري الرسمي سواء كان مسموعا أو مرئيا إلا بالأخذ بالأسلوب العلمي في التعرف علي احتياجات واستخدامات الجمهور في تعاطيه لهذا الاعلام مرئيا أو مسموعا حتي يتحقق التكامل بين الانتاج الاعلامي وتلك الاحتياجات والوصول إلي الجودة المطلوبة في مرحلة ما بعد ثورة 52 يناير بالتالي تحقيق الأهداف الاستراتيجية للاعلام المصري والارتقاء بمستوي المنتج الاعلامي في كلا المجالين مسموعا ومرئيا، أرضيا وفضائيا.. وأود في البداية ان اركز علي ثلاث نقاط مهمة: أولاً: عمل بارومتر استماع لرغبات المستمعين والمشاهدين. ثانياً: عقد دورات تدريبية للارتقاء بمستوي العاملين وان تكون مستمرة أو ما يسمي في اليونسكو التدريب المستمر. ثالثاً: تحديث التقنيات المستخدمة في الانتاج والبث وفي المجمل التحديث يعني صحفنة الإذاعة والتليفزيون أي تتحول محطة الاذاعة وقناة التليفزيون إلي صحيفة مرئية ومسموعة وتدار كأنها صحيفة لتحقيق السبق والانفراد والإبداع مع ملاحظة التفرقة بين إعلام الخدمات العامة وإعلام المنافسة والسوق التجاري الهادف للربح! وإذا كانت أهدافنا من نظامنا الاعلامي هي نشر ثقافة الثورة والديمقراطية وتعزيز فكرة قول الآخر والحوار والعدالة وتعميق الاصلاح الاقتصادي والسياسي والمجتمعي فإن ذلك يتطلب تطويرا مستمرا في الأداء الاعلامي وأداء الاعلاميين بل يتطلب حشد كل الطاقات الاعلامية لمواكبة التغير لا التحول وحشد الطاقات الاعلامية لتحقيق ذلك دون خوف أو تخوين أو مزايدة.. وإذا كانت مصر الآن قد اختارت التعددية من أجل وضع الأسس الراسخة للبناء المؤسسي للدولة في مناخ ديمقراطي يقود إلي تطوير المؤسسات السياسية والدستورية وفق منهج جديد فإن الاعلام من أولي المؤسسات التي يجب ان تساير البناء الجديد بالاهتمام بمحاور الثورة الاقتصادية والاجتماعية ومواجهة القضايا التي تعوق هذه الثورة أو اكتمالها، كذلك لدي الاعلام مسئوليات أخري مثل الاهتمام بالتنمية البشرية في قطاعي الشباب والمرأة بهدف بناء المستقبل وتحمل المسئولية في دعم المشاركة الشعبية والتحديث كأسس لصياغة نهج قوي وثوري يقود إلي دولة مدنية حديثة، ولا يتأتي كل هذا إلا عبر دور جديد للاعلام يهتم فيه بالآتي: أولاً: تطوير المنتج الاعلامي: أداء ومضموناً.. لكي يكون استجابة للمتغيرات المتسارعة علي مستوي المجتمع المصري والمتغيرات الدولية وبما يحقق السبق والملاحقة. دور أخباري جديد ثانيا: التركيز علي الهوية المصرية مع ترسيخ مفاهيم الحداثة والاستنارة والتسامح. دور برامجي جديد ثالثاً: الارتقاء بالأداء للحفاظ علي قاعدة المستمعين. دور تدريبي للعاملين رابعاً: التوجه نحو المستقبل يعني الحفاظ علي البرامج ذات التأثير والجماهيرية مع إضافة لمسات التطوير والاقتراب من المستمعين: علي الناصية، غواص في بحر النغم، زيارة لمكتبة فلان، ألحان زمان. وهي أعمدة رئيسية للبرنامج العام علي سبيل المثال.. وتصميم عدد من فترات البث المباشر التي تتواصل مع المستمعين Emteraction وتقدم المعلومة- السبق- الخبر والحوار مع المستمعين، كما تقدم الخدمة العاجلة: خدمة المرور، خدمة الطقس، خدمات المطار والنقل والطرق والسكك الحديدية. إن هذا البث المباشر يفتح بابا للشباب سواء الإذاعيون أو أبناء ثورة 52 يناير للتواصل الجماهيري ويدعم ابداعات هؤلاء الشباب. والتطور يدعم اتجاه الاعلام للتجديد والتخلص من القوالب الجامدة ويغذي الحداثة.. تطوير وجودة المنتج الاعلامي يجذب الاعلانات وكل هذا يصب في مصلحة الأداء الاعلامي، لانه يساهم في تكلفة البرامج ويعتمد جذب الاعلان علي سرعة الآداء ورشاقة البرامج وسرعة الوصول للمستمعين. يتجسد التطوير- علي سبيل المثال- في ثلاث فترات رئيسية تتبني الخبر والتحقيق والخدمة كالتالي: ستوديو الصباح: الذي يقوم علي الخبر السريع والمعلومة والحوار الطازج والخدمات الجماهيرية المتعددة بما يتناسب مع »إذاعة الخدمات السريعة« ومع المستمع الصباحي. ستوديو ما بعد العاشرة: إذاعة المنوعات التي تمزج بين الأغنية والطرفة والتحقيقات الإذاعية القصيرة وتناول الموضوعات الاجتماعية والصحية بالاضافة إلي الخدمات التي تهم مستمع المنزل كما يسمونه في الولاياتالمتحدة إذاعة فريق المنوعات. ستوديو الظهيرة: يجمع بين الأخبار المنتجة من مصادر القرار بعد يوم عمل وبرامج الأدب والفن واكتشاف المواهب الشابة »الجريدة الثقافية- اقلام وألوان، الحصاد الثقافي«. هنا دور الإذاعة التثقيفي كباحثة ومنقبة عن المواهب، ثم إذاعة البرامج الخدمية الأطول نسبيا عن فترة الصباح عبر تفاعل بين المواطن المستمع .. ويتواصل الحديث.